حديث الجمعة

حديث الجمعة : الإمام الباقرُ (عليه السلام) والكون مع الصادقين .. 5-12-1444هـ

الإمام الباقرُ (عليه السلام) والكون مع الصادقين

5/ 12/ 1444هـ

 

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

***

عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، فإن اللهَ تعالى يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا ‌مَعَ ‌الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].

بعد غدٍ ذكرى شهادةِ إمامِنا أبي جعفرٍ، محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ الحسينِ، الذي اتفقت الإمةُ على توصيفِهِ بالباقرِ، وهو اللقبُ الذي أُثِر عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقِّهِ.

قال الزبيديُّ في مادة (بَقَرَ) من تاج العروس من جواهر القاموس 10/ 229:

“وقد ورد في بعضِ الآثارِ، عن جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ: أن النبيَّ صلى اللهُ عليه [وآله] وسلم قال له: ‌يوشك ‌أن ‌تبقى ‌حتى ‌تلقى ولداً لي من الحسينِ، يقال له: محمد، يبقر العلم بقراً، فإذا لقيتَهُ فأقرئه مني السلام) خرَّجه أئمةُ النسبِ” انتهى.

بهذه المناسبةِ، فإن من الجديرِ بنا أن نقفَ على بعضِ ما روي عن هذا الإمامِ الهمامِ (عليه السلام)؛ من كلماتٍ تفسح الطريقَ وتمهده للكونِ مع الصادقينِ؛ فإنه لذلك أصولاً وقواعدَ، نستعرض بعضَها في وقفاتٍ.

الوقفة الأولى: مرافقةُ أهلِ التقوى

مما روي عنه أنه قال “أهلُ التقوى أيسرُ أهلِ الدنيا مؤونةً، وأكثرُهم معونةً، إن نسيتَ ذكَّروك، وإن ذكرتَ أعانوك. قوَّالين بحقِّ اللهِ، قوَّامين بأمرِ اللهِ”[1].

وقد بيَّن الإمامُ (عليه السلام) – في حكمتِهِ هذه – سماتٍ لأهلِ التقوى تجعل من معرفتِهم ضرورةً، ومصاحبتَهم حاجةً، والتشبثَ بهم حكمةً، والتفريطَ بهم سفهاً.

فجميعُنا يبحث عن المؤونةِ الميسرةِ، وأهلُ التقوى – كما يقول الإمامُ (عليه السلام) – هم الذين لا يكلِّفون مَن يصاحبونه ما لا يطيقُ؛ فإن لهم من الفهمِ وحسنِ الذوقِ ما يفتقده غيرُهم؛ ممن إذا صاحب – أو صوحب – تحول إلى عبءٍ ثقيلٍ؛ بما يصرح بطلبِهِ أو يلمح إليه، وبما يعتب إذا لم يحصل عليه!

فكم من أصدقائنا هم هكذا؟!

وأهلُ التقوى – من منظور الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) – هم أكثرُ الناسِ معونةً؛ فكيف يترجمون ذلك؟

يجيب الإمامُ (عليه السلام) إنهم يُعينون أصحابَهم بأفضلِ عونٍ، وهو تصويبُ أقوالِهم، وتسديدُ أفعالِهِم، وذلك بصورٍ ثلاثٍ:

أولها: إن اهلَ التقوى مذكِّرون

إذا علمنا أننا جميعاً معرضون للنسيانِ والغفلةِ، الأمر الذي قد يوقعنا في ما لا نريده ولا يرضاه اللهُ، وفي هذا يؤدبنا اللهُ تعالى أن ندعوَهُ، ونقولَ ﴿.. رَبَّنَا ‌لَا ‌تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ..﴾ [البقرة: 286].

فمَن كان له صاحبٌ من أهلِ التقوى فإنه لن يقصِّر – قدر استطاعتِهِ – في تذكيرِهِ بما نسيَ؛ حتى لا يفوته الخيرُ والبِرُّ، ولا يلحقَه الشرُّ والضَرُّ.

الصورة الثانية: إن أهلَ التقوى معينون

إذا علمنا أن الإنسانَ يتمنى أشياءَ كثيرةً يود فعلَها، وأشياءَ كثيرةً يتمنى تركَها، غيرَ أن الكسلَ قد يصيبه، والمللَ قد يعتريه، وعوائقَ كثيرةً – من هاهنا وها هنا – تحول بينه وبين فعلِ ما يودُّ، وتركِ ما يتمنى.

وهذا ما جاء في الدعاءِ المأثورِ أن نستعيذَ باللهِ منه، ونقول “.. وأعوذ بك من الكسلِ‏ والفشلِ‏ والعجزِ والتفريطِ والعجلةِ والتضييعِ والتقصيرِ والإبطاءِ ..”[2].

إذا علمنا ذلك، فسيكون مَن نصاحبه – مِن أهلِ التقوى – هو خيرَ مَن يعيننا على فعلِ ما ينبغي فعلُهُ، وتركِ ما ينبغي تركُهُ، لسببٍ بسيطٍ هو أنه محبٌّ صادقٌ، وصديقٌ صدوقٌ، وقديما قيل “صديقُك مَن صدَقك لا من صدَّقك”.

لذلك، فإن الصاحبَ من أهلِ التقوى – وهو الذي يحب صاحبَهُ كما يحب نفسَهُ – لن يتركَ صاحبَه فريسةً للكسلِ والضجرِ والمللِ، بل سيشد أزرَه ويقيم ظهرَهُ.

فالإنسانُ – مع صاحبِهِ المتقي – لن يكونَ وحده في مواجهةِ العقباتِ والتحدياتِ.

الصورة الثالثة: إن أهل التقوى قوَّالون بحقِّ اللهِ

إن للهِ تعالى حقوقاً على عبادِهِ، ليس لهم التفريطُ في معرفتِها ولا التقصيرُ في أدائِها. ومن أسبابِ التفريطِ والتقصيرِ الجهلُ، والتياثُ النفسِ.

والصاحبُ من أهلِ التقوى لا يداهن صاحبَهُ، ولا يغشه، لذلك، فإنه إذا رآه على جهلٍ علَّمه، وإذا رآه في طريقٍ غيرِ مرضيٍّ وجَّهه، لأنه طالبٌ للحقِّ عاملٌ به، ويسعى لصاحبِهِ أن يكونَ – مثلَهُ – طالباً للحقِّ عاملاً به.

لهذا، فإنه لا يقول الحقَّ فقط، بل هو قوالٌ بحقِّ اللهِ، أي إنه مبالغٌ فيه!

الصورة الرابعة: إن أهلَ التقوى قوَّامون بأمرِ اللهِ

وهذه السمةُ تعني أن أهلَ التقوى ليسوا ممن ﴿.. يَعْبُدُ اللَّهَ ‌عَلَى ‌حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ..﴾ [الحج: 11]، وإنما هم شديدو التمسكِ بدينِ اللهِ، والاعتصامِ بحبلِهِ.

فهم حريصون دائماً على أن يكونوا – في ما يتعلق بأنفسِهم – صالحين؛ عاملين بطاعةِ اللهِ، متجنبين معصيتَهُ.

وهم حريصون – أيضاً – على أن يكونَ أصحابُهم كذلك، لهذا وصفهم الإمامُ الباقرُ (عليه السلام) بالـ”قوَّامين بأمرِ اللهِ”.

وإذا كان هذا هو حالَ أهلِ التقوى، فإن رفقاءَ السوءِ هم مَن كان على غيرِ حالِهم، فالحذرَ ثم الحذرَ منهم!

الوقفة الثانية: لزومُ الحديثِ عن علمٍ

مما رواه شيخُنا الكليني، بسندِهِ، عن زرارةَ بنِ أعينَ، قال “سألت أبا جعفرٍ (عليه السلام) ما حقُّ اللهِ على العبادِ! قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون”[3].

وزرارةُ – في سؤالِهِ هذا – لا يسأل الإمامَ (عليه السلام) أن للهِ حقّاً، أو ليس له حقٌّ! وإنما يسأله تفصيلَ هذا الحقِّ – المعلومِ – في ما يتعلق بنسبةِ الأحكامِ والمعارفِ للهِ.

وجوابُ الإمامِ (عليه السلام) ليس بصددِ حصرِ جميعِ حقّوقِ اللهِ على عبادِهِ في ما ذكره ونصَّ عليه، لأن المذكورَ هو – بالتأكيدِ – واحدٌ من حقوقِ اللهِ الكثيرةِ، فالإمامُ (عليه السلام) بصددِ جوابِ زرارةَ على ما سأل عنه، فبين له أن للهِ تعالى حقّاً على عبادِهِ، وهو أن يقولوا ما يعلمون، وأن يقفوا عند ما لا يعلمون.

وهذا يعني أن على مَن لم يكن من أهلِ العلمِ عن اللهِ تعالى، وليس ملمّاً بما جاء في كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعصومين (عليه السلام) أن لا يخوضَ في ذلك إثباتاً ولا نفياً.

وهذا ما شرحه الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) بقولِهِ “إن اللهَ خصَّ عبادَهُ بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عزَّ وجلَّ‏ ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ ‌عَلَيْهِمْ ‌مِيثَاقُ ‌الْكِتَابِ ‌أَنْ ‌لَا ‌يَقُولُوا ‌عَلَى ‌اللَّهِ ‌إِلَّا الْحَقَّ﴾ [الأعراف: 169]، وقال‏ ﴿‌بَلْ ‌كَذَّبُوا ‌بِمَا ‌لَمْ ‌يُحِيطُوا ‌بِعِلْمِهِ ‌وَلَمَّا ‌يَأْتِهِمْ ‌تَأْوِيلُهُ ..﴾ [يونس: 39][4].

الوقفة الثالثة: لزوم الاستيثاقِ من المصادرِ الموثوقةِ

فمما رواه شيخنا الكلينيُّ، بسندِهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ، قال:

“سمعت أبا جعفرٍ (عليه السلام) يقول – وعنده رجلٌ من أهلِ البصرةِ، يقال له عثمانُ الأعمى، وهو يقول: إن الحسنَ البصريَّ يزعم أن الذين يكتمون العلمَ يؤذي ريحُ بطونِهم أهلَ النارِ!

فقال أبو جعفرٍ (عليه السلام): فهلك – إذن – مؤمنُ آلِ فرعون! ما زال العلمُ مكتوماً منذ بعث اللهُ نوحاً (عليه السلام)! فليذهب الحسنُ يميناً وشمالاً! فو اللهِ! ما يوجد العلمُ إلا هاهنا”[5].

وما أراد الإمامُ (عليه السلام) تسجيلَهُ من ملاحظةٍ على هذه المقولةِ هو أنها ليست صحيحةً على إطلاقِها، فإن اللهَ تعالى إنما بعث الرسلَ والأنبياءَ (عليهم السلام)، ونصب الأئمةَ (عليهم السلام)، من أجلِ أن يعلِّموا الناسَ، لكن هذا لا يعني أن الفرصةَ أتيحت لهم كاملةً ليفعلوا ذلك، بل لقد حيل بينهم وبين ذلك بسبلٍ شتى!

ويشهد لذلك ما أخرجه مسلمٌ في صحيحِهِ، عن “عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه [وآله] وسلم؛ أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه [وآله] وسلم قال: ألم تري أن قومَك، حين بنوا الكعبةَ، اقتصروا عن قواعدِ إبراهيمَ؟!  قالت: فقلت: يا رسولَ اللهِ! أفلا تردها على قواعدِ إبراهيمَ! فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه [وآله] وسلم “لولا حِدثان قومِك بالكفرِ لفعلتُ”[6].

الوقفة الرابعةُ: لزوم المنهجِ الصحيحِ

مما روي عن إمامِنا الباقرِ (عليه السلام)، أنه قال “مَن أفتى الناسَ برأيِهِ فقد دان اللهَ بما لا يعلمُ، ومَن دان اللهَ بما لا يعلمُ فقد ضادَّ اللهَ حيث أحلَّ وحرَّم فيما لا يعلمُ”[7].

وهذا يعني أن القيودَ في ما يتعلق بالقولِ عن اللهِ تعالى ليست مقصورةً على عوامِّ الناسِ، بل إن علماءَهم – أيضاً – محكومون بقواعدَ ليس لهم أن يتخطَّوْها، فليس لهم – وفقاً لهذا النصِّ ونصوصٍ أخرى – أن يستنبطوا الأحكامَ على أساسِ قواعدَ لم تثبت حجيتُها؛ كالقياسِ والاستحسانِ؛ ناهيك عن الأهواءِ، فإنهم إن فعلوا ذلك سيتدينون للهِ بغيرِ ما أراد وكلف.

الوقفة الخامسة، والأخيرة: تصويبُ السيرِ

فمما رواه الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن أبي حمزةَ، قال “سأل نافعٌ بنُ الأزرقِ أبا جعفرٍ (عليه السلام)، فقال: أخبرني عن اللهِ متى كان؟

فقال: متى لم يكن حتى أخبرَك متى كان؟! سبحان مَن لم يزل ولا يزال فرداً صمداً لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً”[8].

فالإمامُ (عليه السلام) في جوابِهِ بين للسائلِ خطأَه في السؤالِ، وهو من مصاديقِ السيرِ والحركةِ؛ حيث انطلق انطلاقةً خاطئةً، ومن المعلومِ أن حسنَ السؤالِ نصفُ الجوابِ.

***

أيها المؤمنون:

إن هذه التوجيهاتِ من الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) هي ما تجعل السائرَ في هديِها عاملاً بقولِهِ تعالى {.. كُوْنُوْا مَعَ الصَّادِقِيْنَ}.

وإن العاملَ بها هو ما يحقق ما جعله رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) سبباً للأمنِ من الضلالِ، في مقولتِهِ المشهورةِ – بل المتواترةِ – “إني قد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين، وأحدُهُما أكبرُ من الآخرَ: كتابُ اللهِ، حبلٌ ممدودٌ من السماءِ إلى الأرضِ، وعترتي أهلَ بيتي، ألا وإنهما ‌لن ‌يفترقا، حتى يردا عليَّ الحوضَ”[9].

جعلنا اللهُ وإياكم من الآخذين بكتابِ اللهِ وعترةِ رسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، والعاملين بطاعتِهِ، والمتجنبين معصيتَهُ، ونسأله أن يجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

 

 

[1] العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 72.

وهذه الجملة مأخوذة من وصية ألقاها الإمام الباقر (عليه السلام) على مسامع جابر الجعفي، ورواها الشيخ الكليني في أصول الكافي، باب ذم الدنيا والزهد فيها، الحديث (16).

[2] أمالي المفيد 244، المجلس (28)، الحديث (3).

[3] أصول الكافي ‏1/43.

[4] م ن 43.

[5] م ن 51.

[6] صحيح مسلم 2/ 969، ت عبد الباقي، كتاب الحج، باب نقض الكعبة، وبنائها.

[7] أصول الكافي 1/58.

[8] م ن 88.

[9] ابن حنبل، أحمد (ت 241هـ)، مسند أحمد 18/114، ط الرسالة، ت شعيب الأرنؤوط وآخرين، ط 1، ١٤٢١هـ – ٢٠٠١م، برقم (11561).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى