حديث الجمعة

حديث الجمعة : «ثقافة الأولويات (١)» يوم الجمعة ٩ ربيع الثاني ١٤٤٤ هجري

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «ثقافة الأولويات (١)» يوم الجمعة ٩ ربيع الثاني ١٤٤٤ هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقه قولي،

 

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله،

 

يقول الله -عز وجل-  في الكتاب الكريم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات- 13]. هذه الآية إلى جانب كونها تبين القانون الذي على أساسه يفاضل الله -عز وجل- بين عباده؛ فيكون منهم من هو أقرب إليه ومنهم من هو أبعد عنه، وهو أن الإنسان كلما كان أتقى، كان أكرم عند الله -عز وجل- بمعنى أن عطايا الله -عز وجل-  إليه أوسع، وأفضل، وأكبر كمًّا وكيفًا. هذا القانون يحكم حياتنا بجميع جوانبها، ولنسمه: قانون رعاية الأولويات؛ وهو قانونٌ حاكم نجد له في الفقه من التطبيقات ما شاء الله، وفي القانون الوضعي له من التطبيقات ما شاء الله، وله في حياتنا الشخصيّة -أيضًا- له من التطبيقات ما شاء الله، لكن هناك ثلاثة جوانب يجب أن تًلاحظ.

 

الجانب الأول: هناك مسألة تكوينيّة تفرض نفسها عليك.

نحن لا نتحكّم في خلق السماوات ولا في خلق الأرض ولا ما قدّم الله -عز وجل- وما آخّر؛ ولذلك ننظّم حياتنا على أساس أن السماء هذا وضعها، والأرض هذا هو وضعها. وجهد العلماء في الأحياء والفيزياء والكيمياء والميكانيكا هم لا يضعون قوانين، وإنما يستكشفون القوانين الحاكمة في عالم التكوين ويسعون إلى أن يستثمروها قدر المستطاع، فكلما كان الواحد منهم أعلم بهذه القوانين، وأكثر رعاية لها، كان أفضل أداءً، وأفضل إنتاجًا.

هذا ما نسميه بثقافة الأولويات في الجانب التكوينيّ.

 

وفي الجانب الثاني : الجانب التشريعي؛ وهو القانون الموضوع لنا من الله -سبحانه وتعالى-  إن كنا متدينين، أو من جهة مجالس الشورى والنواب في الدول التي يتكفّل بوضع القانون فيها أعضاء مجلس الشورى أعضاء مجالس النواب مجالس الأمة، الدولة، هذا القانون ليس قانونًا تكوينيّاً.

الفرق بين القانون التشريعي والتكويني هو أن التكويني لا تستطيع أن تتمرّد عليه، هو يفرض نفسه عليك شئت أم أبيت، في حين أن القانون التشريعي سواء تشريع الله -عز وجل- أو تشريع البشر يتمكن الناس من التحايل؛ ليس لأنّ الله فيما يتعلق بالتشريع الإلهي عاجز عن أن يجبر الناس على التزام التشريع والقانون الإلهي.

لكن الله -عز وجل- أذن للناس ورخّص لهم. لم يرضَ، فرقٌ بين الرضا والإذن أذن لهم أن يعصوا وإن لم يرض لهم أن يعصوا. يعني أتاه خلى بينهم وبين القانون {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف – 29] لكن سيدفع الثمن. يعني من كفر بالله -عز وجل- ومن عصى الله -عز وجل- توعّده الحق -سبحانه وتعالى-  بعقوبة، وأحيانا يصف هذه العقوبة بالألم وبالشدّة و بالغلظة. ترك له المجال هنا في عالم الدنيا، لكن في يوم القيامة لا يستطيع أحد أن ينطق إلا بالصواب، لا يستطيع أحد أن يفر من عقوبة الله، لا يستطيع أحد أن يتمرد على الله؛ لكن في عالم الدنيا من باب الامتحان، الله -سبحانه وتعالى- ترك للناس المجال؛ لأن يتحركون وفقاً لمشيئتهم.

طبعاً المتدين يراعي – قدر المستطاع- ، المعصوم يراعي القانون الإلهيّ رعاية تامة: {لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ} [التحريم – 6]، الملائكة الأنبياء الأئمة هذا لهم حساب خاص. من عداهم من الناس؟ الأمثل فالأمثل. كلما كان الإنسان أتقى كان أكثر رعايةً لقانون الله -عز وجل- وتشريعه؛ يعني أكثر رعايةً للأولويات، لأنه يعتقد بعد أن اعتقد بالله -عز وجل- رباً وبمحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيًّا أن أمر الله أولى من أمره، إرادة الله مقدمَّة على إرادته، سخط الله يجب أن يًراعى أكثر من سخط نفسه، وهذا فرقٌ فارق بين المتديّن وغير المتديّن.

في الجانب التشريعي الوضعي الأمر نفس الشيء يستطيع المواطن أن يتمرّد على قانون الدولة باللف والدوران والاحتيال، فإن اطّلعت عليه الجهات المختصّة عُوقب بالعقوبة التي وضعوها، وإن لم يطّلعوا عليه لا يكون عليه شيء،لكن بالتالي هو خالف القانون؛ يعني لن يراعي الأولوية التي وضعت من قبل واضع القانون، هذه دائرة ثانية.

الدائرة الثالثة هي دائرة التصرف الشخصيّ، مثلاً في الشريعة الإسلامية تسميه دائرة المباحات. في الدائرة الأولى دائرة التشريع الإلهي، هناك واجب، وهناك مستحب، وهناك حرام وهناك مكروه، يعني الواجب هو الأولوية التي لا يأذن الله -عز وجل-  في التخلّف عنها، جعلها أولوية مطلقة وفيها مراتب؛ مثلاً داخل الصلاة فيها أركان وفيها واجبات وفيها مستحبات لو تزاحم الواجب والواجب، الركن والواجب، ماذا يجب أن نفعل؟ لأن التشريع من الله يُستنطق النص من الله -عز وجل- لو ضاق وقتي أنا كمصلّي، طُلب مني شرعًا أن أؤدّي الصلاة في وقتها، غلبني النوم واستيقظت قبل أن تشرق الشمس بقليل، لا يتيسّر لي أن أؤدّي الصلاة بجميع واجباتها وأركانها. الشارع المقدس يقول عليك بالأركان، إذا وسع وقتك في الأركان التزم بالأركان. الواجبات تخلى عنها، هذا نسميه قانون رعاية الأولويات.

طبعاً هذه لا يتقنها كل أحد، لذلك نحتاج أن نستفتي الفقيه. الإستفتاءات تغطي هذا الجانب أيّهما هو المقدم؟ تأتي الشريعة الإسلامية وتقول «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» يعني لو ضاق وقتك أنت مكلف أن تقرأ الفاتحة والسورة، ضاق وقتك لا تستطيع أن تقرأ الفاتحة والسورة.؛ طبعاً قد تقرأ سورة طويلة وقد تقرأ سورة قصيرة، يقولون إذا قرأت سورة الطويلة وكانت قراءتك تجعل من بعض صلاتك تؤدى خارج الوقت لا يجوز لك أن تقرأ وإنما يجب أن تقتصر على سورة قصيرة، إذا لم يسع الوقت للصورة القصيرة تقرأ بعض السورة إذا لم يسع الوقت لقراءة حتى بعض السورة تكتفي بالفاتحة. هذا قانون رعاية الأولويات له مواطن في الفقه تُدرس، هذه واحدة من التطبيقات.

مثلاً، أنت يجب عليك من أجل أن تصلي أن تكون على طهارة. إذا لم يتيسر لك أن تغتسل وقد أصابك وموجب من موجبات الاغتسال كالجنابة، هل تسقط الطهارة مطلقاً؟ يقولون لا، تتحول إلى التيمم ،لأنه طهارة بديلة، فإذاً هذا قانون.

في الجانب الثالث، الدائرة الثالثة هذا يدخل الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات أيضاً. يعني أيهما أولى بالرعاية؟ ترك المحرم أو ترك المكروه؟ لا، ترك المحرم أولى من ترك المكروه؛ يعني لو تزاحم الأمر بين أن تؤدي مكروهاً أو تفعل حراماً. افعل المكروه ولا تقع في فعل المحرم، مثل ما أنه في المستحبات، التزم الواجب قبل أن تلتزم المستحب؛ لأن الواجب تُعاقب على تركه والمستحب لا تُعاقب على تركه. في الواجب محرمات والمكروهات في العكس.

هناك دائرة نسميها دائرة المباحات، هذه حتى في القانون الوضعي. دائرة المباحات يعني الدائرة التي ترك الله- عز وجل- للناس أن يفعلوا فيها ما شاءوا؛ لست عطشاناً حتى يوجب الشارع عليك شرب الماء، متى يجب علينا أن نشرب الماء؟ إذا أوشكت على الهلاك؛ ما تقول أنا حرٌّ لا أريد أن أشرب الماء! شرعاً يجب عليك أن تشرب الماء، وإذا كان عدم شرب الماء يضرك صح ضرراً لا يرضى به الشارع المقدس، كالذين يصابون ببعض الأمراض يلزمهم أن يشربوا الماء كل نصف ساعة، كل ساعة، كل ساعتين. هذا المريض في الجهة الشرعية ليس له أن يتخلى عن شرب الماء لأن حفظ حياته في ميزان الله -عز وجل- أولى من كل شيء. لو لم يتوفر لهذا الإنسان ماء مباح لا يملكه وصاحبه لا يأذن فيه وهو مكلف من الناحية الشرعية أن يشرب الماء ولا يوجد عنده ماء مباح. صار أمره دائراً بين أن يراعي حفظ حياته أو يرتكب الحرام بالتصرف في مال الغير ثم يدفع له قيمته. الشارع المقدس يقول حفظ النفس الأولى، يجب عليك أن تحفظ نفسك، تشرب ماء الغير ثم تسدد له قيمته. تقول: لا يرضى! ليس مهم. حياتك عند الله- عز وجل- أولى من حفظ مال الغير.

يجيء إنسان يجد له شخصين في حالة غرق ينقذ أي هذين الشخصين؟ أيضاً نراعي قانون الأولويات، لو كان أحدهما أولى كأن تكون هذه التي تغرق أمه وامرأة أجنبية أيّهما أولى بالإنقاذ؟ أمه أولى من رعاية الأجنبية وقسْ على هذا تطبيقات ما شاء الله نستعرض بعضها لاحقاً إن شاء الله.

دائرة المُباحات هي التي تُرك للإنسان أن يتصرف: افعل ما يحلو لك مثل ما ذكرنا وأشرنا إليه. حالة ما يكون الإنسان ليس عطشانًا بشكل شديد، يلتذ بشرب الماء، لا يضره، لا ينفعه نفعاً لازماً وهو في ماله، الشارع المقدس يقول إن شئت فاشرب وإن شئت ألا تشرب ليس عليك بأس. هنا قانون رعاية الأولويات لم يُلغ لكن ليس هذا من مجالات تطبيقه. ما الذي دعانا إلى أن نختار هذا العنوان ونكمل إن شاء الله لاحقاً الحديث عنه؟

لو أن الناس وُفّقوا إلى رعاية الأولويات لكانوا من أهل الحكمة. يقول الله- عز وجل- {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة – 269]. كيف يكون الانسان حكيم؟ تصرفك، قناعاتك. يعني مثلاً أنت تريد أن تصاحب شخص ما أو مجموعة أشخاص، الحكيم من هو؟ الحكيم من يحسن اختيار الأصدقاء بمعنى أن فلانًا أولى بالصداقة من فلان، فلان أولى بالصحبة من فلان، الناس أين يقعون في الأخطاء؟ الناس حينما لا يغربلون الصاحب والصديق والعمل والتصرفات؛ نذهب إلى المجلس الفلاني أو لا نذهب؟ لا يطبق قانون رعاية الأولويات؛ لأنه لا يخير نفسه، بل قد لا يلحظ هذه المسألة أصلاً، ما دام ترك الأمر له يقول هذه لا الشرع الحنيف يلزمني إلزامًا من الناحية، طبعاً في الجانب المحرمات يعني نفترض لو أن هناك مجلساً يُعصى الله -عز وجل- فيه الإنسان ليس مخيّراً في أن يذهب إلى هذا المجلس أو يصاحب فلاناً من الناس وهو يعلم بأنه سيكون سببًا في إيقاعه في المعصية، هذا محرم شرعاً. يأتي إنسان يقول: أنا لا يعنيني الحلال والحرام والواجب والمستحب، هذا الحديث معهما يختلف، نتكلم معه بمنطق آخر، لكن مع حفظ رعاية الأولويات ندخل له من باب، ألا تبحث عن مصلحتك؟ مصلحتك أن لا تصاحب فلان؛ لأن فلاناً يجرك إلى المخاطر. يقول أنا لا يعنيني! فلاناً يجرك إلى أن تكون في معرض مسائلة الشرطة، قال أعوذ بالله! ممتاز ليست مشكلة بعض الناس لا يفهم إلا لغة الشرطة والقانون. لا يفهم لغة الآخرة المهم أن يصلح حال الإنسان.

لذلك في الأخلاق لهم أكثر من منهج في التعاطي مع المسائل الأخلاقية، هناك منهج أخلاقي يقول المنفعة والمضرة،  يدفعون الناس إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الرذائل؛ لأن هذا في مصلحتك يعني البعد النفعي. وذكرنا في خطب قديمة ليس معيباً في شِرعة الإسلام أن يكون الإنسان نفعيّاً؛ بل ولا أن يكون انتهازيّاً بالمعنى الصحيح. أمير المؤمنين- عليه السلام- ماذا يقول؟ يقول: «انتهزوا الفرص فإنها تمر مر السحاب».

الانتهازية بهذا المعنى يعني أن أفاضل بين الخير والشر بين الحسن والأحسن بين الفاضل والمفضول ليس هذا أمراً معيباً. فلا بأس أن يتحدث الناس مع بعضهم في الأخلاق والسلوكيات الحسنة بمنطق المنفعة والضرر، بمنطق الربح والخسارة. وهناك من يتكلم بمنطق الجمال والقبح، لكن هناك ما هو أفضل. الأفضل هو ما جاءت الآية بالإشارة إليه {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات- 13]. هذا المنطق كما يقرره بعض علماء الأخلاق الذين دونوا في هذا الباب، هذا أفضل الوسائل؛ لأن المنفعة والمضرة قد تكون منفعةً جزئية وقد تكون منفعةً آنية؛ لكن القرب من الله- سبحانه وتعالى-، يعني إنسان تخيره وتقول له إن فعلت هذا وتركت هذا ستكون من أهل التقوى وكلما التزمت به كنت أكرم عند الله، جنة عرضها السماوات والأرض. هذا أفضل من أن يقال لفلان نعطيك ألف ريال. نعطيك السكن الفلاني والمحلة الفلانية؛ لأن الألف ريال لن تبقى، السكن لن يبقى، عالم الدنيا كله عند الله- عز وجل- متاع قليل. لكن الوعد بالآخرة {يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَٱدْخُلِى فِى عِبَٰدِى * وَٱدْخُلِى جَنَّتِى} [الفجر ٢٧-٣٠]. هذا نعيمٌ لا يزول، هذا نعيمٌ لا يفنى. وبالتالي من أدرك هذا المنطق وتشبع به يكون سلوكه لدرب الفضيلة والأخلاق الحسنة والسلوكيات الجيدة أسرع وأفضل وأبقى، هذا القانون مهم.

فإذاً قانون رعاية الأولويات وثقافة الأولويات يجب أن يحكم جميع مناحي حياة الإنسان وكلما ألتزمه الإنسان أكثر كان من أهل الحكمة. والذين نجحوا في الحياة، لنفترض فلاناً ينظرون إلى فلان من الناس أنه ناجح في حياته. سبب النجاح في الحياة، دعك من الذي يسميه الناس الذي يسميه الناس بالحظ، كما لو أن إنسانًا ورث مالاً وافراً من ميّتٍ له؟ هذا لا يقال له تاجر ناجح، التاجر الناجح هو الذي كوّن ثروته. اسأله كيف كوّن ثروته؟ راعى أصول التجارة وقواعد العمل، وكذلك لو كان موظفًا ناجحًا راعى أصول الوظيفة، ذاك الذي لم ينجح في تجارته، والذي لم ينجح في وظيفته، والذي لم ينجح في زوجيّته، والذي لم ينجح في أسرته، ابحثْ عن الخلل ستجده ترك واحداً أو أكثر ممّا كان يجب أن يراعيه أوّلاً فأول، لكن لو كان يراعي وكان حكيماً وكان من أهل التقوى لتقلّصت دائرة الأخطاء، تقلصت دائرة الخطايا، رضي عن نفسه، وقبل ذلك رضي عنه الله -عز وجل- وما بين هذا وذاك يرضى عنه الناس وإذا رضي عنه الناس استقرّت معيشته. إذا -رضي الله عنه-استقرّت معيشته في الدنيا والآخرة، وإذا رضي عن نفسه اطمأنّت نفسه حتى مصاعب الحياة يُحسن التعامل معها، يحسن الخروج منها كما قال الله- عز وجل-: {رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} [الإسراء – 80].

نأتي لاحقاً -إن شاء الله- على ذكر بعض المصاديق من الآيات الكريمة. كيف تؤصل لهذه الثقافة؟ ثقافة أن يتشبّع وعي الإنسان بالبحث عن الأفضل، كما قلت هذا نمارسه في حياتنا نحن نمارسه. نحن لا نأكل أي خبز، نبحث عن المخبز الأفضل وإذا وقعنا اشترينا من هذا المخبز وتبين لنا أننا ليس جيد نسأل عن المخبز الأفضل. وهي خبز! كل هذه المسألة تشبع بطنك بالخبز. وقس على هذه السيارة الأفضل، الدكتور الأفضل، الوظيفة الأفضل. لكن لو كان هذا القانون نراعيه في جميع تفاصيل الحياة لوجدنا أننا قلصنا -كما ذكرنا- دائرة الأخطاء والخطايا ووسعنا دائرة الصواب ودائرة العمل فتتحقق السعادة والمنفعة ويتحقق قبل هذا وذاك رضا الله -عز وجل- ونطمح إلى رضوانه نسأل الله -عز وجل- أن نكون وإياكم ممن يستمعون القول القول فيتبعون أحسنه.

 

اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً.

 

اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى