القاسِم : جَمالٌ حَسَنيُّ الظِلال

بَدرٌ ..
ودُونَ جَمالِهِ البَدرُ
ومنَ البَهاءِ ..نَصِيبُهُ وَفْرُ

أرَخَى عَليهِ الحُسْنُ ..
أحرُفَهُ
ومنَ الربيعِ .. نَضارُهُ غَمْرُ

حُلْوُ الشَمائلِ ..
في هُدًى .. ونَدًى
ومنَ المَفاخِرِ .. يُحسَبُ العُمرُ

فَرعٌ لِوارِفَةِ الظِلالِ
أبًا
وبِآلِ أحمَدَ يَعبُقُ الفَخرُ

هُوَ ” قاسِمٌ ”
وذُراهُ ” فاطِمَةٌ ”
في كُلِّ مَكرُمَةٍ .. لها نَشرُ

وأبوهُ ..
سِبطُ ” مُحمّدٍ ” .. وكَفى
” حَسَنٌ ” وهلْ بِمَقامِهِ .. نُكْرُ !

مَولًى ..
يَفيضُ نَداهُ .. أوديةً
وعلى يَدَيْهِ .. تَدفَّقَ الخَيرُ

رَبّاهُ طِفلًا ..
ثمَّ فارَقَهُ ..
مُذْ غالَهُ بسُمُومِهِ الغَدرُ

أردَوهُ ..
مَسمُومًا ومُضطَّهَدّا
رَهنَ الفِراقِ .. وقلبُهُ جَمرُ

أفديهِ مَحمُولًا
جَنازَتُهُ
نَهبَ السِهامِ .. ويَشهَدُ ” القَبرُ ”

قد كانَ يُوصِيهِمْ
بِ ” قاسِمِهِ ”
واليُتمُ طَعمُ مَذاقِهِ .. مُرُّ !

وإذا ” الحُسَينُ ” ..
رِعايَةٌ .. وحِمًى
وعلى يَدَيهِ .. تَكاملَ البدرُ

وكأنُّهُ ..
لِلطَّفِّ مُدَّخَرُ
والطَّفُّ .. كُلُّ نُجُومِهِ زُهْرُ

حتّى
إذا ما كَربلا الْتَهبَتْ
وعلى الحُسينِ تَألَّبَ الكُفرُ

ومَضَى يَزِفُّ رِجالَهُ
زُمَرًا
نَحو الجِنانِ .. ومَهرُها النَحْرُ !

ويَعودُ ..
يطلِبُ ناصِرًا .. وحِمًى
ويَداهُ من أهلِ الوَفا .. صِفرُ

فيَضُجُّ بين يَديهِ
قاسِمُهُ
يَنوي القِتالَ .. ومابِهِ صَبرُ

أرخَى عليهِ
“قِباءَ ” والِدِهِ
وعليهِ ضجَّ بِنَعيِهِ الخِدرُ

ومَضَى
يَخُطّّ الأرضَ في ثِقةٍ
ثبتَ الجنانِ . ومابهِ ذُعرُ

ثاوٍ
بشِسعِ النعلِ مُنشَغِلًا
وعليهِ أَصلتَ سيفَهُ الغَدرُ

أرداهُ أزديٌّ .. فَجَدّلَهُ
وعلى البهاء .. تَجرَّأَ الشرُّ

وأتاهٌ يعثُرُ عَمُّهُ
فَزِعًا ..
ودموعُهُ لِشبابِهِ .. غَمرُ

يا قاسِمي
أنعاكَ .. يا بنَ أخي
وأراكَ يَخطفُ نورَكَ الغَدرُ

إني احتَسبتُكَ
عندَ فاطمةٍ ..
ودِماكَ عندَ مُظَفَّرٍ .. ثأرُ

الليلة الثامنة من المحرم ١٤٤٣ ه