دِماءٌ في مِحرابِ الشَهادة ٣

لَبِسَ الكَونُ حُزنَكَ الأبَدِيّا
وَتَلا الوَحيُ نَعيَكَ القُدُسِيّا
والسَما أشرَعتْ لِنعشِكَ بابًا
حِينَ عاشَتكَ مَوكِبًا نَبَوِيّا
وتَوالتْ مَلائِكُ العَرشِ تَترَى
والأسَى يَملأُ الفَضاءَ دَوِيّا

أَيُّها الراحِلُ المُضَّرَّجُ وَجْهًا
خَضّبَ السَيفُ شَيبَكَ القَمَرِيّا
بِأبي أنتَ يا مُريعَ المَنايا
لمْ تَجِدْ مثلَكَ الحُرُوبُ كَمِيّا
كَيفَ هَدّتْ قِواكَ ضَربَةُ غَدرٍ
تَركتْ وَهجَكَ البَهِيَّ دَمِيّا
بِأبي أنتَ في الفِراشِ مُسَجًّى
تُرسلُ الطَرفَ في بَنيكَ مَلِيّا
كُلّما عايَنوكَ تَرشحُ وَهنًا
نَشَجُوا مِن أسًى نَشيجًا خَفِيّا
والزّكيّانِ يُهرَقانِ دُمُوعًـا
حِينَ أشرَعتَ نَدبَكَ الأبَوِيّا
وَاستدارتْ هُناكٌ رُوحُكَ وَجدًا
فاغتدَى البيتُ مأتَمًا زَينبِيّا
رغمَ وَهنِ الضَنا تَقولُ :سَلُوني
قبلَ أنْ يَحجُبَ الرحيلُ المُحَيّا
ثُمّ كانَ الرَدَى.. دَنا فٌتَدلّى
واصطَفى المَوتُ قلبَكَ العَلَوِيّا
أيّها المُرتضَى لِتُسلِمَ رُوحًا
رَفعتْها السَما مَكانًا عَلِيّا
وااااعَليّاااااهُ.. والحناجِرُ ضَجّتُ
تملأُ البيتَ بالبكاءِ دَويّا
وغَدَوا يَحملُونَ أقدسَ نَعشٍ
شَطرَ مَلحودةٍ تَكونُ غَرِيا
دَفَنوا الشَمسَ في التُرابِ وعادُوا
يَنصِبونَ الشَجَى أسًى نَبَويّا
…….
——————————