مقالات

الإمامُ الرِّضا : ثامِنُ قَناديلِ النُبُوّة

لِقُدسِكَ ..
بابٌ هاشِمِيٌّ .. ومَشهَدُ
بِأعتابِهِ التِيجانُ تَهوِي .. وتَسجُدُ

وعَرشُكَ ..
يا مَهْوَى الحَنايا مَحَجَّةٌ
تَشُدُّ لهُ الآفاقُ شَوقًا ..وتَقصُدُ

فمِنْ كُلِّ فَجٍّ ..
يا بنَ مُوسَى .. قَوافِلٌ
تَمُدُّ السّرَى طَوعًا .. كما مُدَّتِ اليَدُ

إلَى حيثُ ” طُوسٌ ” ..
يا لها اللهُ .. بُقعةٌ
أقامَ على أكنافِها الشُمِّ .. مَرقدُ

نَأيْتَ بِها يا أوحَدَ الناسِ ..
غُربةً
عنِ المُصطَفَى – كالآلِ- تُقصَى وتُبعَدُ

ولكِنّها ..
مذْ صِرتَ فيها مُشَرِّفًا
على بَابِها الآمالُ تُرجَى وتُعقَدُ

بَعيدَ المَدَى ..
ما أطولَ الشَوقَ والمَدَى !
أما آنَ أن يُطْوَى لآمالِنا الغَدُ ؟!

وَفدتُ علَى ذِكراكَ
في ليلةِ السَنا
ومَولدُكَ النَّوّارُ يَزهُو ويُشهَدُ

هنا تَرفُلُ الأنوارُ
في هَدأةِ الدُجَى
ويَصدَحُ مَبهُورًا خَطيبٌ .. ومُنشِدُ

وذِكرُكَ لِلأرواحِ أُنسٌ ..
ورَحمةٌ
وباسْمِكَ نَبضُ القلبِ .. يَهْنا ويَسعَدُ

و إمّا دَعَونا اللهَ ..
بِالثامنِ الرِّضا
تَسامَتْ مُناجاةٌ .. وطابَ التَّهجُّدُ

بِيُمنِكَ ..
تَخضَرُّ الأماني .. مَواسِمًا
وبابُكَ يا بابَ السماواتِ .. مَقصَدُ

وفي القُبّةِ الشَمّاءِ
سِرٌّ مُقَدَّسٌ
متى لامَسَ الأرواحَ وَهجٌ .. وعَسجَدُ

وفي الرّايةِ الخَضراءِ ..
رَوحٌ وراحةٌ
إذا هامَتِ الأرواحُ والقلبُ .. واليَدُ

وقَبرُكَ .. و” الشُّبّاكُ ”
يا غايةَ المُنَى
أحاديثُ لا تُروَى .. حَكاها التّنَهُّدُ

أَكُفٌّ وأجفانٌ ..
تَلاقَتْ على هَدًى
وأنتَ بِلُطفِ اللهِ تَرعَى .. وتَرصُدُ

هُنا الوجدُ والآمالُ ..
والدَمعُ .. والجَوَى
وبابٌ تَولّاهُ الرِّضا .. لَيسَ يُوصَدُ

وها نَحنُ
في خَطَّ المَيامينِ .. لم نَزلْ
نُؤمِّلُ أن يَدنّو لِلقياكَ .. مَوعِدُ

وحَقِّكَ لم نَقنَطْ ..
وإن أوجَعَ النَوَى
فلا بُدَّ من يَومٍ نَعودُ .. ونَسعَدُ

ونلقاكَ يا مَولايَ
في مَشهَدِ السَنا
فَيحلُو على أعتابِ ذِكراكَ مَولِدُ

بِحقِّ ” جَوادِ الآلِ ”
يا كَعبةَ النَدَى
ويامَنْ بهِ الألبابُ تُهدَى وتُرشُدُ

تَرفَّقْ بأرواحٍ
بها أسرَفَ الضَنا
تُقلّبها الآمالُ .. تَدنُو وتَبعُدُ !

وخُطَّ لنا يا لَهفَةَ “الخَطِّ ”
مَوعِدًا
تُبارِكُ في أيّامِهِ البِيضِ ” مَشهدُ ”

حسين بن ملّا حسن آل جامع
مولد الإمام الرؤوف أبي الحسن الرضا
١١ ذي القعدة ١٤٤٣ ه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى