مقالات

الإمامُ الصادق: شيخِ أئمّة الهُدَى

مواقيتُ للناسِ .. والحُزن

فِداءُ قَلبِكَ
ما يَلقَى .. وما وَجَدَا
مِنَ الأذَى ، ورَزايا قَومِكِ البُعَدا

ما زِلتَ
بينَ بَني العَبّاسِ .. مُمْتَحَنًا
يا بْنَ النَبِيِّ .. ومَقهُورًا ومُضطَّهَدا

لمَ يَرقَبوا فِيكِ ..
جَدًّا مُرسَلًا .. وَأبًا
وكَيفَ يَرقَبُ منْ أورَى الحَشا ..حَسَداِ

كأنّما لم يَكنْ في القَومِ
مِن رَحِمٍ مع النبيِّ ..
فَسَنُّوا ظُلمَ مَنْ وَلَدا !

ألَمْ تَكُن ” لِلرِضا مِنكمْ ”
طَلائِعُهُمْ !
فَكيفَ أصبحَ شَملُ ” المصطَفَى” بَدَدا ؟

لمّا استقَرّتْ لَهمْ
أركانُ دَولَتِهِمْ
صارُوا لِأنوارِكُمْ دُونَ الوَرَى .. رَصَدا

وجَرَّدُوا السَيفَ فِيكمْ
يا بْنِ فاطِمةٍ
فكمْ شَريفَ مَقامٍ أورَدُوهُ .. رَدَى

وسلْ بأجسادِكُمْ
مَن أُزْهِقُوا .. حَنَقًا
في الاسْطِواناتِ .. مالمْ يُعْرَفُوا عَدَدا

ونَصبَ عَينَيكَ
ما يَلقاهُ آلُ هُدًى
مِنَ الهَوانِ .. وكُنتَ الصابِرَ الجَلِدا

ورَغمَ شَيبِكَ والألامِ
ما هْجَعَتْ
عَينُ الغَوِيِّ .. فأردَى سُمَّهُ الجَسَدا

وعُدتَ تُسلِمُ رُوحُا
طالَما اشتَعلَتْ
حُزنًا على سِبطِ طَهَ .. سَيّدِ الشُهَدا

وطالَما عِشتَ “عاشُوراءَ ”
فاجعةً
لمْ تُبقِ لا والِدًا حَيًّا .. ولا وَلَدا

تَبكِي ” الحُسينَ ”
على الرَمضاءِ .. مُنعَفِرًا
وفَوقَ أشلائِهِ نَزفُ الدِما .. جَمَدا

وحَولهُ
من نُحُورِ المَجدِ .. كَوكَبةٌ
لمْ يَعرفِ المجْدُ منْ أمثالِهِمْ أحَدا

ولَم تَزلْ
حَيرةُ ” الحَوراءِ ” ماثِلَةً
وحُزنُها ماجَ في الأحشاءِ .. واحتشَدا

ها أنتَ
تَندِبُ منْ أوجاعِها .. كُرَبًا
وقد تَلاهَبَ جَمرُ البابِ .. واتّقَدا

أشجَتْكَ نِيرانُ خِدرِ الطَّفِّ
يومَ عَدَتْ خَيلُ الضَلالِ ..
فما أبقتْ بهِ وَتَدا

يا بَضعةَ المُرتَضَى
يا رُوحَ فاطِمةٍ
ويا امتِدادَ حُسينٍ .. سيّدِ الشُهَدا

” آهٌ لِوجْدِكِ ”
لم تَبرحْ بِكُلِّ فَمٍ
وكُلِّ رُوحٍ تَفَرَّتْ بالأسَى .. كَمَدا

صَلَّى على قلْبِكِ الأوّابِ
خالقُهُ
إذْ لم يزَلْ صَبرُهُ للْمبتَلَى .. مَدَدا

فَدَيتُ رُوحَكِ
بعدَ الطَّفِّ .. عارِجَةً
في الشامِ .. لمْ تَلقَ من أحبابِها أََحدا

هذا ضَريحُكِ ..
يا أمَّ الطُفُوفِ .. مَدًى
يَلُوحُ لِلكَونِ مَهوَى عِزَّةٍ .. وفِدا

حسين بن ملّا حسن آل جامع
في شهادة الإمام جعفر الصادق (ع)
١٥ رجب المرجب ١٤٤٣ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى