مقالات

أبوطالبٍ : المُحامي الناصِر

(على قَدرِ أهلِ العَزمِ )
تُؤتَى المَكارِمُ
وتَسمُو علَى هامِ المَعالي الأعاظِمُ

وَما المَجدُ
إلّا أنْ تَكُونَ مُظَفَّرًا
وَقد عَجِزَتْ عَمّا يُرامُ العَزائِمُ

وَحَسبُكَ من عَليا نِزارٍ
عِمامَةٌ
تَسامَتْ بما لمْ تَستَطِعْهُ العَمائِمُ

هُوَ الماجدُ المِقدامُ
بَأسًا وحِكمةً
نَمتْهُ إلَى التَقوَى السُراةُ الأفاخِمُ

ً” أَبُوطالِبٍ”
فَخرُ الوَصِيِّينَ رُتبةً
ولَيثُ الوَغى إنْ عَزَّ في الحَربِ صارِمُ

بهِ مَكةٌ سادتْ
علَى سائِرِ القُرَى
ومَدّتْ لهُ الأبصارَ في الرَأيِ هاشِمُ

لعمرك !
عاشَ الدِّينُ في ظِلِّهِ الحِمَى
وقدْ أحدَقتْ بَغيًا عَليهِ الصَوارِمُ

لَقد عاشَ مِنهُ الكُفرُ
رُعْبًا وخِيفةً
وذَلَّتْ لهُ مِمّا رأتْهُ الجَماجِمُ

وأَورثَ هَذا البأسَ
فِتيانَ هاشِمٍ
وهَلْ إرثُهُ إلّا الأسُودُ الضَراغِمُ

وسَلْ عَنهُ كَربَ الشَعبِ
والبَغيُ مُطبِقٌ
كأنّ علَى أنفاسِهِ اللَيلُ جاثِمُ

بِأبنائِهِ يَفدِي – مُجِدًّا –
” مُحَمَّدًا”
مَخافةَ أنْ يُرزَى بهِ وهْوَ نائِمُ

إلى أن تٌفَرَّى العُمرُ
فاسْتقبَلَ الرَدَى
وأسلَمَ رُوحًا شَيّعتٰها العَوالِمُ

فَللهِ منْ رُزْءٍ
دَهَى سيّدَ الوٌرَى
فَدارَتْ على الهادي الخُطوبُ الغواشِمُ

وشَقَّ عليهِ الدِّينُ
جَيبًا مِن الأسَى
وناحَتْ على فقدٍ المُفَدَّى الفواطِمُ

لهُ اللهُ مِن نَعشٍ
سَرَى خَلفهُ الشَجَى
يَطوفُ بهِ حُزنًا وَصِيٌّ وَخاتَمُ

وفي كَربلا جِسمٌ
تَشظَّى علَى الثَرَى
فَرُضَّ .. وقِدْمًا مَزّقَتْهُ الصوارِمُ

عَفيرًا بِطَفِّ المَوتِ
والرأسُ في القَنا
إلى الحَشرِ ما تَنفكُّ تَنعاهُ فاطِمُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى