مقالات

واحزناه عليك يارسول الله

*وقفة الوفاء*

ماذا على من شم تربة أحمد ….
ألا يشم مدى الزمان غواليا ،،،،
صبت علي مصائب لو أنها

…. صبت على الأيام صرن لياليا ).

في مثل هذه الأيام الحزينة حيث يحيي المؤمنون في جميع أقطار الأرض ذكرى وفاة رسول الله ( صلوات الله عليه وآله )

ليقفوا جميعا وقفة إجلال وإكبار وتقدير وتعظيم لهذا النبي الكريم

الذي بعثه الله نبيا ورسولا ومنقذا ومخلصا وطبيبا حاذقا لعلاج الأمراض الفتاكة

التي خيمت على العقول والنفوس فتاهت في بيداء الكفر والشرك

وارتكاب الفواحش والمنكرات ووأد البنات

والغارات المخزية والأخلاق المتدنية

لقد كانت بعثة الرسول محمد ( صلوات الله عليه وآله )نقلة نوعية في حياة قريش خاصة والجزيرة العربية عامة

.. ولقد تحمل الكثير من المعاناة في سبيل إنقاذ الأمة من براثن الكفر والشرك

وما يتبعه من تخلف فكري وعقدي وسلوكي وأخلاقي

فشُنت عليه الحروبُ والغارات وحملات التشويه والتنفير وهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين

وقد جاءهم بالمعجزات الكثيرة وفي مقدمتها القرآن الكريم

والذي عجزوا أن يأتوا ولو بسورة من مثله .

وقد حاولوا مرارا قتله وتصفيته بسبب جهلهم وتخلفهم وعصبيتهم

وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم الجاهلية

ولكن الله نصره عليهم وأشرقت بركاته على الجزيرة العربية ثم على الكرة الأرضية

لتتحول من بؤر كفرية وشركية ووثنية إلى رياض إيمانية
ولتتخرج من مدرسة رسول الله تلك الشخصيات الاسلامية العظيمة

كبطل الاسلام الخالد ( علي ابن أبي طالب)وأبنائه الأئمة الأطهار ( صلوات الله عليهم جميعا )

.وكذا جعفر ابن أبي طالب وحمزة ابن عبد المطلب ( سلام الله عليهما )

وسلمان وعمار والمقداد وأبي ذر ) ورجالات كُثر

كان لهم دورهم في حفظ الاسلام ومنهاجه القويم وشريعته الراقية والغالية

فعلينا نحن المسلمين أن نقدر لنبينا جهوده وتضحياته ومواقفه

ولنكن ممن يعمل على حفظ العقيدة والشريعة والأخلاق ..

ولا نكون ممن انجرف وراء الدنيا الدنية فباع دينه ومروءته بدراهم معدودة ..وكان معولا هداما يعمل لأعداء الاسلام ..

بل علينا جميعا أن نحفظ هذا الصرح الاسلامي العظيم

ولا يكون ذلك كذلك إلا بسيرنا على نهج رسول الله وأهل بيته( صلوات الله عليهم أجمعين )

الذين جعلهم الله امتدادا للشريعة وحفظة لها من شياطين الانس

الذين جعلوا شُغلهم الشاغل هو هدم القيم والمبادىء والأخلاق

وفي زمن الغيبة هذا نرتبط بمراجعنا العظام ( أيدهم الله وحفظهم وأعز بهم شريعة سيد المرسلين)..

ومع كل تلك المحاولات اليائسة والفاشلة فقد نصره الله

وقلب الموازين عليهم حتى صارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .

.. فالمهمة جدُّ عصيبة وشاقة فشتان بين ما يعيشه المجتمع الجاهلي باعتباره مجتمعا وثنيا

ملوثا بالأقدار والأكدار …وبين ما يعيشه رسول الله ( صلوات الله عليه وآله )

من رقيٍّ في علمه وأخلاقه وتعامله وصفحه وتواضعه

ولقد مدحه الله في كتابه الكريم بقوله :- *( وإنك لعلى خلق عظيم ).*

وهذا المدح الإلهي لم يحض به نبي أو رسول قبله ..

فلقد جابه تلك الفئات من الناس بصبر لا حدود له وأخلاق لا مثيل لها وتعامل فاق حد الوصف ..

فلقد كانوا كما وصفتهم سيدة نساء العالمين ( صلوات الله عليها )في خطبتها الفدكية قائلة :-

( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ،
مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ،
وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ،
تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ،
أذِلَّةً خاسِئِينَ تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ..
فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي )

عظم الله أجورنا وأجوركم أيها الموالون في ذكرى وفاة نبينا وسيدنا رسول الله ..محمد ( صلوات الله عليه وآله) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى