مقالات

جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

الإمامُ السّجّاد : سَيّدُ البَكّائين

فِداءُ جَفنَيكَ
بَعدَ الطَّفِّ .. والكُرَبِ
يَستَوكِفانِ الرزايا مِن نَحِيبِ نَبي

رَعيًا لِقَلبِكَ
ما لاقاهُ منْ عَنَتٍ
من العُتاةِ .. وأنكالٍ وطُولِ سَبي

وَيا لَجِسمِكَ
ما أوهاهُ .. من سَقَمٍ
وكَيفَ من لَهَباتِ السَوطِ لم يَذُبِ

مَولايَ ..
عِشتَ مَآسي الطَّفِّ .. أَجمَعَها
وعن مَصارِعِ آلِ اللهِ .. لمْ تَغِبِ

وأنتَ ..
أبصرتَ بعدَ السِبطِ .. فاجِعةً
غَداةَ لم تُبقِ نارُ الحِقدِ منْ طَنَبِ

لمّا تفاررْنَ ..
والنِيرانُ مُحدِقَةٌ
والسَوطُ يَفتِكُ بالأطفالِ .. كاللّهَبِ

وأَنتَ ما بَينَ أجلافٍ
تُكابِدُهُمْ
حَرَّ السّياطِ .. وكَم عانَيتَ من نَصَبِ

وفي السِبا
بين أغلالٍ .. وجامِعةٍ
على العِجافِ .. فَواحُزني وَواعَجَبي !

وَيلٌ لِكُوفانَ والشاماتِ ..
يومَ طَغَتْ
ورَوّعَتْ كلَّ مَن في الظِعنِ بالنُوَبِ

تَقاذفَتكُمْ شِرارُ الخَلقِ
بَينَهُما
يا سادةَ الخَلقِ من عُجْمٍ ومن عَرَبِ

وحِينَ طَيبةُ وافَتْكُمْ
على وَجَلٍ
أقبلتَ تَندبُ مَنحُورًا لِخَيرِ نَبي

ورُحتَ تَبكِيهِ
مَذبُوحًا على ظَمَأٍ
حَتّى كأنّ رزايا الطّفِّ .. لَم تَغِبِ

وأنتَ تَنشُرٌ مَحزُونًا
ظّلامَتَهُ
في كَربلائِكَ مِن حِقدٍ ومن كُرَبِ

وفي الدُعاءِ
نَشرْتَ الوَعيَ في صُوَرٍ
منَ البَهاءِ .. ومِعراجٍ منَ القُربِ

وفي ” الحُقوقِ ”
أرَيتَ الناسَ ما جَهِلُوا
وأنتَ أنقذتَ من جَهلٍ ومن كَذِبِ

وكُنتَ قِبلةَ مَن والاكَ
يا عَلَمًا
وللصِغارِ منَ الأيتامِ .. خَيرَ أبِ

وخَلفَ وَهجِكَ
أنفاسٌ تَفورُ أذًى
تَكادُ تَزفَرُ تَنّورًا مِن اللّهَبِ

حَتّى سَقَوكَ سُمُومًا
يا بنَ فاطِمةٍ
فَرُحتَ تُسلِمُ رُوحًا منكَ .. يا بِأبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى