حديث الجمعة

حديث الجمعة .. دعاء الافتتاح والعبوديةُ الصالحة . 4-9-1445هـ

دعاء الافتتاح والعبوديةُ الصالحة

4/9/1445هـ

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، الذي نحمده على أن بلَّغنا وإياكم شهرَه الكريمَ، ونسأله أن يوفقَنا وإياكم فيه إلى طاعتِهِ، بصيامِهِ وقيامِهِ ومعرفتِهِ فيه.

وإن من أهمِّ أعمالِ في هذا الشهرِ الدعاءَ، الذي روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه وصفه – في حديثٍ – بأنه “مخُّ العبادةِ”[1].

ومن نعمِ اللهِ تعالى أن لدينا مخزوناً هائلاً من الأدعيةِ، ورثناها عن أهلِ بيتِ النبوةِ (عليهم السلام)، يستحب قراءتُها طوالَ أيامِ، وفي هذا الشهرِ خاصةً، ومنها ما يُعرف بدعاءِ الافتتاحِ، الذي يدعَى به في ليالي شهرِ رمضانَ، وهو بحقٍّ مفتاحٌ للعبوديةِ الصالحةِ.

واستيعابُ هذا الدعاءِ بالشرحِ والتحليلِ في خطبةٍ واحدةٍ غيرُ ميسورٍ، لكننا سنقف على محاورَ رئيسيةٍ فيه؛ لثلاثةِ أغراضٍ:

الأول: أن يتبينَ لنا علوُّ مضامينِهِ.

الثاني: أن نحفزَ أنفسَنا على الدعاءِ به دون تقصيرٍ أو تقاعسٍ.

الثالث: أن نحمدَ اللهَ ونشكرَهُ على ما منَّ به علينا من نعمةِ روايتِهِ عن أهلِ البيتِ (عليهم السلام).

لقد اشتمل دعاءُ الافتتاحِ – أيها المؤمنون والمؤمنات – محوراً أصليّاً، ومحاورَ أخرى فرعيةً.

أما الأصليُّ، فهو تعميقُ معرفةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ بالثناءِ عليه وحمدِهِ، أي مدحُهُ وشكرُهُ، والإشادةُ بكمالِهِ جمالاً وجلالاً في ذاتِهِ وأفعالِهِ بما هو أهلُهُ.

وأما الفرعيّةُ، فسؤالُهُ سبحانه ما يكرس صلاحَ الداعي في العاجلِ وينيله الفلاحَ في الآجلِ.

فمن الثناءِ على اللهِ تعالى تكرارُ الحمدِ له لأسبابٍ كثيرةٍ!

فمثلاً جاء في صدرِ الدعاءِ “اللـهم إني أفتتحُ الثناءَ بحمدِك”.

وفي هذا بيانٌ بأن الثناءَ على اللهِ – وهو الإشادةُ به – أمرٌ حسنٌ ومطلوبٌ، وأن حمدَهُ هو ما ينبغي أن يُفتتح به الثناءُ.

وجاء في الدعاءِ – ثانياً – “الحمدُ للهِ مالكِ الملكِ، مجري الفلكِ، مسخرِ الرياحِ، فالقِ الإصباحِ، ديانِ الدينِ، ربِّ العالمين” وفيه بيانٌ باستحقاقِ اللهِ تعالى الحمدَ لأنه وحده مالك الملكِ، فلا مالكَ سواه، ولا مِلكَ إلا مِلكُهُ، وأن الفلكَ – وهي السفنُ – إنما تجري فوق الماءِ بأمرِهِ، فهو خالقُ الماءِ وواضعُ القوانينِ التكوينيةِ للسيرِ فيه.

وجاء في الدعاءِ – ثالثاً – “الحمدُ للهِ الذي يَخلق ولم يُخلق، ويَرزق ولا يُرزق، ويُطعم ولا يُطعَم ..” وهذا يعني استحقاقَ اللهِ تعالى أن يُحمَد لثلاثةِ أسبابٍ:

أما أولها، فهو: أن اللهَ تعالى مستحقٌّ للحمدِ لأنه وحده خالقُ المخلوقاتِ، فغيرُه لا حظَّ له في الخالقيةِ، وأنه سبحانه مبدأُ الموجوداتِ فهي المخلوقةُ دونه.

وأما ثاني الأسبابِ في هذه الفقرةِ، فهو: أن الخلقَ الذي يحتاجون إلى الرزقِ الضروريِّ حيناً، والكماليِّ حيناً آخرَ، إنما يرزقه اللهُ تعالى إياه، فهو الذي يؤتي الرزقَ لا سواه، وأنه الرازقُ وأن خلقَهُ لا يرزقونه.

وأما ثالثُ الأسبابِ، فهو: أن إطعامَ الخلقِ ما يَطعمونه من أكلٍ وشربٍ وغيرِ ذلك إنما هو من اللهِ سبحانه؛ لأنهم يحتاجون إلى الطعامِ والإطعامِ، أما هو سبحانه فهو الغنيُّ الحميدُ.

ومن فقراتِ الدعاءِ – رابعاً – “الحمدُ للهِ الذي من خشيتِهِ ترعدُ السماءُ وسكانُها، وترجفُ الأرضُ وعمَّارُها، وتموج البحارُ ومن يسبَح في غمراتِها ..”.

ففي هذه الفقرةِ بيانٌ لطبيعةِ العلاقةِ التكوينيةِ الموجبةِ للحمدِ، بين اللهِ تعالى ومخلوقاتِهِ التي نصِفها – نحن – بالجامدةِ والأخرى التي نصِفها بالحيةِ، مع أنها جميعاً ذاتُ شعورٍ وحياةٍ وإن كنا لا نفقهها؛فإن اللهَ تعالى يقول ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ ‌لَا ‌تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..﴾ [الإسراء: 44].

وهذه العلاقةُ تتلخص في أن السماءَ بعظمتِها ترعد من خشيةِ اللهِ، وكذلك سكانُها وهم الملائكةُ (عليهم السلام)، وأن الأرضَ ترجف من خشيةِ اللهِ، وكذلك عمَّارُها، وأن البحارَ تموج من خشيةِ اللهِ، ومثلُها مَن يسبَح في غمراتِها.

وفي هذا تنبيهٌ للغافلين من الناسِ – ونعوذ باللهِ أن نكونَ وإياكم منهم – بأن يستيقظوا، وأن يقوِّموا علاقتَهم باللهِ؛ حتى ينخرطوا في سلكِ المطيعين من خلقِ اللهِ، فلا يفوتُهم شرفُ ذلك وثمرتُهُ.

ومن فقراتِ الدعاء نقرأ – خامساً –  “الحمدُ للهِ الذي لا يُهتَك حجابُهُ، ولا يُغلق بابُهُ، ولا يُردُّ سائلُهُ، ولا يُخيَّب آملُهُ ..” وفيه بيانٌ بأن معصيةَ العاصين يلحق ضررُها بالعاصي، أما اللهُ سبحانه فإنه أقدسُ من أن تتلوثَ ساحتُهُ بمعصيةِ العاصي، بل ولا تَهتِك له حجاباً.

كما أن في الفقرةِ بياناً بأن المتضرعين بين يدي اللهِ، والطارقين بابَهُ، سيجدونه مشرَعاً؛ فإن اللهَ عزَّ وجلَّ أجودُ من أن يردَّ داعياً مدَّ يديه إليه بالضراعةِ، وأكرمُ من أن يخيِّب آملاً أمَّل شيئاً من خيرِهِ.

ونقرأ في الدعاءِ – سادساً – “الحمدُ للهِ الذي ليس له منازعٌ يعادله، ولا شبيهٌ يشاكله، ولا ظهيرٌ يعاضده، قهر بعزتِهِ الأعزاءَ، وتواضع لعظمتِهِ العظماءَ، فبلغ بقدرتِهِ ما يشاء ..”.

وفي هذه الفقرةِ تعريفٌ للداعي بما للهِ عزَّ وجلَّ من مكانةٍ ساميةٍ لا يُتوهَّم فيها أن مخلوقاً يمكن أن ينازعَ اللهَ تعالى في شأنٍ من شؤونِهِ، فالجميعُ خلقُهُ، وكلُّهم خاضعٌ له، وفيها – أيضاً – تعريفٌ بأن للهِ تعالى تفرداً في ذاتِهِ فلا شبيهَ له يشاكلُهُ في الجمالِ، ولا في الجلالِ.

وفيها – أيضاً – تعريفٌ للهِ تعالى بأنه غنيٌّ عن أن يعضدَهُ ويعينَهُ أحدٌ، فلا ضعفَ في ساحتِهِ، ولا قصورَ في قدرتِهِ.

كما أن فيها بياناً بأن عزةَ كلِّ عزيزٍ تذِلُّ بين يدي اللهِ، فلا عزيزَ مع اللهِ، فهو القاهرُ وغيرُهُ مقهورٌ، وهو الغالبُ غيرُ المغلوبِ.

وفي الفقرةِ – أيضاً – بيانٌ بأن عظمةَ كلِّ عظيمٍ تتهاوى بين يدي اللهِ، فلا مناصَ من التواضعِ في ساحتِهِ ممن يُظَن أنه عظيمٌ، وممن يظُن نفسَهُ أنه عظيمٌ!

وتخلص الفقرةُ إلى أن اللهَ تعالى يبلغ بقدرتِهِ ما يشاء، فإذا شاء نصرَ الضعيفِ نصَرَهُ، وإذا إراد كسْرَ القويِّ كسره، وإذا أراد إغناءَ الفقيرِ أغناه، وإذا أراد إفقارَ الغنيِّ أفقره، ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ ‌كُنْ ‌فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117].

ومن هذا يتبين للداعي أن تعلقَهُ بغيرِ اللهِ؛ رجاءاً لخيرِهِ، ودفعاً لضرِّهِ، هو وهمٌ لا واقعَ له، قال تعالى ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ ‌كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39]، كما أن التذللَ لغيرِ اللهِ خطأٌ، بل خطيئةٌ، وأن الخيرَ كلَّ الخيرِ في أن يكونَ الإنسانُ عبداً صالحاً للهِ تعالى.

أما كيف نكون صالحين؟

فلنقف – أيها المؤمنون والمؤمناتُ – على هذه الفقراتِ من دعاءِ الافتتاحِ الشريفِ:

وأولها: “الحمدُ للهِ الذي يجيبني حين أناديه ..”

فالمطلوبُ للمؤمنِ، ومنه، أن يكونَ على ثقةٍ، بل يقينٍ، بأنه إذا نادى اللهَ سبحانه أجابه، فالمطلوبُ هو أن نكونَ جادين وصادقين في مناداةِ اللهِ، فإنه يستحقُّ أن يُحمَدَ على هذه الصفةِ الكريمةِ.

ولكن حذارِ من القنوطِ واليأسِ إذا تأخرت الإجابةُ، فإن من الفقراتِ التربويةِ في هذا الدعاءِ هو فإن أبطأ عني عتبتُ بجهلي عليك، ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي؛ لعلمِك بعاقبةِ الأمورِ”، واللهُ تعالى يقول في كتابِهِ ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى ‌أَنْ ‌تَكْرَهُوا ‌شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216].

وثاني الفقراتِ: “الحمدُ للهِ على حلمِهِ بعد علمِهِ، والحمدُ للهِ على عفوِهِ بعد قدرتِهِ، والحمدُ للهِ على طولِ أناتِهِ في غضبِهِ، وهو قادرٌ على ما يريد”.

ففي هذه الفقرةِ حمدٌ للهِ تعالى وثناءٌ على أنه لم يعاجل العصاةَ بالعقوبةِ؛ لأن لكلِّ معصيةٍ عقوبةً مستحَقةً، لكن اللهَ تعالى – بحلمِه، وبعفوِهِ، وبطولِ أناتِهِ – لا يبادر إلى العقوبةَ، ولا يعاجل العاصيَ بما يستحقه، وإنما يمهل ويمهل، فعلى العبدِ أن يبادلَ هذه الأناةَ بما يناسبها من صلاحٍ عاجلٍ، وتوبةٍ نصوحٍ، وثباتٍ على الاستقامةِ.

وثالث الفقراتِ: “الحمدُ للهِ الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين ..”.

ففي هذه الفقرةِ حمدٌ للهِ تعالى، وثناءٌ عليه، بأنه يسمع شكوى الشاكين المكروبين، ويسمع أنينَ المظلومين، وأنه إذا شاء أن يؤمِنَ خوفَهم فعل، وأنه ينجي الصالحين منهم.

وهذه فقرةٌ تفتح باباً واسعاً من الأملِ للداعي بهذا الدعاءِ بالفرجِ لنفسِهِ، والانتقامِ من ظالميه والمعتدين عليه، وأن اللهَ تعالى يمهل ولا يهمل.

ورابع الفقراتِ: “الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللهَ ..”.

ففي هذه الفقرةِ حمدٌ للهِ تعالى وثناءٌ بأن طريقَ الصلاحِ إنما يهدي إليه اللهُ تعالى، وأن الصالحين إذا صلحوا فبهدايةِ اللهِ صلحوا، وأن الناجين إذا نجوا فبتوفيقِهِ نجوا، وأنهم من دون هذا وذاك لن ينالوا خيراً.

وخامس الفقراتِ: ما جاء في صدرِ الدعاءِ من الثناءِ على اللهِ تعالى بأن يقالَ “وأيقنتُ أنك أنت أرحمُ الراحمين في موضعِ العفوِ والرحمةِ وأشدُّ المعاقبين في موضعِ النكالِ والنقمةِ، وأعظمُ المتجبرين في موضعِ الكبرياءِ والعظمةِ”

فإن في هذه الفقرةِ بياناً بأن اللهَ – المحمودَ بكلِّ ما ذُكِر من الصفاتِ الحسنةِ – لا يرضى بالمعصيةِ، وأنه إذا عاقب فإنه عقوبتَهُ شديدةٌ وقاسيةٌ، فمعرفةُ مقامِ كبريائِهِ وعظمتِهِ يعين على تجنبِ معصيتِهِ.

وأخيراً، فإن هذا الدعاءَ الشريفَ قد حوى – بعد الحمدِ للهِ عزَّ وجلَّ بما هو أهلُهُ – الصلاةَ على أولياءِ اللهِ والصالحين من عبادِهِ، رسولِ اللهِ وآلِهِ (صلوات الله عليه وعليهم)، والسؤالَ بالثباتِ على توليهم، والإلحاحَ على اللهِ تعالى بالفرجِ عن قائمِهم (عجل الله فرجه) وتحقيقِ الوعدِ الإلهيِّ للبشريةِ على يديه بنصرِهِ والانتصارِ به.

فهنيئاً لكم أيها المؤمنون على نعمةِ الإسلامِ والإيمانِ، وهنيئاً لكم حلولُ شهرِ رمضان، وهنيئاً لكم ما بين أيديكم من الأدعيةِ الشريفةِ.

ونسأل اللهَ التوفيقَ إلى الدعاءِ بين يديه بها، وأن نكونَ وإياكم من الداعين المتضرعين.

جعلنا اللهُ وإياكم من العارفين باللهِ، الداعين له، والصالحين من عبادِهِ، ونعوذ باللهِ من الزيغِ عن سبيلِهِ، ونسأله أن نكونَ ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

[1] وسائل الشيعة 7/ 27، الحديث (8615).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى