مقالات

الشهيد المسموم

وقفة الوفاء

(وَقَـبرٌ بِـطُوسٍ يَـالها من  مُصِيبَة
تـوقّـد بِـالأحـشَاءِ في  الـحُـرُقَات

إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً
يُــفَــرِّجُ عَـنا الهم والكربات  ) ..

هذان البيتان ينسبان للإمام الرضا ( عليه السلام )

في هذه الليلة الحزينة يحيي المؤمنون ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الامام الرضا ( صلوات الله عليه وآله )

ويعتقدون أن في إحياء مناسبات المعصومين ( صلوات الله عليهم جميعا )

تأكيدًا وترسيخا لعقيدتهم وتثبيتا لمواقفهم وترسيخا للقيم الاسلامية

التي أخذوها من سادتهم وقادتهم المعصومين ( صلوات الله عليهم أجمعين)..

وإن في حياتهم المباركة والمليئة بالجهاد الدفاعي ،،

سواء كان الجهاد بالسيف كأمير المؤمنين وابنه الامام الحسين ( صلوات الله عليهما)..

أم كان الجهاد باللسان والبنان والمناظرات العلمية مع الأمم الأخرى

وكلها تصب في صالح الاسلام والمسلمين

وتقف في وجه الطوفان المعادي للقيم والمبادىء الحقة

.. وإن على الموالين جميعا عدم التراخي أو التنازل عن كل ما من شأنه بناء العقائد الحقة في نفوس الأمة

وكشف الواقع المر الذي مر به المعصومون ( صلوات الله عليهم أجمعين )من طواغيت أزمنتهم

وكيف واجهوا بقوة واقتدار تلك التوجهات الجائرة والمنحرفة

وما لاقوه في سبيل ذلك من القتل والتشريد والسجن والاقصاء

بسبب ثباتهم على خط الدفاع عن دينهم وعقيدتهم الاسلامية العظيمة..

وهانحن نعيش في هذه الليلة الحزينة ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الامام الرضا ( صلوات الله عليه وآله )

فقد عاش حياته المباركة وكلها تصبُّ في خدمة الدين الحنيف

وصد الهجمات العقدية المنحرفة من أعداء الاسلام ومن علماء الأديان الأخرى

وذلك من خلال المناظرات التي أعدَّ لها المأمون نفسه ومن غيره أيضا .

فهو في علاقته مع الامام بين التعظيم والتحطيم ..

فمن جهة يتظاهر بتعظيمه وتقريبه وإجلاله

.. ومن جهة أخرى يريد بتوجهاته المشبوهة تحطيم شخصية الامام في أعين الجماهير ..

( فكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )..

فكلما أراد بمناظراته العلمية إضعاف مكانة الامام وتنفير الناس منه

كلما أشرقت بركات الامام ( عليه السلام ) وازداد تألقا ولمعانا في نفوس الآخرين

حتى خاف المأمون على نفسه من مكانة الامام الراسخة في نفوس الأمة

فخطط لاغتياله بالسم للتخلص منه وقد فعل

فاستشهد إمامنا الرضا( عليه السلام ).. مسموما مظلوما غريبا

وفي بلد غربة بعيدا عن أهله ومريديه

وهكذا تكشف الأحداث المتلاحقة ما يكنه المأمون من حقد وعداء لهذا البيت العلوي الطاهر

فالمأمون سار على خط والده الرشيد ولكن الفرق في الاستراتيجية المشبوهة التي سلكها

فأبوه هارون تجاهر بالعداء السافر للامام الكاظم ( صلوات الله عليه وآله )

أما المأمون فتظاهر بالتعظيم وأسر العداء والتحطيم .

فإلى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء ..

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )..

عظم الله أجوركم أيها الموالون الكرام في هذه الذكرى الأليمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى