دفنُ القرابين:ما إن بقيتَ منَ الهَوان

خَلَّفَ القَيدَ والسِبا ..
والعَناءَ
وطَوَى الوَقتَ فارْتَقَى كَربَلاءَ

عادَ منْ حَومةِ الهُمومِ ..
وَحيدّا
مُثقَلًا يَملَأُ المَكانَ ..بُكاءَ

يَتَمَلَّى الطُفُوفَ ..
بَعدَ ثَلاثٍ
عاشَها ” الظَعنُ ” قَسوَةً وَبَلاءَ

هَذهِ كَرَبلا ..
مَناخُ الرَزايا
والتُرابُ الذي استَضافَ الدِماءَ

وَدّعتْها الحَياةُ ..
بَعدَ قِتالٍ
كانَ يَفرِي النُحورَ .. والأعضاءَ

يَومَ جاءَ ” الحُسينُ ”
يَقدِمُ جَيشًا
كانَ أعيا النُعوتَ والأسماءَ

ناجَزُوهُ القِتالَ ..
بَعضَ نَهارٍ !
فاستَماتَ الأباةٌ فيهِ ..فِداءَ

واستَدار العِدَى عليهِ
وحِيدًا
فأذاقُوهُ قَتلةً .. نَكراءَ

رَفَعُوا رأسَهُ
على الرُمحِ .. بَغيًا
يُخجِلُ الشمسَ هَيبةً .. وبهاءَ

وأََجالوا علَيهِ ..
أشرَسَ خَيلٍ
طَحنتْ بالحَوافرِ .. الأشلاءَ !

وعلَى النهرِ ..
كانَ مَصرَعُ بَدرٍ
وَسَّدَ الماءَ قِربَةً .. ولِواءَ

كلُّ شَيءٍ هّناكَ ..
كانَ مُخِيفًا
يَملَأُ الأرضَ لَوعةً .. والسَماءَ

هَكذا ..
عاشَتِ الطُفُوفُ ” عَليًّا ”
واستَضافَتْ خُطُوبُها .. ” البَكَّاءَ ” !

وعلى القُرْبِ ..
كانَ رَهطُ رِجالٍ
مَلَأُوا الطّفَّ حَيرةً .. وعَياءَ

” أسَدِيُّونَ ”
يَنظرونَ حَذارًا
منْ أُمَيٍّ .. ويُحكِمونَ خَفاءَ

وَقفُوا
والرِمالُ .. سَيلُ نُحُورٍ
وَسَّدَتها البَواتِرُ .. الرَمضاءَ

فَمَشَى ..
يَرسُمُ التُرابُ .. قُبُورًا
ويُصَلّي على الشُموسِ .. بُكاءَ

أودَعَ الأقربِينَ ..
جَنّةَ عَدنٍ
ثُمّ وارَى الأباةَ والشُهَداءَ

وانحَنَى نادِبًا ..
يَلُفُّ ” علٍيًّا ”
ويَشَمُّ الدِماءَ والأشلاءَ

بِأبي أنتَ
يومَ رُحتَ تُوارِي
جَسَدًا أورثَ الشَجَى الأنحاءَ

أنتَ أودعتَهُ ..
نَشيجَ “حَصيرٍ ”
وشَظاياهُ تَملأُ البَيداءَ

بِ ” مَعي من يُعينُني ”
يا بِنَفسي
كنتَ تَعني النبِيَّ والزهراءَ

وعَلِيًّا ..
ويالَحُزنِ عليٍّ
وزَكِيًّا .. وقد جَمعتَ الكِساءَ

ثُمَّ أَوَدَعتَ في الفُراتِ ..
هِزَبرًا
عانَقَ النَهرَ .. ثُمُ عافَ الماءَ !

أنتَ ..
أغرقتَ كربلاءَ نَشيجًا
يومَ وَدّعتَ بالأسَى .. كَربلاءَ

ولِكُوفانَ
عُدتَ يابنَ حُسينٍ
تَتلَقَى الهُمومَ والأرزاءَ

وتُريقُ الشَجَى
مَشاهدَ حُزنٍ
يَومَ أقبلتَ تَحضِنُ ” الحَورااااااءَ ”

ليلة دفن القرابين المقدسة ١٤٤٣ هـ
حسين بن ملّا حسن آل جامع