مقالات

جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

مَرثيّةُ شَهيدِ الكُوفة

ماضٍ
يَغُذُ إلى الشُموخِ سُراهُ
ويَرِفُّ بينَ يَديْ وِلاهُ .. إباهُ

يَطوي الطريقَ إلى العِراقِ
على هُدًى
وتَشُعُّ منْ أَلَقِ الحُسينِ .. رُؤاهُ

وافَى
لِيعقِدَ لِلمُطَهَّرِ بَيعةً
ويَشُدَّ في بَلدِ السَوادِ .. لِواهُ

هُوَ غُصنُ وارفةِ المَفاخرِ
” مُُسلِمٌ ”
ومِنَ ” الوصِيِّ ” فِداؤُهُ وعّلاهُ

قد كانَ بينَ بَني عَقيلٍ
مَعلَمًا
وعليُّ من حُلَلِ الكَمالِ .. كَساهُ

جَلّاهُ .. مُنتفِضَ الشجاعةِ
عَمُّهُ
ورآهُ سَيِّدُهُ الحُسينُ .. أخاهُ

حتّى إذا استلَمَ الزِمامَ
مُظَفَّرًا
وأجابَ مَن سمِعَ النِداءَ .. نِداهُ
ُ
سَرعانَ ما انقلَبُوا علَيهِ
وأدبرُوا
والغدرُ يُحكِمُ في النُفوسِ عُراهُ

هَذا يُخَوّفُ من عِداهُ
رِجالَهُ
وتَذودُ عَن صِلَةِ ” الغَريبِ ” يَداهُ

أفدِيهِ
لمّا عادَ مُنكَسرَ الخُطَى
والليلُ يُحكِمُ في الدُرُوبِ .. دُجاهُ

يَمشي
ومَلْءُ حَشاهُ هَمٌّ مُطبِقٌ
وعلَى الحُسينِ دُمُوعُهُ وشَجاهُ

ولِبابِ طَوعةَ ..
وهْيَ رَبّةُ خِدرِها
قادتْهُ مُنفَرِدًا هُناكَ .. خُطاهُ

أعظِمْ بِطَوعةَ
وهِيَ تُؤمِنُ مُسلِمًا
وتُميطُ مِن عَنَتِ الهُمومِ .. عَناهُ

رَوَّتْ ظَماهُ
وكانَ مُلتَهِبَ الحَشا
وغَدَتْ تَمُدُّ إلى الوَحِيدِ .. قِراهُ

وهُناكَ أَحيا الليلَ
طولَ تَهَجُّدٍ
والوقتُ يَقرأُ وِرْدَهُ .. ودُعاهُ

وعلَيهِ قبلَ الصُبحِ
أحدقَتِ العِدَى
لَهفي عليهِ .. وقد أغارَ عِداهُ

فاسْتِلَّ بابَ الدارِ
مُدَّرِعًا بِهِ
والسيفّ يَخطبُ في الرقابِ .. شَباهُ

زَحَفوا عليهِ..
فما أرِيعَ وما انثنَى
تَكفيهِ عِزّةُ نَفسهِ وإباهُ

ظامٍ
يَشُدُّ على الرجالِ مُظَفَّرًا
ولقد أضرَّ على يَديهِ .. ظَماهُ

أفدِيهِ
بَينَْ بني الضَلالِ مُقَيّدًا
ومِنَ الجِراحِ جَرتْ عليهِ دِماهُ

فأراعَ مَصرعَهُ الشهِيدَ
فامْ يزل
يَبكي عليهِ .. ولوعةً يَنعاهُ

وَيَضُمُّ من لَهَفٍ إلَيهِ
” حَميدةً ”
وعلَى حَميدةَ قد أطالَ شَجاهُ
————‐————–

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى