مقالات

مات «حسين».. أوجعني حزن «مريم»

عبدالواحد محفوظ

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}، الأخ رفيق الطفولة صديق العمر، حافظ السر، أنيس الوحدة، هو ظلنا وأمننا وقوتنا، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه.
هكذا هو أخي في كل مراحل حياته صابراً حامداً تزيده الأزمات والمحن إيماناً وقوة.
فمن أصعب الأشياء علينا فقدان من هم قريبون منا، فنشعر بالحزن والألم الكبير لفقدانهم، فالأخ نعمة من الله تعالى فهو السند والأمان، ولا يشعر بهذه النعمة إلّا من فقدها وذاق طعم الفراق.. بالأمس القريب فقدت أخي الأصغر مني بعامين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا زالت تفاصيل وجهه الطيبة على مرايا صالة المنزل، ضحكاته، أفعاله، رغم أنه فاقد الجناحين، أقواله، وكلماته الدائمة.
أخي «حسين» ليتك كنت خالداً أو ليت قدرك بالحياة دام لمدّة أطول، اشتياقي إليك بشكل لا يوصف رغم أنني مقصر بالكثير الكثير بحقك رحمك الله وجبر قلب والدتي «مريم» على فراقك، فنفس الألم الذي كان بحنجرتي وقت وفاة والدي لا زال إلى الآن يؤلمني، وزاد الألم بالأمس بعد فراقك رحمك الله يا من أوجعني رحيله، اللهم ارحم أخي واجمعني به يا رب.
أخي «حسين» لو كان الموت بالاختيار لمت بدلاً عنك، فحسرة موتك وفقدانك أماتتني وأنا على قيد الحياة، رحمك الله بقدر شوقي إليك؛ فهكذا هم الطيبون يرحلون بهدوء.
«حسين» سلامًا على عينيك النائمة منذ فجر الجمعة الماضية، سلامًا على رائحتك المختبئة في جوف الأرض، سلامًا على حنيني المستمر إليك، فأنت بعيدٌ فلا تخف فأنا لن أملّ من دعائي لك، أعاهدك بأني سأدعو لك حتى أجاورك وستبقى حاضراً في قلبي وقلب المحبين من العائلة مهما أخذك الغياب.
فموت الأحبة أيها الأخوة يترك ندبات حزن في القلب شئنا أم أبينا، وفي عمر معين نركض في الحياة وتركض بنا السنون فنعتاد الفراق ونتعايش معه، لكنني لم أكن أتخيل وجع الفراق وخلال أربعة أعوام بفقد والدي ومن ثم أخي.
لم أكن أركز في هذا الأمر حتى قالت لي الغالية والدتي؛ لماذا الموت يتخطفهم واحداً إثر الآخر ويبقيني أتجرع الأحزان عند كل فقد؟ خلال أربع سنوات فقدت والدي الذي كنت بجانبه في المستشفى وأخاف عليه كقطعة من عمري.. الفقد ليس جديداً، لكن هذه المرة أشعر بأن العمر لم يعد يساعدني يا أخي على مزيد من الحزن، الحمد لله على قضائه وقدره، رحم الله «حسين» وألهم العائلة ومحبيها الصبر على فراقه.
اعتنوا بإخوانكم الكبار والصغار فقلوبهم تتكسر بفراق أحبتهم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى