مقالات

وقفة الوفاء .. الامام الكاظم

(وغُيِّبٙ في تلك الطوامير شخصُهُ
ونورُ هُداهُ عمّٙت الكون أضواهُ

فلـم يبلغـوا مـا أمّٙلـوه فحـاولـوا
بإزهاقهـم نفس الهداية إطفـاهُ)
للمقدس الشيخ علي الجشي (طيب الله ثراه).
عظم الله أجوركم أيها الأعزاء في ذكرى استشهاد مولانا وسيدنا أبي الحسن الأول الامام موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليه)..
وقد شرعت جموع الزائرين الكرام للتوجه نحو مرقده الشريف ومشهده المعظم في الكاظمية لتجديد الولاء لهذا الإمام المجاهد والصابر، والذي ثبت على الحق والعقيدة والشريعة ودافع عنهم بكل جرأة وعزيمة ولم يرفع الراية البيضاء للعباسيين ليكون لهم خانعًا ومستسلمًا، فضحى بحياته المقدسة وبمهجته النفيسة وبروحه الطاهرة في سبيل حفظ الاسلام والمسلمين.. فلنكن على العهد معه في الثبات على الحق ولنكن ممن يخدم العقيدة والشريعة بأقواله وأفعاله وأخلاقه لنكون حقا من أنصار هذا الإمام الكريم والرحيم.
وقد كان من المتوقع أن يقف العباسيون مع العلويين (أبناء عمومتهم )..ويرفعوا عنهم الظلم والحيف الذي حل بهم من الأمويين.. ولكنهم عاملوهم بقسوة وغلظة وشدة وكأنهم أصحاب ثارات.. وقد كشفوا القناع عن نفوسهم الحاقدة على الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين).. مع علمهم بمقاماتهم السامية ومكانتهم الدينية العالية.. ولكنه حب الدنيا الذي يجعل الانسان عبدا لهواه ومتمردا على مولاه.. وكما قال طرفة ابن العبد : (وظلم ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ).
فعاش الإمام الكاظم (صلوات الله عليه) مع علو قدره حياة مملوءة بالمحن والمصائب وقد جاوزوا الحد في ظلمه وقهره وسجنه والتنكيل به، حتى قضى نحبه مسمومًا غريبًا في سجن السندي ابن شاهك الذي بالغ في إيذائه وإهانته.. فإلى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون… والعاقبة للمتقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى