مقالات

الإمامُ المُجتَبَى : الشهيدُ المَظلُوم

عَبراتُ الإمامة

يَمَّمْتُ يَومَكَ
أروِي الوَجدَ والألما
وأقرأُ الحُزنَ دَمعُا في الجُفُونِ .. هَمَى

وجِئتُ أنعاكَ
مَسْمُومًا ومُضطَّهَدٍا
وأنتَ تَقذِفُ في طَشتِ الفِراقِ .. دَما

مُلْقًى
تَجُودُ بأنفاسٍ مُقَدَّسةٍ
والسُمُّ يَسجُرُ في أحشائكَ الضَرَما

على فِراشِكَ
لم تَبرَحْ رَهينَ ضَنًى
وقد تَمَكَّنَ مِنكَ السُمُّ واحتَدَما

تُديرُ عَينَيكَ
والأرواحُ مُحدِقةٌ
تَنعاكَ لِلدينِ .. مَغدُورًا ومُهتَضَما

أمُا ” الحُسينُ ”
وهلْ مِثلُ الحُسينِ ” شَجًى !
غَداةَ لاذَتْ بِهِ الحَوراءُ .. مُعتَصَما

تَدعُوهُ ..
ما بالُ هذا الطَشتِ .. يا بنَ أبي
وكُلَّما حِدتَ عني .. زِدتّني ألَمَا

: لا تَقرَبيهِ
فقد ذابَتْ بهِ كَبِدٌ
مِن بعدِ ما قاسَتِ الآلامَ والسَقَمَا

بِسُمِّ جَعدةَ
مُذ وافَى علَى ظَمَإٍ
حتّى سَقتهُ مَنونًا فوقَ حَرِّ ظَمَا

– يا رَبَّةَ الخِدرِ
يا أسمَى الوَرَى نَسبًا
يا منْ بها لاذَ حُزنُ الدهرِ واعتَصما

يا منْ شَهِدتِ الرزايا
وهْيَ هادِرةٌ
كأنّما اندلَعتْ في بابِكُمْ حِمَما

هذا لَعَمرُكِ طَشْتُ
مِن لَهيبِ حَشًا
فكيفَ لو أبصرتْ عَيناكِ ما عَظُما !

طَشْتُ
بِرأسِ ” حُسينٍ”
وهيَ فاجِعةٌ
ودونَها حُزنُ من فَوقَ الثَرى احتَدَما

مَولايَ
يا بنَ رسولِ اللهِ .. يا حَسَنًا
يا خَيرَ من خَطَّ بعدَ المُرتَضَى .. قَدَما

آذَوكَ حَيُّا ومَيْتًا
واستُبيحَ حِمًى
وما رَعَى القومُ لا نَعشًا .. ولا حَرَما

وعادَ نَعشُكَ مَوتُورًا
بِعادِيَةٍ
من السِهامِ .. أُثيرَتْ مِن قِسِيِّ عَمَى

سَبعونَ سَهمًا
وما أدراكَ يومَ طَغَتْ
وقد غَدا نَعشُكَ المَنهوبُ .. مُختَرَما

لَولا الوصيّةُ
يا أزكَى الأنامِ .. دَمًا
لَمْ تُبقِ هاشِمُ مِن تلكَ السِهامِ .. دَما

وفي البقيعِ
وَيا حُزنَ البقيعِ لكمْ
وارَوْكَ في مَرقَدٍ فوقَ الشُموسِ .. سَما

رَعيًا لِقبركَ
لم يَبرَحْ مَنارَ هُدًى
وإن يكنُ صَرحُ فوقَ الثَرَى .. هُدِما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى