مقالات

لحن السلام النبوي

بِكَ يا أحمدُ يا خيرَ الأنامْ
ينهضُ العالمُ حبّاً و سلامْ

بك لا نعرفُ حقداً أو قِلى
بل قلينا ما يجرُّ الإختصامْ

بك من ساءَ لنا نعذرُهُ
بك لانعرفُ كيف الإنتقامْ

برْدُكَ الهانئُ نسماتُ الندى
إنْ لمسناها استفاق الإبتسامْ

إنَّ في مولدِكَ الطهرِ نما
شجرُ الودِّ وفي نورك هامْ

لم يتمّ النور إلّا بعدما
لحْتَ يا أحمدُ يا بدر التمامْ

ذكرُكَ المحمودُ جيّاشُ الهوى
فبهِ تحلو عذاباتُ الغرامْ

قبلكَ الأكوانُ في علّتها
تشتكي الثَّلْمَ وفيك الإلتئامْ

يا رسول الله ما أروعنا
إنْ ذكرناك فما أحلى الكلامْ

يا حبيبَ الله يا ريَّ السِّقا
إنَّ في هجرانكَ المُضني الكُلامْ

إنْ بعُدنا عنك ما أظلمنا
تسبحُ الروحُ بأوهام الظلامْ

بك يا نبع الهدى أرواحُنا
سطَعَتْ شمساً بصبح الإعتصامْ

تَخَذَتْ منك منارات العُلا
وبنَتْ منك سماوات الوئامْ

كسَّرت إيوانَ كسراها لما
وجدت فيك البنا الغالي المقامْ

يا سماءَ الله يعلو ألَقاً
قد رُفِعْنا بك من بعد الحُطامْ

أَوَ بعد العزِّ نرجو ذلّةً
إنَّ بعد العزِّ سيلُ الإنعدامْ

أَوَ بعدَ النورِ نقتات العَمى
ليس بعد الوحي إلّا الإنقسامْ

ليس بعد الصدق إلّا فريَةً
تملأُ الكونَ هموماً وقَتامْ

يا رسول الله يا صبحَ السَّنا
من هداياكَ الهدى طالَ و قامْ

أنتَ لولاك قصورٌ لم تكنْ
تحتوي الحور وما كانت خيامْ

أنتَ للفردوسِ غرْسٌ ونما
ليس ينمو منك إلّا الإغتنامْ

مَنْ لبسناكَ كساءً زاهراً
ما كسانا بعد ذاك الإنهزامْ

لم تعدْ أنفسُنا حاقدةً
إنْ تحلَّتْ بك يا خير الكرامْ

يا رسول الحبِّ يا ريحانةٌ
تملأُ الأكوان مِسْكاً لا يُرامْ

أخمَدَ الله بكَ الحقد الذي
لو تمادى حسُنَ الموتُ الزُّؤام

نارُ كسرى سجَدَتْ طائعةً
فاستراحتْ بعد دهر الإضطرامْ

يوم ميلادك يا خير الورى
أقلقَ الجورَ ونيّاتِ اللئامْ

يوم ميلادك أملاكُ السما
أطلقتْ لحنك في همس الحمامْ

لحنك المنشور في أكواننا
أنْ بعيشَ الذَّرُ لحنَ الإنسجامْ

أنْ تعيشَ الشمسُ في فرحتها
حينما تدعوك عاماً بعد عامْ

سلّموا صلّوا على خير الورى
ليكون السلْمُ في أحلى قَوامْ

 

حسين إبراهيم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى