مقالات

جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

مُلقًى ثَلاثًا على الرَمضاء !

وَحيدًا ..
بِأرضِ الطَّفِّ .. يَحمِلُ أَرزاهُ
ويََندِبُ مَذهولًا على الرَملِ قَتلاهُ

يَجُُرُّ خطًى
من لَوعةِ الخَطبِ .. مُرَّةً
ويَزفُرُ من حَرِّ الشَجَى .. واااا حُسَيناهُ

يَطوفُ علَى الأجسادِ
في حَومةِ الدِما
فَتَغرقُ في قانٍ من الدَمعِ عَيناهُ

وتُلْهِبُهُ حُزنًا
نُحُورٌ أبيَّةٌ
فَتَعظُمُ من رُزءِ الأماجِدِ .. بَلواهُ

هُنا مَدّتِ الرَمضاءُ للحُزنِ
” أكبَرًا ”
وقد مَزَّقَ الشُذّاذُ بالحِقدِ أشلاهُ

وزَفَّتْ إلى حُمْرِ السَماواتِ ..
“قاسِمًا ”
وقد خُضِبَتْ مِن نَحرِهِ الغَضِّ .. كَفّاهُ

وأََوهَنَهُ وَجْدًا ..
” حَبيبٌ ومُسلٍمٌ ”
وكُلٌّ أراقَ الروحَ بَذلًا .. لِمَولاهُ

وعِندَ قَتيلِ الطَّفِّ
هاجَتْ شُجُونُهُ
وبَثَّ إلى خَيرِ النَبِيينَ شَكواهُ

حُسَينُكَ .. يا جَدّاهُ
في مَجمَرِ الثَرَى
وقد طَحَنتْ خَيلُ الشَياطينِ أعضاهُ

ولاحَ بِرأسِ الرُمحِ ..
رأسُ ابنِ فاطِمّ
وعَزَ على ” الزهراءِ ” ما كانَ يَلقاهُ

بَتُولاهُ ..
لم يَسلَمْ مَن الذبحِ .. طِفلُهُ
وحَرملةُ الطاغِي رَماهُ .. فَأرداهُ

وخَرَّ غلى الظَمْآنِ
يَبكِي مُرَوَّعًا
ويَجمعُ مَحزُونًا بَقايا بَقاياهُ !

يُقَلّّبُ في كَفَّيهِ ..
كَفًّا وخُنصُرًا
وسَهمًا أصابَ القلبَ .. ما كانَ أقساهُ !

وضَمَّ الحَصيرُ / النَعشُ
وَهجًا مُضَرَّجًا
وأودعَهُ في غَمرةِ الخَطبِ .. مَثواهُ

وراحَ إلى ” العَبّاسِ ”
والنَهرُ واجِمٌ
يَنوحُ على البَدرِ المُدَمَّى .. ويَنعاهُ

صَريعًا بَجنبِ النَهرِ
من طَفِّ كَربلا
وما بَلَّ من بَردِ الفُراتِ حَناياهُ

ويَندِبُ مَوجُوعًا
لِواءً وقِربَةً
بها كانَ يَروي من ظَماها .. يَتاماهُ

ولَمّا قَضَى ” السَجّادُ ”
أوطارَ حُزنِهِ
وأودعَ في طَفِّ الرزايا أحبّاهُ

مَضى شَطرِ كُوفانٍ
وفي القلبِ لَوعةٌ
تَنوءُ بثِقلِ الهَمِّ والحُزنِ ..بَلواهُ

وعادَ إلى أهلِيهِ
في ذِلَّةِ السِبا
يَبُثُّ إلى ” الحَوراءِ ” ما كانَ أشجاهُ

وما زالَ كُلُّ الكَونِ
شَرقًا ومَغَرِبًا
يَضُجُّ بِعاشُورائِهِ .. وااا حُسَيناهً

——-ِ–َ—‐—————-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى