مقالات

الإمامُ الصادقُ: وارثُ خَزائنِ العُلوم

( طابتْ بِقاعُكَ
يا بَقيعَ الغَرقدِ)
لَمّا احتَوَيتَ بُدُورَ آلِ مُحمّدِ

فغَدَوتَ في أُفُقِ الجَلالِ
مَشارقًا
تَطوي الزَمانَ بِمَجدِكَ المُتَفَرِّدِ

وغَدَوتَ لِلأرواحٍ
قِبلةَ والِهٍ
يَهفُو لَكَ المَلهوفُ كالظامي الصَدِي

وعلَى ثَراكَ
تَلوحُ أشرفُ بُقعةٍ
ضَمَّتْ فَراقِدَ منْ سُلالةِ أَحمدِ

وزَهَتْ بأربعةٍ
كَدائِرةِ السَنا
والوَحيُ يْنبِئُ عنْ شَريفِ المَحتِدِ

( حَسَنٌ )
وما أدراكَ .. وهْوَ أبو الندَى
و ( عليُّ ) وهوَ مَعارِجُ المُتهجِْدِ

وأَبو المَعارفِ
وهوَ أعظمُ ( باقِرٍ)
للعِلمِ ( كالبَحرِ الخِضَمِّ المُزبِدِ)

وأبوالحقائِقِ والدقائِقِ
( جَعفرٌ )
أثرَى الحياةَ بِفكرِهِ المُتَوَقِّدِ

أَحيا النُفوسَ
فَكانَ أعظمَ مَنهَلٍ
لِلوارِدينَ.. وكانَ أهنَأَ مَورِدِ

بالعِلمِ
يُسرِجُ في الطريقِ.. مَشاعِلًا
حتى يَؤُوبَ إلى هُداهُ المُهتَدي

كم كانَ يُكبِرُ
من مَقامِ ” هِشامِ”هِ
ويُشيدُ بالفِكرِ النقِيِّ الأوحدِ

ويُجِلُّ بَينَ ذَويهِ
شَأنَ ” زُرارةٍ ”
لَمّا تفرَّدَ بالبيانِ المُفردِ

ويَلِفُّ شِيعتَهُ
بأسبغِ رأفةٍ
فَتراهُ يَلطُفُ باللسانِ وبِاليَدِ

يَمضي
كأنّ خُطاهُ تلتحِفُ الدُجَى
ولَرُبَّ ذو إحَنٍ يَكونُ بِمرصَدِ

كأبيهِ
بين المُعدَمينَ.. وَجَدِّهِ
والمجدُ يُورَثُ سَيّدًا عن سيّدِ

لَهفي عليهِ
وما أصابَ من الأذَى
من حِقدِ حُسّادٍ وقَسوةِ مُعتَدي

كَم باغتُوهُ
وكَم عليهِ تَسلّقوا
دارَ النبوّةِ في أشدِّ تَمرُّدِ

والنارُ
يا لَلنارِ.. أهيَ وراثةِ ؟
حتّى يعيشَ حِماهُ أيَّ تَوقُّدِ

أفدي الإمامَ
يُساقُ دُونَ هوادةٍ
وهوَ المُبرَّزُ من هُداةِ مُحمّدِ

ويَموتُ مَسمومًا
بِغدرةِ غادرٍ
عُجِنتُ مَرارتُها بِحقدٍ أسوَدِ

وإلى جِوار أبيهِ
يُحمَلُ نَعشُهُ
حتى يُوَسَّدَ في بَقيعَِ الغرقَدِ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى