مقالات

التصدق بالخاتم والولاية الشرعية

وقفة الوفاء

شتان بين مدح الله ومدح سائر الناس ..

فمدْحُ الله لبعض عباده حقيقةٌ لا تتغير ولا تتبدل

لأنه منزه عن الخطأ والخطل فقد مدح الله أنبياءه ورسله والمعصومين ( صلوات الله عليهم جميعا )

فقد علم سبحانه وتعالى حقيقة نفوسهم وتوجهاتهم الايمانية

وثباتهم على الحق وعلم صبرهم وتحملهم وجهادهم وتضحياتهم

فهم كالجبال الرواسي لا يتزحزحون قيد أنملة عن الحق ولا تخطفهم مغريات الحياة..

وقد تحملوا في سبيل الدين أنواعا من المحن والمصائب

وقدموا أنفسهم قرابين لله في سبيل نشر الرسالات السماوية وتوضيح الحقائق الشرعية .

ولذا جعلهم الله خلفاءه في أرضه ورواداً لعباده .. وما بعد مدح الله مادح ..

أما مدح الناس لبعضهم البعض فقلما يكون متوازنا

وكما قال الشاعر :-  ( فعين الرضا عن كل سخط كليلة …. كما أن عين السخط تبدي المساويا )..

فالأعم الأغلب منا تسوقهم المصالح الآنية

وتقربهم العواطف والحاجات الدنيوية ..

فقد ترى شخصا يثني على شخص ويبالغ في مدحه والاعجاب به
وفي وقت آخر تراه يذمه

والسبب هو عدم استقرار النفس وضعف المناعة الايمانية فيها ، فهي تتأرجح بين السلب والايجاب

.. ونحن في هذه المناسبة السعيدة وهي مناسبة التصدق بالخاتم

.. فقد سطر القرآن الكريم وثيقة قرآنية حقيقية لا تتغير ولا تتبدل

وهي قوله تعالى 🙁 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ).. 55) المائدة .

فهذا المدح الإلهي لأمير المؤمنين ( صلوات الله عليه وآله) لم يأت اعتباطا وعشوائيا بل هو صادر ممن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء

.. إنها آية قرآنية عظيمة ويؤكد فيها القرآن الكريم ولاية إمامنا وسيدنا الامام أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه وآله )

،،فلقد تصدق بخاتمه وهو راكع متوجه إلى الله وقد انتقل بتصدقه من عبادة الصلاة إلى عبادة الصدقة فلم يكن هناك فراغ صارف في البين

فأنزل الله فيه آية الولاية يؤكد فيها سبحانه وتعالى ولايته للأمة الاسلامية

وأنه الوصي الشرعي للرسول محمد ( صلوات الله عليه وآله ).

ومواقف أمير المؤمنين علي( صلوات الله عليه وآله) وتضحياته وجهاده ونضاله وعلومه وثباته وإخلاصه ومناقبه وفضائله

كلها كالشمس الساطعة ظاهرة للعيان ، لا تنكرها إلا النفوس المريضة التي تلوثت بميكروبات النفاق

وكما روى مسلم في صحيحه قول أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه وآله )  ( والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ( صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ )إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ)  من قوقل .
َ
ولقد تصدق غيره بعدها بعشرات الخواتم كما ذكر ولكن الله لم يعِرهم أيَّ اهتمام
لأنه سبحانه وتعالى لا يُخدع عن جنته فهو المطلع على النيات

ولا ينخدع بالمظاهر المغشوشة والأفعال المهزوزة ،

فليبق أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه وآله ) وذكراه مدرسة تستقي منها الأجيال الاخلاص لله ولرسوله ولأئمة المسلمين

فهو علي في كل حركاته وسكناته.. وهو علي في كل مواقفه وجهاده.. وهو علي في كل عطائه وتضحياته .

. اللهم ثبتنا على ولايته في الدنيا والكون معه في الآخرة …

🌺 وكل عام وأنتم بخير 🌺

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى