مقالات

جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

خُشوعْ في مِحرابِ الفِراق

حينَ تَقسُو علَى الأبِيِّ
الحَياةُ
وعلَى خَطوِهِ تَضيقُ الجِهاتُ

وَيَلُفُّ العِدَى علَيهِ
خُطُوبًا
وتَفورُ الهُمومُ والكُرُباتُ

ويَشُدُّ الخِناقَ
جَورُ ” دَعِيٍّ ”
هُتِكَتْ منْ جُحُودِ الحُرُماتُ

يَستَحِلُّ الدَمَ الحَرامَ
ويَطغَى
ويَداهُ النكالُ و الفتَكاتُ

هَكذا واجَهَ الحُسينُ
خُطُوبًا
وعلى قَتلهِ استشاطَ العُتاةُ

عن حِمَى جَدِّهِ
يُداذُ فَينْأَى
وسُراهُ القِفارُ والفلَواتُ

لَستُ أنساهُ
يَومَ راحَ حزينًا
وجَواهُ الأنينُ والزفراتُ

وبقبرِ النبيِّ لاْذَ
وأغفى
بعد أن أجرتِ الدمُوعَ شَكاةُ

وهناكَ التَقَى الحَبيبانِ
في الطَيفِ
وضَجَّتْ بِشَجوِها الَعبَراتُ

ومَضَى يَحضِنُ البَتولَ
وَداعًا
وعلى القبرِ ماجَتِ الحسَراتُ

وبقبرِ ” الزَكِيِّ ”
وهْوَ إمامٌ
مزّقتْ قلبَهُ النَقِيَّ العتاةُ

خَرَّ يَشكُو إليهِ
جَورَ الليالي
كيفَ غَجّتْ بِوجْهِهِ الظُلُماتُ

ومَضَى يَطلِبُ الطريقَ
مُجِدًّا
فاستدارتْ بِظعنِهِ الصَرَخاتُ

يَقدِمُ الرَكبَ
والهَوادِجُ تَترَى
وسَناها الصِغارُ والخَفِراتُ

تَترامَى على مَداها
الدَياجي
وتُدَوّي بِوجهِها اللفَحاتُ

وبأكنافِها
لُيُوثُ عليٍّ
أبرَزَتهُمْ عَزيمةٌ وثَباتُ

هَكذا
هاجَرَ الحُسَينُ .. غَريبًا
بعدَ أن أرهَقَ الرُبوعَ جُفاةُ

وا حُسيناهُ
وا غَريبَ دِيارٍ
أرهقتْهُ الجِهاتُ والطُرُقاتُ

كانَ يَدري
بِيومِ طَفِّ المَنايا
حينَ يبكي على الدِماءِ فُراتُ
————‐—————-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى