مقالات

السلام عليك يا هادي الأمم

وقفة الوفاء

أعظم الله لكم الأجر أيها الموالون بمناسبة ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام الحسن العسكري ( صلوات الله عليه وآله )

ومع كونه في ريعان شبابه( عليه السلام )

ولكنه الإمام الهادي والولي المرشد والوصي المبلغ

الذي جعله الله إماما للأمة ترجع إليه في أمور دينها وديانها ولقد قام بدوره خير قيام ..

إلا أنه ابتلي بطواغيت زمانه من العباسيين

فناله ما ناله من الاقامة الجبرية في بيته والسجن والإقصاء والإهانات

ولكنه الجبل الشامخ الذي لا تزلزله العواصف ولا تطيح به القواصف

فجابه تلك المحن والمصائب بعزم وثبات

وكان له دوره الكبير في حفظ الاسلام وبقائه

وفي حفظ المسلمين من الوقوع في فخاخ التنصر

بسبب تلك الواقعة التي ذكرها المؤرخون والتي قام بها ذلك القس لاستمطار السماء

وقد رفع بين أصابعه عظم نبي من الأنبياء

فأفشل الامام خطته وخِدعته بعد أن سحب الامامُ العسكري البساط من تحت قدميه

بأخذه ذلك العظم وتفرق السحاب فصار موقفه ( صلوات الله عليه وآله )

سببا في انتصار الاسلام وحفظ المسلمين من التحول إلى دين النصرانية .

وهذا موقف واحد من مواقفه العظيمة والشريفة والرفيعة

والدالة على مكانته العظيمة ومنزلته العالية وقربه من الله سبحانه وتعالى .

. ولكن العباسيين كانوا يرون في وجوده خطرا يهدد مصالحهم وملكهم

فكانت قلوبهم تغلي عليه حقدا وحنقا وحسدا وعداوة

فهم في قرارة نفوسهم يرون الشخصية الاسلامية العظيمة
التي تمثل الاسلام والمسلمين

وكما قال تعالى:  ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل .

ويرون أنفسهم يعيشون الجهل المطبق بالعقيدة والشريعة

ولايملكون في ظاهرهم إلا لغة القوة لكبح جماح ذلك الطود الشامخ وذلك النور الساطع

فتحترق نفوسهم غيضا وحقدا ولم يمهلوه بل عملوا على قتله بالسم ليلحق بآبائه شهيدا مظلوما ..

فلنقتد به في الثبات على الحق والدفاع عنه وعدم التنازل عن ديننا ومبادئنا وقيمنا

وألا نكون عونا للظالمين في تشويه سمعة الاسلام العزيز

وأن نكون يقضين فلا تسحرنا تلك العبارات البراقة الخداعة

والتي يروج لها الغربيون لاجتذاب الشباب المسلم والشابات المسلمات
وهي عناوين مسمومة وظالمة

ومن المؤسف أن ترى البعض ممن ينتسب للمسلمين وهو يتهاوى في محرقة الدعاية الغربية

تاركا دينه القويم وعقيدته الاسلامية الحقة ومبادئه السماوية العالية
.. كل ذلك بسبب حب الدنيا ..

فلتبق يا مولاي منارة هدى وعلما خفاقا ونورا تُخرق به الظلم على ممر العصور والأعوام

فمواقفكم خالدة وعلومكم ساطعة .. وسيرتكم المباركة مدرسة ، وتضحياتكم شاهدة .

. وإن الذين حاربوك وحاربوا آباءك ذهبوا في مزبلة التاريخ

وصفحاتهم سوداء مظلمة ومواقفهم من رجالات الاسلام مؤسفة ومحزنة

وسيلقون جزاء غدرهم ومكرهم الفضيحة والعار

( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )

ومما روي عنه ( عليه السلام )أنه قال:-( خصلتان ليس فوقهما شئ الايمان بالله ونفع الاخوان )..(2)

المصدر ( ألف حديث في المؤمن – الشيخ هادي النجفي – الصفحة ٣٢٥).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى