مقالات

زواج النوريْن

وقفة الوفاء

نبارك لكم أيها الأعزاء ذكرى زواج النورين ( الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء) صلوات الله عليهما ..

لقد تطلعت نفوس بعض الصحابة بمصاهرة رسول الله ( صلوات الله عليه وآله )
وذلك بطلب الزواج من كريمته فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

وعرضوا العروض المغرية علَّهم يحظوْن بهذه الدرة الثمينة

وكانت نظرتهم مادية بحتة ونسوا أو تناسوا أن المهر المغري والأموال الكثيرة المولعين بها

والتي تجعل الانسان غالبا يعيش نشوة الغرور والعجب والتسلط والفوقية

هي داء البشر المستحكم والذي جعلهم يغرقون في حب الدنيا وملذاتها ونعيمها

وتجعل لهم مقامات عالية عند بني جنسهم

وهذه نضرة باهية وورقة صفراء بالية في نظر سيد الخلق محمد ( صلوات الله عليه وآله )

فقد منحه الله الولاية التكوينية والتي بها يكون قادرا على جعل الأرض ذهبًا وفضة

فالأموال والمبالغة في المهور ليست مقياسا شرعيا في خيرية الزوجة وعدم خيريتها ..

وفي كفاءتها وعدم كفاءتها بل المقياس الشرعي هو الاستقامة على خط الاسلام العظيم والالتزام بنهج سيد المرسلين ..

فالنظرة الدونية المتعارفة عند عامة الناس هي لا شيء عند أفضل الخلق وأشرف الخلق ..

فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
( أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا ).

وقال الصدوق: وروي ( أن من بركة المرأة قلة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها ).. وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ٢٠ – الصفحة ١١٢..من قوقل .

فليس في البين من هو كفؤ لسيدة نساء العالمين غير أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه وآله )..

فهو الشخصية الاسلامية المرموقة الوحيدة في المدينة المنورة والتي اختارها الله لتكون زوجا للسيدة الأولى في العالم كله ..

وهكذا كانت الزوجية النورانية كما أرادها الله لا كما يريده الناس ..وتم عقد الزواج بمباركة من السماء .

وتم الزواج الميمون بين ( علي وفاطمة) في أول شهر ذي الحجة بعيدا كل البعد عن مراسيم الزواج المعهود عند المترفين

والذين يعيشون الأوهام والأحلام وكأنها في نظرهم حقائق ومقاييس على عظمة الزوجين

وعاش الزوجان العظيمان عيشة كريمة ملؤها المودة والمحبة والتراحم والتلاحم والانسجام والزهد والورع والتقوى والاحترام المتبادل والكفاف والعفاف .

وكان أفضل بيت وأشرف بيت يسوده الايمان والتقوى والبذل والعطاء والايثار

فخرجت منه تلك الذرية الطاهرة والسلالة الفاخرة سلاطين الدنيا والآخرة

.. فليكن هذا الزواج الميمون مثلا أعلى لكل زوجين مؤمنين

فلينهلا من هذا البيت العلوي الفاطمي مفاهيم الزوجية الاسلامية الصحيحة ومضامينه الراقية

ولتنعكس على كل زوجين مؤمنين بركات هذه الزوجية الفريدة في تلاحمها وتراحمها وبعدها عن الاسراف والتبذير ..

((  ففي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ۲۰۳ / ۲ : « عن علي( عليه السلام).. قال:-( قال لي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله) :

يا علي لقد عاتبتني رجال قريش في أمر فاطمة ، وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا وزوّجت عليّاً ؟!

فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوّجته بل الله تعالى منعكم وزوّجه !

فهبط عليَّ جبرئيل ..( عليه السلام) .. فقال : يا محمّد إنّ الله جلّ جلاله يقول : – ( لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض ، آدم فمن دونه ).. من قوقل .. .

أسأل اللهَ بحق هذين الزوجين العظيمين ( علي وفاطمة ).صلوات الله عليهما أن يوفق أبنائنا الأعزاء وبناتنا العزيزات للزواج

وأن يجعله زواجا ميمونا مباركا محفوفا باليمن والبركة والاحترام المتبادل ،

وأن يتوجوا زواجهم بزيارة رسول الله وفاطمة الزهراء وأئمة البقيع ( صلوات الله عليهم أجمعين )

وأن يغتنموا فرصة وجودهم عند مقاماتهم الشامخة وقبورهم المعظمة بالدعاء والتوسل بهم

بأن يرزقهم الله الذرية الصالحة في بدنها وعقيدتها و الموالية للعترة النبوية الطاهرة ..

قال تعالى 🙁 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )..( 21) الروم .
وكل عام وأنتم بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى