مقالات

حمزة البطولة والفداء

وقفة الوفاء

العظماء هم خالدون في ضمير الأمة الاسلامية على مر العصور والأعوام والشهداء هم المنارات الساطعة والمشرقة في سماء العزة والكرامة..
وأبطال الأمة الاسلامية رايات خفاقة لا تنكسر أبدا.. فليبق ذكرهم في صميم قلوبنا وأرواحنا وأفئدتنا.. ومهما قدمنا لهم من شكر وتقدير وثناء فلن نكون قادرين على الوفاء لهم تجاه تضحياتهم وجهادهم ومواقفهم وصلابتهم وصمودهم فهم الجبال الرواسي التي تحطمت على قممها هامات الطواغيت الذين أرادوا القضاء على الاسلام العظيم وعلى رأسهم طواغيت قريش الذين عاهدوا شياطينهم على محاربة الاسلام ونبي الاسلام والقضاء على الكوكبة المؤمنة الذين عاهدوا الله ورسوله على نصرة الدين الحنيف الذي جاء ليخلص الأمة من جحيم الكفر والشرك وما يتبعه من عادات وتقاليد جاهلية بعيدة كل البعد عن روح الانسانية..
وهانحن في هذا اليوم نعيش ذكرى حزينة على قلوب المؤمنين حيث يتذكرون فيها استشهاد أسد الله وأسد رسوله (حمزة بن عبد المطلب) صلوات الله عليه.. ويستعرضون فيها مواقفه وجهاده وتفانيه في الدفاع عن الرسول والرسالة فحياته الايمانية الجهادية مدرسة ينبغي على الأمة الاسلامية أن تستفيد كل الاستفادة من نهجه القويم وسيرته العطرة التي ختمها بالشهادة في معركة أحد حيث تجلت فيها مواقف المخلصين وانكشفت فيها انهزام الحاقدين..
فعلى مثل حمزة فلتبك البواكي.. فلم يشف غليلهم قتله فقط بل مثلوا بجسده الطاهر واعتبروا هذه الجريمة النكراء وفاء لقتلاهم يوم بدر، فقالت هند: (نحن جزيناكم بيوم بدر…. والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر…. ولا أخي وعمه وبكر
شفيت نفسي وقضيت نذر …. شفيت وحشي غليل صدر
فشكر وحشي على عمري ….حتى ترم أعظمي في قبري
أبي وعمي وشقيق بكر ….أخي الذي كان كضوء البدر
بهم كسرت يا علي ظهري)..
هذه لغتهم وهذه أفعالهم الشنيعة ولكن الله كسر شوكتهم وارتفع علم الاسلام خفاقا في كل أرجاء المعمورة
ببركة جهاد المخلصين مثل أمير المؤمنين وحمزة وجعفر بن أبي طالب والإمام الحسين (صلوات الله عليهم جميعا).. وغيرهم ممن ثبتوا على الحق قولا وعملا وعقيدة وأخلاقا.
عن عبد الرحمن بن بكير، عن أبي جعفر (صلوات الله عليه) قال: على قائمة العرش مكتوب: حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء…
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٢ – الصفحة ٢٨٠..
عظم الله أجوركم أيها الموالون في هذه الذكرى الأليمة ورحم اللهَ من يقرأ له ولشهداء أحد سورة الفاتحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى