مقالات

فاجِعةُ المِحراب ٣ .. عُروجٌ على بُراقِ الشَهادة

عَفَّرتَ رَأسَكَ في الدِماءِ سُجُودا
ومَضَيتَ تَعرُجُ يا عليُّ شَهِيدا
أفدِيكَ مُنعَفِرًا بِسَيفِ ضَلالةٍ
أشْجَى الوُجُودَ وأذهَلَ التَوحِيدا
وأراعَ قلبَ الدِينِ نََعيُكَ في السَما
والأرضُ تَلبسُ في عَزاكَ بُرُودا
( يا قالِعَ البابِ التي عن هَزِّها
عَجِزَتْ أَكُفُّ ) الأربعينِ صُمُودا
أمُجَدِّلَ الأبطالِ يومَ طَغَى الرَدَى
والسيفُ يَفتِكُ في الرِقابِ حَصِيدا
أولَستَ يا بنَ أبيكَ قاتِلَ مَرحَبٍ
لما استشاطَ غِوايةً وجُحُودا
ومُعَفِّرًا عَمْرُّا بِحَدِّكَ والوَغَى
(تُهدي إليكَ بوارِقٍا ورُعُودا)
مالي أراكَ وأنتَ تَعتَنِقُ الرَدَى
وتُريقُ رُوحَكَ يا عَليُّ صُعُودا
مُلقًى .. تُعالِجُ ما أصابَكَ صابِرًا
والبيتُ يَرتَقِبُ الليالي السُودا
وتُديرُ عَينَكَ في مَواجِعِ عِترةٍ
والدمعُ يُرسِلُ حُزنَها المَكمُودا
تُوصِي وأنتَ على فِراشِ مَنيَّةٍ
والضَعفُ يَقرأُ عَهدَكَ المَعهُودا
وعلى مَصائِبِهِمْ .. أقمتَ مَآتِما
فَنَدبتَ مَسمُومًا ونُحتَ شَهيدا
وغَدَوتَ تُنبِئُ عن فوادِحِ زَينَبٍ
حِتَّى تُكابِدَ في الشآَمِ يِزيدا
و رَداكَ في الأنفاسِ كانَ بِمَرصَدٍ
يَستَلُّ رّوحَكَ يا عليُّ وَئِيدا
فرَشحَتَ من عَرَقِ المَنيّةِ لُؤلُؤًا
قد كانَ في شَفَقِ السُمٌومِ نَضِيدا
وغَدَوتَ تُسلِمُ رُوحَ كُلِّ مُوحِّدٍ
لمّا ارتَحلْتَ الى الخُلودِ صُعُودا
فَنَعتكَ قبلَ الأرضِ ناعيَةُ السما
وبكَتكَ رُوحُ الأنبياءِ فَقِيدا
أفديكَ مَحمولًا يُشَيِّعُكَ الدُجى
حَتّى تُشَرِفَ قَبرَكَ المَوعُودَا
لِلهِ نَعشُكَ .. وهْو يُشبِهُ فاطِمًا
ويُعيدُ فَقدُكَ يَومَها المَشهُودا

شهادة أمير المؤمنين علي( ع)
ليلة ٢١ من شهر رمضان ١٤٤٤ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى