المَبعثُ الشريفُ: تَجَلِّي النُبُوّةِ الأَعظم

يَمَّمْتُ يَومَكَ يا أسمَى الوَرَى شَرَفا
أتلُوكَ لِلرُوحِ يا قُرآنَها صُحُفا
وجِئتُ أقرأُ منْ وَحيِ السَنا سٍوَرًا
آياتُها من قُطُوفِ المّنتَهَى وكَفَى
وعُدتُ أرفُلُ في ذِكراكَ وهْيَ رُؤًى
تَعني القداسةَ والإيمانَ والشَرَفا
مَلَأتُ شَوقَ سِلالي من مَضيفِ نَدًى
وكُنتُ أقطِفُ من أَلوانِهِ التُحَفا
وأنتَ تَغمُرُ أنفاسِي وأورِدَتِي
وكُلَّما لُحتَ في نَبضي احْتَفَى وهَفا
وفي مَعاليكَ صُغْتُ الحُبَّ قافِيةً
أبياتُها وهْيَ تُتْلَى بَلسَمٌ وشِفا
وأنتَ وَحيُ القَوافي يابنَ آمِنةٍ
وكيفَ يَنضُبُ نَبضٌ حُبَّكَ ارتَشَفا

يا مَشرِقَ النُورِ .. ما أبهاكَ يا ألَقًا
وأنتَ أعظمُ منْ بالحُسنِ قد وُصِفا
وأنتَ أشرَفُ مَمدوحٍ بِذي خُلُقٍ
ومن سَناكَ تَسامَى اللُّطفٌ وائتَلَفا
تُطِلُّ ذِكراكَ مَبعُوثًا ومُنتَجَبًا
وقد تَبلَّجَ صُبحُ الحَقِّ وانكَشَفا
وأنتَ في الغارِ مَغمورٌ بِأشرعةٍ
منَ الضياءِ تَعيشُ الوَحيَ مُعتَكِفا
وكُنتَ والمُرتَضَى نُورَينِ في حَرمٍ
منَ الجَلالِ بِغَيرِ القُدسِ ما اتّصَفا
والناسُ في ظُلُماتِ الجَهلِ غارِقَةٌ
والعَقلُ قد ضَلَّ في مَسراهُ فانحَرفا
حتّى طَلَعتَ علَى الدُنيا مَنارَ هُدًى
فكانَ يَومُكَ مِعراجًا ومُنعَطَفا
تَهدِي إلى الرُشدِ أرواحًا وأفئدَةً
وأنتَ تَقرأُ منْ هَدْيِ السَما صُحُفا
وعُدتَ تّخرِجُ هذا العقْلَ من ظُلَمٍ
وإنّما كانَ في أَوحالِها .. فَطَفا
وفي يَدَيكَ حَملتَ الشمسَ مَعرفةً
فَكُنتَ تُسرِجُ بالآياتِ مَن عَرَفا
ومُذ صَدعتَ تفَرّى الليلُ مُندَحِرًا
وعادَ نَهجُ بَني الأوثانِ مُختَطَفا
وكانَ عَمُّكَ حامِي الدِينِ مُنتَفِضًا
يَرُدُّ عنكَ أزيزَ الشِركِ إن عَصَفا
وبعدَهُ كانَ داحي البابِ صاعِقةً
منَ السَماءِ تدَوّي رَهبةً .. وكَفى
ومن خَديجةَ سالَ الجُودُ أَودِيةً
غداةَ طَلَّقتِ الأموالَ والتَرَفا

يا رَحمةَ اللهِ يا أوفَى الوُجودِ عُلًا
يا قابَ قَوسَينَ من مَولاهُ مُزدَلَفا
ها نَحنُ نَحياكَ في أرواحِنا سُبَحًا
مِنَ الضِياءِ وقد شفَّ الهَوى وصَفا
وأنتَ دَوحةُ ظِلِّ العَرشِ وارفَةً
فَكيفَ نَبغي عنِ الأفياءِ مٌنصَرَفا
مَولايَ هَبنا ثَباتًا .. يابنَ آمنةٍ
واكتُبْ لِأقدامِنا في النُورِ أن تَقِفا
🪷🪷🪷🌷🌷🪷🪷🪷
حسين بن ملّا حسن آل جامع
ذكرى المبعث النبوي الشريف
٢٧رجب ١٤٤٤ هـ