حديث الجمعة

حديث الجمعة : «السبيل إلى الإنجاز» يوم الجمعة ٦ جمادى الثاني ١٤٤٤ هـ

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «السبيل إلى الإنجاز» يوم الجمعة ٦ جمادى الثاني ١٤٤٤ هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، اللهم اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله.

«السبيل إلى الإنجاز» عنوانُ حديثنا الذي أرجو أن يكون مفيداً ومختصراً.

يقول الله -عز وجل-  في الكتاب الكريم: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)} [سورة النساء].

هذه المجموعة من الآيات تشير إلى عددٍ من المبادئ سأتناول منها بالاستفادة من روايةٍ عن إمامنا الصادق -عليه أفضل الصلاة والسلام- ما يرتبط بالعنوان الذي اخترناه لهذه الخطبة.

ماذا نعني بالإنجاز؟ الإنجاز هو أن تؤدي عملك بما يحقّق لك هدفك الخاص والعام، وبالتالي ليس فينا أحدٌ إلا وهو مرتبطٌ بهذا المفهوم في تفاصيل حياته، منذ أن يستيقظ إلى أن ينام في ليله عند المبيت. نحن دائماً نسعى إلى أن ننجز، ننجز شيئاً مهماً من المهام فيما يتعلق بالأمور الصغيرة أو الأمور الكبيرة. تريد أن تعدّ الإفطار، تحتاج إلى أن تنجز هذا الإفطار وبالتالي لا بد أن ترسم ما الذي تريد أن تأكله؟ كيف تعد هذا الأكل؟ ما هي الأدوات التي تحتاجها في إعداد هذا الأكل والإفطار؟ ثم تباشر الأكل إذا أنجزت إعدادك للإفطار بشكل جيد؛ فإذاً هناك إنجاز الأعداد وهناك إنجاز الأكل والتناول، وقس على هذا جميع تفاصيل حياتك.

الذين يتصورون أن الأمور والحياة يمكن أن تُدار بالكسل أو بالصدفة واهمون. الحياة لا تُدار لا بالكسل؛ فإن الكسول لا ينجز والصدف لا يعول عليها في إنجاز الأعمال. نعم، قد تتحقق بعض الأشياء التي نطلبها من حيث لا نحتسب، لكن هذا لا يعني أنها أنجزت بطريقة الصدفة. هناك أسباب خفيت علينا، هذا السبب الذي خفي علينا ففاجأنا هذا الأمر بأنه حصل نحن نطلق عليه بأنه حصل لي هذا الأمر صدفةً. ليس هناك شيء يحدث بالصدفة، الله -سبحانه وتعالى-  بنى هذا الكون كله على قانون الأسباب والمسببات. أسباب ونتائج لذلك كلما كان الإنسان أقدر على فهم الأسباب كان أيسر له أن يحقق النتائج استطاع أن يربط بين السبب والنتيجة. لكي ينتقل الإنسان من السبب إلى النتيجة يحتاج إلى مجموعة من الأدوات، هذه الأدوات إذا لم يوفرها الإنسان لا ينجح. لذلك المتعلم في أي حقل من حقول علمي والعمل يكون عادة أقدر على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف المرجوة منه أو من غيره. ومن ثمَ نجد أن المؤسسات الناجحة والجهات الناجحة لا توظف أي شخص؛ وإنما يسألون فيما يُعرف بالسيرة الذاتية حتى يتعرفوا على إمكاناته، هل يعول عليه؟ يعني يمكن التعويل عليه في إنجاز المهام التي يراد إيكالها إليه أو ليس هذا هو الشخص المناسب لذلك يقولون “الرجل المناسب في المكان المناسب”.

الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، طبعا هذا البحث إذاً من جهة أن الإنسان يستثمر حياته في الخبر ورد أنّ “الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما”. يعني الله -سبحانه وتعالى- خلق للحياة دورة هذه الدورة التي نسميها ليل ونهار يتعاقبان، الليل له مهمة، النهار له مهمة، وهما يؤديان ما أوكل الله -عز وجل-  إليهما من مهام. تفاعل معهما الخلق آخرون الناس بما فيهم نحن أو لم يتفاعل الليل يمشي والنهار يمشي. إذا كان يؤديان مهمتهما ومن مهامهما أن تكون صبياً ثم تكون شاباً، ثم تكون كهلاً، ثم تكون، شيخاً ثم يختار الله -عز وجل- أمانته.

هذا الإنسان الذي لا يراقب أن الليل والنهار يعملان فيه أن يحولانه من هذا الطور إلى الطور الذي يليه إلى الطور الثالث إلى الرابع إلى الفناء هذا مشتبه، هذا تفوته الحياة لا يستثمر حياته.

الأهمية الثانية: الرضا عن النفس

الإنسان إذا أنجز شيئاً حتى لو كان صغيراً يبتهج ويرتاح والإنسان بطبيعته لا يحب أسباب الحزن والقلق والاضطراب والفشل وإنما يحب أن ينجح في الحياة. كيف ينجح؟ له أسبابه ولذلك الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم يقول {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر]. يحذرنا، يخاطبنا بما فطرنا الله -عز وجل- عليه، لسنا نحب الخسارة لا المادية ولا المعنوية. ومن ناحية أخرى يشجعنا يخاطبنا بلغة الفوز، {مَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران – 185]، في آية أخرى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون – 1]، يعني من يفلح هذا يخاطبه الله -عز وجل- بما يحبه بما ينشده وكذلك الفوز، للفلاح أسباب، للفوز أسباب، وكذلك للخسارة أسباب.

الأهمية الثالثة: أن الإنسان يبلغ السعادة

السعادة هي تلك البهجة النفسية التي تقترن بإنجاز الهدف النهائي. بعض الناس يظن أن السعادة المرجوة هي ما نحصل عليه في الدنيا، هذا جيد وهذا مطلوب. لكن الله -عز وجل- بيّن للناس أن هناك سعادة أعلى وأعلى وأعلى {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ} [النحل – 60] ما هي هذه السعادة؟ أن يكون الإنسان من أهل الجنة {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر 29 – 30]. هذا خير أفضل بكثير من السعادة التي يرجوها الناس هنا، مثل ما لو أن الإنسان ينشد شيئاً ثم إذا انتهى موسم هذا الشيء كل مشاعره تبدّدت. تلك البهجة والفرح والسرور في تلك الفترة بمجرّد ما تنقضي أيام معينة انتهى لا عائد لها ولا فائدة منها.

الإمام الصادق -عليه أفضل الصلاة والسلام- يعطينا العناصر التي نحتاجها من أجل الإنجاز يعني سبيلك إلى الإنجاز هو هذا. طبعاً التطبيق الأهم باعتبار أن الإمام الصادق -عليه أفضل الصلاة والسلام- يهتم في الدرجة الأولى بنيل رضا الله ورضوانه في الآخرة الذي لا بد أن نستثمر الدنيا من أجله. لكن هذا المعنى يمكن أن يطبقه من يرغبون أن يعيشوا في حياة الدنيا بشكل سعيد. لكن هدف الإمام ذاك الأول.

قال: «ما كلّ مَنْ نَوَى شيئًا قَدَرَ عليه، ولا كلّ مَنْ قدَرَ على شيءٍ وُفِّقَ له، ولا كلّ مَنْ وُفِّقَ أصاب له موضعًا، فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والإصابة فهناك تمت السّعادة». طبعاً، الآيات الكريمة التي صدّرنا بها الحديث استبطنت هذه المعاني، لكن الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام وضع لها جدولاً وترتيباً. لاحظوا الآية ماذا تقول؟ “ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب” الخطاب للمؤمنين يعني أيها المؤمن لا تتصور أن المسألة مسألة أماني ولا أنتم يا أهل الكتاب تظنون أن ما عند الله -عز وجل- يرجى تحقيقه وإنجازه بمجرد أن تنوي حتى يفهم خطأ إنما الأعمال بالنيات يفهم خطأ. لا! العفة ليست بالنية فقط، الإيمان ليس بالنية فقط، الإنجاز الاقتصادي ليس بالنية فقط. ألا تقال أحلام اليقظة؟ الأماني والأحلام والتمنيات أمر سهل لكن ليس الأمر بالتمني فقط الإمام -عليه السلام- يبين هذا والآية أشارت إليه.

يقول: «ما كل من نوى شيء قدر عليه» النية عنصر مهم من عناصر الإنجاز. تلازم النية القدرة لا تنوي لكنك لا تقدر. تنوي أن تفعل هذا الشيء يعني تتمناه لكن مجرد التمني بل العزم عليه يعني تجاوز حالة التمني والرجاء إلى العزم لا يكفي للإنسان أن يعزم. بل لا بد أن يتوفر على القدرة. والقدرة لها أسباب، الأشياء المادية والأشياء المعنوية لكل منها أسبابه، وهنا نحتاج إلى العلم. بعض الأشياء لا يمكن أن ننويها. يعني مثلا هل يستطيع الإنسان أن يتمنى أو ينوي أن يكون نبيًّا؟ لا! النبوة خُتمت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو كنا قبل زمن النبي صلى الله عليه وآله  ليس أن يتمنى الإنسان أن يكون نبياً حتى يصبح أن يكون نبيا! الله أعلم حيث يجعل رسالته، لذلك قطع الله -عز وجل- دابر الحسد من نفوس المؤمنين. المؤمن عليه أن يتمنى الأمنية الحسنة الطيبة ثم يكل الأمر إلى الله -سبحانه وتعالى- لكن يحتاج أن ينوي يعني العمل إذا كان عملا مباحاً، عملا صحيحاً، عملاً صائباً، عملاً مطلوباً، هذا عرفنا أن هذا عمل جيد. لكن مجرد أن يوسم ويوصف هذا العمل بأنه جيداً يحقق وينجز؟ الجواب كلا، تحتاج إلى نية. هذه هي الخطوة الأولى.

 لخطوة الثانية: القدرة

والقدرة لكل شيء له قدرته. الكبير في السن قد ينوي أن يسير خمسين كيلو لكن إذا كبرت سنه لا يستطيع أن يصير خمسين كيلو! قدراته البدنية الجسدية لا تساعده -إلا ما شاء الله- على أن يطوي هذه المسافة إلا بشكل متقطع بشكل ممتاز، لا يستطيع. لذلك الرياضي في سن معينة يفرض عليهم. يعني يفرض هو نفسه على نفسه وقدراته تفرض عليه أن يعتزل بكرامة؛ لأنه يتألق في سن معينة، قدراته تعينه، لكن بعد تلك الفترة يصل إلى درجة العجز لا يستطيع أن يجاري غيره فلا بد أن يعتزل. فإذاً، الإمام -عليه السلام- يقول: «ما كلّ مَنْ نَوَى شيئًا قَدَرَ عليه، ولا كلّ مَنْ قدَرَ على شيءٍ وُفِّقَ له».

العنصر الثالث: التوفيق

التوفيق بمعنى أن المتحكم النهائي على نظام الأسباب والمسببات هو الله -سبحانه وتعالى- بمعنى أن ما ندركه نحن من الأسباب والمسببات هذا ما يظهر لنا. لكن ما في الغيب قد يعلم الله -عز وجل- أن ثمة أسباباً أخرى تنوي فعل شيئاً فيفاجئك حصول شيء آخر. والسبب أنك ظننت أن هذا السبب سينتهي بك إلى هذه النتيجة لكن إذا كان هناك أسباب أخرى غير مرئية لك، غير معلومة لك، قد تكون سبيتها في إنتاج هذا العمل أكثر من السبب الذي قدرته أنت، ذاك السبب يتغلب عليه. لذلك مطلوب من المؤمن بعد أن يقوم بكل ما يجب أن يقوم به أن يكل أمره إلى الله، يفوض أمره إلى الله، لأنه لا يعلم أن هذا الذي نواه هل هو الصحيح؟ هل هو الصواب أو لا؟ هل إن هذه النتيجة تتحقق وفقاً للمعادلة التي تبينت لي أو لا؟ الله -سبحانه وتعالى-  هو الذي يعلم وهو المتمكن وهو القادر.

فإذاً: «ولا كلّ مَنْ قدَرَ على شيءٍ وُفِّقَ له». لاحظوا من ضمن الفضائل الأخلاقية المهمة حالة الرضا والتسليم. المرحلة الأولى صبر وهناك تسليم، وهناك رضا وتفويض.هذه أرقى يعني قد تعاكسك الأمور تقول: والله القدر لم يساعدني! نعم، القدر لم يساعدك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- هو صاحب القدر وقد يتأخر عليك شيء أنت تظن أنه في مصلحتك لكن الله -عز وجل- أعلم بمصلحتك. لذلك أحد الإشكالات على قوله -عز وجل-  التي تثار لماذا يقول الله -عز وجل- {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر – 60]. وقد وصف نفسه -عز وجل-  وهو الصادق بقوله إنه لا يخلف الميعاد. كيف يقول ادعوني استجب لكم ثم ندعو فلا يستجاب لنا!؟ أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام يبين هذا الوجه قد نستعرض الله ونستعرضه في مرحلة في مرحلة أخرى. يقول من ضمن ما أجاب أن الله -عز وجل- إذا دعوته وقد توفرت على أسباب الإجابة كاملةً يجب عليك أن تصدق الله -عز وجل- في وعده. لكن لا تحدد أنت كيف ينجز الله -عز وجل- وعده؟ عمران أبو مريم وزوجه سألا من الله -عز وجل- الولد وقد أجاب الله -عز وجل- لهما هذا الدعاء وأنجز لهما هذا المعنى لكن عبر واسطة وهي مريم عليها أفضل الصلاة والسلام. هل من حقهما أن يقولا نحن سألنا الولد الذكر فرُزقنا الأنثى؟ نعم، في الروايات ورد أن الأمر قد يتحقق لك أو في ذريتك أو بعد جيل وجيلين وثلاثة أجيال، لكن ثق أن الله -عز وجل-  استجاب لك بما هو في مصلحتك ليس بالضرورة ما ترجوه هو الذي هو في مصلحتك، وللحديث إن شاء الله في محله.

قال: «ولا كلّ مَنْ وُفِّقَ أصاب له» يعني يمكن للإنسان أن ينوي ويقدر ويعمل حتى أسباب التوفيق توفرت له لكن لم يصبه ولم تقع النتيجة كما نرجو، هل لهذا سبب؟ نعم الإمام -عليه أفضل الصلاة والسلام- يقول نعم. قد يوفقك الله -عز وجل- إلى إنجاز شيء لكن ليس هو الذي تريده وإنما الذي أراد الله -عز وجل-  لك. فالإصابة العمل يعني أن توفق إلى أن تقوم بعملك بشكل كامل لا يعني أن تتحقق النتائج التي ترجوها بشكل كامل. لأن الله -عز وجل-  أيضا له معادلاته وله حساباته، وبالتالي المؤمن لماذا يركز القرآن الكريم على أن { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر – 27 – 28]؟ لأن النفس المطمئنة تكل أمرها إلى الله يعمل، نحن أمة التكليف يعني يجب عليك أن تعمل ما أراده الله -عز وجل- منك، ثم النتائج قد تحصل أو لا تحصل، الله -سبحانه وتعالى- هو الذي أعلم. هذا لا يعفينا من أن نقوم بالنية الحسنة «إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ». نعم، يجب علينا أن نعزم على فعل الخير وأن ننوي فعل الخير وننوي ترك الشر ثم نباشر ما بقي من الأدوات النتائج النهائية، ما هي؟ توقيتها؟ كيفيتها؟ علمها عند الله -عز وجل-.

قال: «فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والإصابة فهنالك تمت السّعادة». نسأل: المؤمن لماذا يجب أن يطمئن؟ لأن المؤمن لم يرسم جميع مطالبه في عالم الدنيا. هو في الحقيقة جعل الدنيا محطة في حدود ما تعنيه له الدنيا. محطته الأصلية هي الآخرة لذلك لو تزاحمت الدنيا مع الآخرة يقدم أيهما؟ يقدم الأهم، يقدم المطلوب الأصلي لأن الدنيا وسيلة والآخرة هي الغاية النهائية؛ لذلك المؤمن سعيدٌ دائماً، سعيد دائماً يعني مكتوب له السعادة؛ لأن ما يريده كل ما يسقط من إنجازاته هنا هو موعود بما هو خير منه في الآخرة هذا لا يعني أيضاً أننا لا نعمل من أجل الدنيا «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا». هذه هي الطريقة التي يحددها الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا النص الشريف للإنجاز ولك أن تطبقه على جميع مناحي الحياة. ولو أن الإنسان كان همه التقوى ونرجو أن نكون وإياكم ممن همه التقوى يستطيع أن ينجز تقواه، هذا النحو الذي ذكره الإمام -صلوات الله وسلامه عليه-، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى