حديث الجمعة

خطبة العيد لسماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي

الخطبة الأولى

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ الذي لم يتخذْ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريكٌ في الملكِ، ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ وكبِّره تكبيراً.

الحمدُ للهِ بجميعِ محامدِهِ كلِّها على‏ جميعِ نعمِهِ كلِّها.

الحمدُ للهِ الذي لا مضادَّ له في ملكِهِ، ولا منازعَ له في أمرِهِ.

الحمدُ للهِ الذي لا شريكَ له في خلقِهِ، ولا شبيهَ‏ له في عظمتِهِ.

الحمدُ للهِ الفاشي في الخلقِ أمرُهُ وحمدُهُ، الظاهرِ بالكرمِ مجدُهُ، الباسطِ بالجودِ يدَهُ، الذي لا تنقصُ خزائنُهُ، ولا تزيدُهُ كثرةُ العطاءِ إلا جوداً وكرماً، إنه هو العزيزُ الوهابُ.

ونشهد أن لا إله إلا هو، وأن محمدا عبده ورسوله. من يطع اللَّه ورسوله فقد اهتدى، وفاز فوزا عظيما، ومن يعص اللَّه ورسوله فقد ضل ضلالا بعيداً وخَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً.

والصلاةُ والسلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ، الصادقِ الأمينِ، المنتجَبِ على الخلقِ أجمعين، المبعوثِ‏ رحمةً للعالمين‏، خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِ الأولين والآخِرين، المحمودِ الأحمدِ، المنصورِ المؤيَّدِ، أبي القاسمِ محمدٍ، وعلى آلِهِ الهداةِ الميامين، الطيبين الطاهرين، وأئمةِ الخلقِ إلى يومِ الدينِ.

﴿إِنَّ ‌اللَّهَ ‌وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

أوصيكم – عبادَ اللَّه ونفسي – بتقوى اللَّهِ، فإنها الحصنُ الحصينُ، والحبلُ المتينُ.

أيها المؤمنون والمؤمناتُ!

لقد ظللتنا – جميعاً – رحمةُ اللهِ، وجلَّلتنا خيراتُهُ، بشهرٍ قال فيه عزَّ وجلَّ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، وشرَّفَنا سبحانه بأن كلَّفنا بصيامِهِ؛ من أجل أن نكونَ من المتقين، فقال – عزَّ من قائلٍ – {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 183، 184]. وقد وعد المتقين، وهو الذي لا يُخلفُ الميعادَ بقولِهِ تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

فما أعظمَهُ من أجرٍ، وما أجلَّهُ من وعدٍ!

فنحمَدُ اللهَ تعالى على شرفِ الخطابِ، ونسألُهُ أن نكونَ وإياكم ممن استمع واستجابَ، وأن لا يحرمَنا وإياكم الثوابَ.

ولقد أنِسنا – وإياكم -، في أيامِ شهرِ رمضان ولياليه، بتلاوةِ القرآنِ الكريمِ، الذي هو خير ُكتابٍ، أنزله اللهُ لبيانِ ما يوجبُ الثوابَ، ويُبعدُ عن العقابِ، ووصفَهُ بأعظمِ الوصفِ، حيث قال {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2].

ومما جاء في وحيِ اللهِ المنزلِ، هذا؛ مما تلوناه، وطرَق مسامعَنا، ونتلوه في كلِّ يومٍ عدةَ مراتٍ، قولُهُ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ..}؛ وهم النبيون والشهداءُ والصديقون وحسُن أولئك رفيقاً، وليس صراطَ {.. الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ..}، وليس صراطَ {.. الضَّالِّيْنَ} [الفاتحة: 6، 7] الأشقياءِ.

فبيَّن الحقُّ سبحانه أن مما يجب أن يسعى إليه الناسُ – أفراداً، وجماعاتٍ – هو أن يهديَهم اللهُ، ولا هاديَ غيرُهُ، إلى هذا الصراطِ المستقيمِ، ولا مستقيمَ من الطرقِ إلا إياه.

وقد ضمِن لنا سبحانه؛ بما جاء في المحكمِ من كتابِهِ، أن {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].

لذلك – أيها المؤمنون والمؤمنات – لا بد في عيدِ فطرِنا هذا، الذي نسألُ اللهَ تعالى فيه الغفرانَ والرضوانَ، أن نستذكرَ – دائماً – ما تلوناه من القرآنِ في شهرِ رمضانَ، ونتلوه إن شاء اللهُ في قادمِ الأيامِ.

ومما تلوناه – في الأمرِ بعبادةِ اللهِ من أجلِ أن نتقيَهُ -: قولُهُ عزَّ وجلَّ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

ومنه – في الأمرِ بالتزودِ من التقوى، والاستزادةِ فيها -: قولُهُ سبحانه {.. وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب} [البقرة: 197].

ومنه – في حصرِ الدين للهِ، والتقوى فيهِ -: قولُهُ تعالى {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُون} [النحل: 52، 53].

فهنيئاً لِمن صام وقام، وجعلنا وإياكم ممن وعدهم اللهُ بقولِهِ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَة} [عبس: 38، 39].

وهنيئا لِمَن عزم على الثباتِ على طاعةِ الرحمنِ، كما قال {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 23، 24].

فأوصي نفسي، وإياكم، بعبادةِ اللهِ، وتقواه.

ونعوذ باللهِ تعالى أن نكون ممن توعدهم بقولِهِ {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَة} [عبس: 40].

ومن المنطقيِّ أن لا ينالَ هذا الهناءَ، ولا يحظى بوعودِ الصدقِ تلك، إلا مَن كان مصداقاً لقوله {ً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]، جعلنا اللهُ – وإياكم – منهم.

***

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

الخطبة الثانية

 

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمد للهِ الأولِ والآخِرِ، والظاهرِ والباطنِ، الذي بطَن فخبَر، وعلا فقهَر.

والصلاة والسلام على خيرِ البشرِ، سيدِنا محمدٍ وعلى آلِهِ خيرِ العِترِ.

﴿‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

أيها المؤمنون والمؤمنات!

لا ريب أن العيدَ موسمُ فرحٍ وابتهاجٍ!

ولكن علينا أن ندرك السرَّ وراء ذلك، فهو :

ابتهاجٌ – لا يوصف – بالعتقِ من النارِ، أولاً.

وهو ابتهاجٌ – لا حدودَ له – بالتوفيقِ إلى الصيام، ثانياً.

وابتهاجٌ بشكرِ اللهِ تعالى – حتى نعجزَ – ثالثاً على ما وفَّقَنا إليه من أسبابِ ذلك، ما بعُد منها، وما قرُب.

وهو ابتهاجٌ بصلةِ الأرحامِ، ولقاءِ الأحبةِ، رابعاً.

وعلينا – بمقتضى الإيمانِ والإسلامِ – أن لا نشوبَها، ونكدِّرَها، بما يُفوِّت علينا الكثيرَ مما جنيناه في شهرِ رمضانَ من وجوهِ الصلاحِ والفلاحِ؛ فنكونَ {.. كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ..} [النحل: 92].

ويجب أن نستذكر – في عيدِ الفطرِ خاصةً – أن تقوى الله عزَّ وجلَّ، وعبادتَهُ، لا تقفُ عند حدودِ الذاتِ والأنا، ولا تقتصرُ على العلاقةِ الخاصةِ باللهِ، بل إنها تمتدُّ إلى استشعارِ حاجاتِ المحتاجين، فالخلقُ عيالُ اللهِ، وأحبُّ الناسِ إليه أنفعُهُم لعيالِه، وفي هذا يقولُ سبحانه {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

فلا تنسوا زكاةَ فطرتِكم، واشتروا سلامةَ أنفسِكم بها، كما جاء في الأخبارِ الشريفةِ عن المعصومين (عليهم السلام).

فقد قال أبو عبدِ اللهِ الصادقُ (عليه السلام) – في ما روي عنه‏ -” إِنَّ مِنْ تَمَامِ الصَّوْمِ إِعْطَاءَ الزَّكَاةِ [يَعْنِي الْفِطْرَةَ] كَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ؛ لِأَنَّهُ مَنْ صَامَ وَلَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ فَلَا صَوْمَ لَهُ إِذَا تَرَكَهَا مُتَعَمِّداً، وَلَا صَلَاةَ لَهُ إِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَدَأَ بِهَا قَبْلَ الصَّوْمِ‏ فَقَالَ‏ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‏} [الفقيه، وعنه: وسائل الشيعة 9/318].

وقال تعالى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 33 – 35].

أعاد اللهُ علينا وعليكم شهرَهُ الكريمَ بأتمِّ صحةٍ وعافيةٍ، ونسألُهُ عزَّ وجلَّ أن يتقبلَهُ منا ومنك أجمعين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ. اللهم أعطِ محمداً الوسيلةَ والشرفَ والفضيلةَ والمنزلةَ الكريمةَ. اللهم اجعل محمداً وآلَ محمدٍ أعظمَ الخلائقِ كلِّهم شرفاً يومَ القيامةِ، وأقربَهم منك مقعداً، وأوجهَهم عندك يومَ القيامة جاهاً، وأفضلَهم عندك منزلةً ونصيباً. اللهم أعط محمداً أشرفَ المقامِ، وحباءَ السلامِ، وشفاعةَ الإسلامِ. اللهم وألحِقنا به غيرَ خزايا ولا ناكثين ولا نادمين ولا مبدلين إلهَ الحقِّ آمين.‏

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ، الذين توفيتهم على دينِك وملةِ رسولِك صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

اللهم تقبل حسناتِهم، وتجاوز عن سيئاتِهم، وأدخل عليهم الرحمةَ والمغفرةَ والرضوانَ، واغفر للأحياءِ من المؤمنين والمؤمنات، الذين وحدوك، وصدقوا رسولَك، وتمسكوا بدينِك، وعملوا بفرائضِك، واقتدوا بنبيِّك، وسنوا سنتَك، وأحلوا حلالَك، وحرَّموا حرامَك، وخافوا عقابَك، ورجَوا ثوابَك، ووالوا أولياءَك، وعادوا أعداءَك. اللهم اقبل حسناتِهم، وتجاوز عن سيئاتِهم، وأدخِلهم برحمتِك في عبادِك الصالحين، إلهَ الحقِّ آمين.

اللهم انصرَ المجاهدين في سبيلِك، وفكَّ الأسرى المظلومين، وفرِّج عن كلِّ مكروبٍ، واشفِ كلَّ مريضٍ، وعجِّل فرجَ مولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ، وأصلِح كلَّ فاسدٍ من أمورِ المسلمين، واجعلَ عواقبَ أمورِنا خيراً.

وصلى اللهُ على محمد وآلِهِ الطاهرين.

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.

***

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى