مقالات

مناهِلُ الظَمأ .. ليلةُالوحشة:الحَوراءُ في مَهبِّ الرزايا

أسدَلَ الليلُ
في الطُفوفِ ظَلامَهْ
يَتَمَلَّى عنِ ” الحُسينِ ” خِيامَهْ

يَقرَأُ الطَّفَّ ..
مُقفِرًا من حَياةٍ
بِعدَ أن أَحكمَ القِتالُ .. حِمامَهْ

فالضَحايا
وهُمْ أجَلُّ نُفُوسٍ
في هَوى السبطِ .. لم تزلْ مُستَهامة

” أدرَكُوا بالحّسَينِ ..
أَكبرَ عِيدٍ ”
يَومَ عاشُوا وُجُودَهُ .. ومَقامَهْ

فاستَماتُوا ..
عنِ ” الشَهيدِ ” .. دِفاعًا
ورَعَوا حَقَّهُ .. فَصانُوا ذِمامَهْ

أرخَصُوا في لِقَا ” الحّسَينِ ”
نُفوسًا
في مَيادينِ عزّةٍ .. وكَرامة

وتَهاوتْ
كَما الشُموسِ .. سِراعًا
أنفُسٌ في هَوى الرَدَى .. مُستهامة

كلّما
عانقَ التُرابَ .. شَهيدٌ
وجدَ الحُورَ والجِنانَ .. أمامَهْ

وعلى النَهرِ ..
فارسٌ علَوِيٌّ
يَعرفُ النَهرُ جُودَهُ .. وحُسامَهْ

وَ “حسَينٌ ”
على الصعيدِ .. صَريعٌ
طَحنَ القومُ في دِماهُ .. عِظامَه

وهُنا
يَملَأُ الفَضاءَ .. دُخانٌ
من خِيامٍ .. تلاهبَتْ مُستَضامة

وصِغارٌ
تحتَ الحَوافِرِ .. فَرّتْ
يومَ أنْ سَجّرَ العَدُوُّ .. ضَرامَهْ

ليسَ إلّا الدِماءُ
تَفترِشُ الأرضَ
على قَسوةِ القِتالِ .. عَلامة

وهُنا زَينَبٌ ..
وسَيلُ مَآسٍ ..
فَوقَ أوْجاعِها يَشُدُّ رُكامَهْ

هِيَ لَو لَم تَكنْ
منَ الصَبرِ .. أقوَى
أفلتَ الخَطبُ من يَدَيها زِمامَهْ

عاشَتْ الطَّفَّ وَحشةُ
واغتِرابًا
بعدَ أبرارِ عِترةٍ .. وإمامة

جَمعتْ .. أرجَعَتَ .. أغاثتْ
وعادتْ
تُلبِسُ ” الخِدرَ ” أمْنَهُ وسَلامَهْ

ثُمَّ لم تترُكِ العِبادةَ
وِردًا
بعد أن أحكمَ السكونُ لِثامَهْ

هِي كانتْ
كما أرادَ ” حُسينٌ ”
حينَ أوحَى لها ..عُهُودَ الإمامة !

ليلة وحشة زينب ١٤٤٣ هـ
حسين بن ملّا حسن آل جامع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى