حديث الجمعة

حديث الجمعة .. فلنحسِن استقبالَ شهرِ رمضانَ .. 26-8-1445هـ

فلنحسِن استقبالَ شهرِ رمضانَ

26/8/1445هـ

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ؛ وإن من التقوى أن نرفعَ ما رفعه اللهُ، ونضعَ ما وضعه اللهُ.

وإن مما رفعه اللهُ شهرَ رمضانَ، الذي نستقبلُهُ بعد أيامٍ قليلةٍ، وينبغي لنا أن نحسنَ استقبالَهُ.

فقد روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أفضلُ الشهورِ، وأن أيامَهُ أفضلُ الأيامِ، وساعاتِهِ أفضلُ الساعاتِ[1].

فهل يكفي لحسنِ استقبالِ هذا الشهرِ أن نعرفَ هذا الفضلَ العظيمَ له؟!

الجواب: إن هذا مهمٌّ، ولكن اللازمَ علينا أن نقفَ – مع ذلك – على أمورٍ أخرى!

فإن معرفةَ الفضلِ العظيمِ لهذا الشهرِ مهمةٌ، ولولا ذلك لَما قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قاله في بيانِ فضلِ شهرِ رمضانَ، ولولا ذلك لم يقل اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤) شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 184-185].

فقد بيَّن الحقُّ سبحانه – في هذا النصِّ الشريفِ – أن الناسَ لو كانوا يعلمون لعلموا أن امتثالَ أمرِهِ بالصيامِ خيرٌ لهم من عصيانِهِ بعدمِ الصيامِ، ثم بيَّن بعضَ خصائصِ شهرِ رمضانَ – وهو ظرفُ الصيامِ الواجبِ – بأنه الذي اختير من بين اثني عشرَ شهراً هي عدةُ الشهورِ عند اللهِ، ليكونَ ظرفَ إنزالِ القرآنِ، الذي هو هدى للناسِ وبيناتٌ من الهدى والفرقانِ، فلا بدَّ أن يكونَ ثمةَ سبباً أو أسباباً أو ارتباطاً وثيقاً بين شهرِ رمضانَ من جهةٍ، وبين نزولِ القرآنِ المشتملِ على تلكم الأوصافِ الجليلةِ من جهةٍ أخرى.

ولعل من تلكم الأسبابِ أن القرآنَ إنما يستفيد منه، ويستثمره، المتقون من الناسِ، كلٌّ حسب نصيبِهِ من التقوى؛ فإن اللهَ تعالى يقول عن القرآنِ ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]، ويقول عن الصيامِ المفروضِ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ‌لَعَلَّكُمْ ‌تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

فالرابطُ بين العنوانين هو التقوى، فشهرُ رمضانَ هو شهرُ التقوى، وهو – في الوقتِ نفسِهِ – ربيعُ القرآنِ، فمَن أحسن استثمارَ شهرَ رمضانَ، وأحسن تلاوةَ القرآنِ، كان من المتقين، ومن حملةِ القرآنِ، وصار مَن عرفاءِ أهلِ الجنةِ إن شاء اللهُ.

فالتقوى هي ثمرةُ شهرِ رمضانَ، وصيامِهِ، وهي الأرضيةُ التي تؤهل الإنسانَ ليكونَ من أهلِ القرآنِ، ومَن كان كذلك فقد حصَّن نفسَهُ من النارِ، وضمن لنفسِهِ الجنةِ.

ومما نقرأه في مواعظِ أميرِ المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن التقوى أنها “حقُّ اللهِ عليكم، والموجِبةُ على اللهِ حقَّكم، وأن تستعينوا عليها باللهِ، وتستعينوا بها على اللهِ، فإن التقوى في اليومِ الحرزُ والـجُــنةُ، وفي غدٍ الطريقُ إلى الجنةِ، مسلكُها واضحٌ، وسالكُها رابحٌ، ومستودعُها حافظٌ، لم تبرح عارضةً نفسَها على الأممِ الماضين والغابرين لحاجتِهم إليها غداً، إذا أعاد اللهُ ما أبدى، وأخذ ما أعطى، وسأل عما أسدى”[2].

وقال عن صومِ شهرِ رمضانَ أنه من أفضلِ ما توسل به المتوسلون إلى اللهِ، معلِّلاً ذلك بأنه جُنةٌ من العقابِ”[3].

فالتقوى في جوهرِها تعني أن يَطلبَ الإنسانُ لنفسِهِ الخيرَ، ويدفعَ عنها الضرَّ، وهذا يتوقف على معرفةِ سبلِ الخيرِ ليسلكَها، ومعرفةِ أدواتِ الخيرِ ليحصِّلَها، وعلى معرفةِ سبلِ الضرِّ ليتجنبَها، ومعرفةِ أداوتِ الضرِّ ليتوقاها.

فمَن أراد أن يحسنَ استقبالَ شهرِ رمضانَ، ويجعل ذلك مقدمةً لاستثمارِهِ، فإن عليه – أولاً – أن يعرفَ ما يلزم معرفتُهُ، ويحرصَ – ثانياً – على العملِ بما علِم.

وقد روي عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضلِ شهرِ رمضانَ، وأهميتِهِ، وبركاتِهِ، وخصائصِهِ، الشيءُ الكثيرُ.

فمما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال – في ما ينبغي أن يعرفَ ويعلمَ عن فضلِ الشهرِ -، قال :

“شهرُ رمضانَ شهرُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهو شهرٌ يُضاعف اللهُ فيه الحسناتِ، ويمحو فيه السيئاتِ. وهو شهرُ البركةِ، وهو شهرُ الإنابةِ، وهو شهرُ التوبةِ، وهو شهرُ المغفرةِ، وهو شهرُ العتقِ من النارِ والفوزِ بالجنةِ”[4].

وقال في ما يجب أو ينبغي أن يُعمَل، وما يجب أن يراعى ويُلحظَ، في شهرِ رمضانَ -:

“.. ألا فاجتنبوا فيه كلَّ حرامٍ، وأكثروا فيه من تلاوةِ القرآنِ، وسلوا فيه حوائجَكم، واشتغلوا فيه بذكرِ ربِّكم.

ولا يكونَنَّ‏ شهرُ رمضان‏ عندكم كغيرِهِ من الشهورِ؛ فإن له عند اللهِ حرمةً وفضلاً على سائرِ الشهورِ.

ولا يكونَنَّ شهرُ رمضانَ يومُ صومِكم كيومِ فطرِكم”[5].‏

وأما الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام) فقد قارب هذا الشهرَ – في دعائِه إذا دخل شهرُ رمضانَ – بذكرِ خمسِ سماتٍ له، تمثل كلُّ واحدةٍ منها سبيلاً من سبلِ الإحسانِ المؤديةِ إلى الرضوانِ:

وأولُ هذه السماتِ: أن شهرَ رمضان هو شهرُ الصيامِ

وذلك أن الواجبَ على المكلفين القادرين أن يصوموه كما فرضه اللهُ؛ باجتنابِ ما يُحظَر على الصائمِ فعلُهُ في نهارِهِ؛ من الأكلِ والشربِ وغيرِ ذلك.

فالصيامُ – وهو من أفضلِ العباداتِ – إذا كان مستحبّاً في غيرِ شهرِ رمضان، فإنه واجبٌ فيه، لذلك فإنه شهرُ الصيامِ.

وأما ثاني السماتِ، فهي أنه شهرُ الإسلامِ

وذلك أن مما بُني عليه الإسلامُ في تعاليمِهِ العباديةِ العمليةِ تخصيصُ شهرِ رمضانَ بالصيامِ فيه، حتى صار شعاراً جامعاً للأمةِ، ومميزاً لها عن غيرِها.

وأما ثالثُ السماتِ، فهي: أنه شهرُ الطَّهورِ

وذلك أن مما كُلِّف به المسلمون هو أن يتطهروا من الرذائلِ والقبائحِ القوليةِ والفعليةِ، ومن الواضحِ أن المؤمنين في شهرِ رمضانَ يَغلب عليهم السعيُ الجادُّ في تطهيرِ أنفسِهم من الملوِّثاتِ.

كما أن شهرَ رمضانَ اختصه اللهُ تعالى بسعةِ مغفرتِهِ فيه حتى إنه ليَغفرُ فيه أضعافَ ما يَغفر في غيرِهِ.

فقد ورد عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) أنه قال “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ غفر اللُه‏ لِمَن‏ شاء من‏ الخلقِ،‏ فإذا كانت الليلةُ التي تليها ضاعَفَهم، فإذا كانت الليلةُ التي تليها ضاعف كلَّ ما أعتَق حتى آخرِ ليلةٍ في شهرِ رمضانَ تضاعف مثلُ ما أعتق في كلِّ ليلةٍ”[6].

وأما رابعُ السماتِ، فهي: أنه شهرُ التَّمحيصِ

والتمحيصُ هو الابتلاءُ بداعي التنقيةِ. وهذا يعني أن هذا الشهرَ لا يخلو صيامُهُ وقيامُهُ – المطلوبان فيه، وجوباً في الأولِ، واستحباباً في الثاني – لا يخلو من جهدٍ وعناءٍ، لكن الثمرةَ الموعودَ بها الصائمون والقائمون هو أن اللهَ تعالى يثيبهم على قدرِ تمحيصِهِ إياهم، واجتيازِهم ذلك كلّاً بما يناسب نجاحَهُ وإتقانَهُ.

وأما خامسُ السماتِ، فهي: أن شهرَ رمضانُ هو شهرُ القيامِ

والقيامُ هو التعبدُ للهِ بالصلاةِ والدعاءِ والمناجاةِ بين يديِ اللهِ، وما أحوجَنا إلى نقومَ للهِ، وبين يديه لنحققَ العبوديةَ الصالحةَ في أنفسِنا وننتظمَ في عبادِ الرحمنِ الذين من أوصافِهم أنه ﴿.. يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ [الفرقان: 64].

وإن من الخسارةِ العظمى – أيها المؤمنون والمؤمناتُ  – أن يشتغلَ الإنسانُ في هذا الشهرِ – إلى جانبِ الصيامِ والفرائضِ – بغيرِ القيامِ للهِ تعالى، بل إن من المعيبِ على مَن دخل في ضيافةِ اللهِ أن يلهوَ عن اللهِ عزَّ وجلَّ بغيرِهِ.

فلنحسن استقبالَ هذا الشهرِ بأن نروضَ أنفسَنا على أن نغتنمَ فرصةَ شهرِ رمضانَ لتداركِ ما فات في غيرِهِ، ولنجعلَه بدايةَ جديدةً لحياةٍ طيبةٍ نحيا مع اللهِ، وفي رحابِهِ، وأن نكونَ من أهلِ طاعتِهِ في ما أمر، متجنبين معصيتَهُ في ما نهى.

فقد روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال – في حديثٍ – “مَن صام شهرَ رمضانَ، فحفظ فرجَهُ‏ ولسانَهُ، وكفَّ أذاه عن الناسِ، غفر اللهُ له ذنوبَهُ ما تقدم منها وما تأخر، وأعتقه من النارِ، وأحلَّه دارَ القرارِ، وقبل شفاعتَهُ في عددِ رملِ عالجٍ من مذنبي أهلِ التوحيدِ”[7].

وأخيراً، فإني أوصي نفسي – والمؤمنين بأن نستقبلَ شهرَ رمضانَ بما كان يستقبله به الإمامُ السجادُ (عليه السلام) حيث كان يقول في دعائِهِ:

“اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِهِ، وألهمنا معرفةَ فضلِهِ، وإجلالَ حرمتِهِ، والتحفظَ مما حظرتَ فيه، وأعِنَّا على صيامِهِ؛ بكفِّ الجوارحِ عن معاصيك، واستعمالِها فيه بما يرضيك؛ حتى لا نُصغيَ بأسماعِنا إلى لغوٍ، ولا نسرعَ بأبصارِنا إلى لهوٍ، وحتى لا نبسطَ أيديَنا إلى محظورٍ، ولا نخطوَ بأقدامِنا إلى محجورٍ، وحتى لا تعيَ بطونُنا إلا ما أحللتَ، ولا تنطقَ ألسنتُنا إلا بما مثَّلتَ، ولا نتكلفَ إلا ما يُدني من ثوابِك، ولا نتعاطى إلا الذي يقي من عقابِك، ثم خلِّص ذلك كلَّه من رئاءِ المرائين، وسمعةِ المسمِعين، لا نشرك فيه أحداً دونك، ولا نبتغي فيه مراداً سواك ..”[8] إلى آخرِ دعائِهِ الشريفِ.‏

وذلك حتى يتيسرَ لنا أن نودعَ الشهرَ بما ودعه في دعاءٍ رمضانيٍّ آخرَ، جاء فيه قولُهُ “اللهم ومَن رعى هذا الشهرَ حقَّ رعايتِهِ، وحفظ حرمتَهُ حقَّ حفظِها، وقام بحدودِهِ حقَّ قيامِها، واتقى ذنوبَهُ حقَّ تقاتِها، أو تقرب إليك بقربةٍ أوجبَت رضاك له، وعطفَت رحمتَك عليه، فهب لنا مثلَهُ من وُجدِك، وأعطِنا أضعافَهُ من فضلِك، فإن فضلَك لا يغيضُ، وإن خزائنَك لا تنقص بل تفيضُ، وإن معادنَ إحسانِك لا تفنى، وإن عطاءَك لَلعطاءِ المهنا ..”[9] إلى آخرِ دعائِهِ.

ولقد أبان الإمامُ السجادُ (عليه السلام) – في دعاءِ استقبالِ شهرِ رمضانَ، ودعائِهِ الوداعيِّ له – ما يجب أو ينبغي أن يُعلم عن شهرِ رمضانَ، كما أبان ما يجب أو ينبغي أن يُعمل فيه.

وإن من التوفيقِ أن يكونَ الإنسانُ من الذين آمنوا وينادَى بقولِ اللهِ تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ..﴾ [الأنفال: 24]؛ ويتضاعف التوفيقُ إذا كان ممن يصدِّق عليهم قولُهُ سبحانه ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ‌فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].

جعلنا اللهُ وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا أو أراد أحداً من المسلمين بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

 

[1] انظر: وسائل الشيعة ‏10 /313، الحديث (13494).

[2]  نهج البلاغة، الخطبة 191.

[3] م ن، الخطبة 109.

[4] فضائل الأشهر الثلاثة 95 – 96.

[5] م ن.

قلت : نحتمل أن في الحديثِ تقديماً وتأخيراً من الرواةِ أو النسَّاخِ، وأن الأصلَ فيه “ولا يكوننَ يومُ صومِ في شهرِ رمضان كيومِ فطركم”.

[6] الإقبال 1/28.

[7] أمالي الصدوق، المجلس (6)، الحديث (1).

[8] الصحيفة السجادية، الدعاء (44).

[9] م ن، الدعاء (45).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى