مقالات

الحَسنُ العَسكَريُّ : خازنُ أسرارِ السَماء

علَى قَلبِكَ المَجمُورِ
يا صاحبَ العَصرِ
تَوالَتْ رَزايا الفَقدِ يا سيّدَ الصَبرِ

سَلامٌ علَى عَينَيكَ
والدَمعِ والشَجَى
وآهاتِ أنفاسٍ أحَرَّ منَ الجَمْرِ

سَلامٌ علَى رُوحٍ
تَفَرَّى بِها الأسَى
تُقلِّبُها الأوجاعُ منْ شِدّةِ الضُّرِّ

بِنا يا إمامَ العَصرِ
حُزنٌ ولَوعةٌ
يَسيلانِ يا مَولايَ في الأدمُعِ الحُمرِ

نَصبْنا
على فَقدِ المُفَدَّى .. مَآتِمَّا
نُواسِيكَ مَفجُوعًا وأدْمُعُنا تَجْري

أبيكَ ..
ويا لَََلهِ ما نالَ قَلبُهُ
منَ الهَمِّ والأرزاءِ والكَيدِ والغَدرِ

غَريبًا بِسامِرَّاءَ
عنْ طَيبةَ الهُدَى
ويُقتَلُ مَسمُومًا .. بِوارفةِ العُمرِ

يُكابِدُ مِن بَلوَى أَعادِيهِ
مِحنةً
فمِنْ ظالمٍ طاغٍ يُقادُ لِذي شَرِّ

لَعمرُكَ
كم أبدَى لَهمْ من مَعاجِزٍ
تَجَلَّتْ كَوجهِ الشمسِ .. لكنْ لِذِي حِجرِ

فَلوْ أنّهُمْ دانُوا
لِما قالَ .. لَاهتَدَوا
ولكِنّهُمْ باعُوا الكَمالاتِ بالخُسرِ

لقد كانَ يَحكي المُصطفَى
في شَمائلٍ
ويَنشُرُ عن آبائِهِ شِيَمَ الفَخرِ

فَما مالَ عن حَقٍّ
ولا حادَ عن هُدًى
يُحاطِبُ عقلَ الناسِ عن مُحكمِ الذِكْرِ

زَكِيٌّ نَماهُ المَجدُ
أصلًا ومَحتِدًا
وفرعٌ حَكاهُ النُورُ عن دَوحةِ الطُهْرِ

هُوَ ” العَسكَرِيُّ ” الفَردُ
سَمتًا ومَنطِقًا
إمامٌ رَسولِيُّ الرِواياتِ والفِكْرِ

وما كانَ إلّا أن تَوَلَّوا
بِقَتلِهِ
فَغُودِرَ مَسمُومًا بِقارِعةِ الغَدرِ

وَها أنتَ لمْ تَبرَحْ
وقد مَضَّهُ الضَنا
وفيهِ تَدلَّى المَوتُ في ساعةِ القَدرِ

فأسلمَ رُوحًا
شاءَها اللهُ رَحمةً
إلَى العرشِ حُفَّتْ بالملائكةِ الغُرِّ

فَديتُكَ
مُذ ” كَبّرْتَ ”
والناسُ في أسًى
كأنّ بِسامِرّاءَ عاصِفةَ الحَشرِ

وغِبتَ عن الأنظارِ
يا لَهفةَ الدُنَى
ونُورُكَ في الآفاقِ مُنهمِرًا يَجري

وما زالتِ الدُنيا
على كُلِّ ما بِها
تَشُدُّ على راياتِها آيةَ النَصرِ

مَتى تُزهِرُ الآفاقُ
يا شَمسَ فاطِمٍ
وأنتَ تقودُ الكَونَ من مَطلعِ الفَجرِ
————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى