حديث الجمعة

حديث الجمعة .. عواملُ الهجرةِ النبويةِ .. 6-3-1445هـ

عواملُ الهجرةِ النبويةِ

6/3/1445هـ

 

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ. فإنه عزَّ وجلَّ المخاطبُ رسولَهُ الكريمَ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولِهِ {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، والقائلُ سبحانه {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

***

وهاتان الآيتان الكريمتان تتناول هجرةَ النبيِّ محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكةَ المكرمةَ إلى المدينةِ المنورةِ، وسببَها، هذه الهجرةُ التي تصادف ذكراها هذه الأيامَ.

والهجرةُ – أيها المؤمنون – ليست حدثاً عابراً، وإنما هي محطةٌ مفصليةٌ في تاريخِ المسلمين، بل البشريةِ، فهي حدثٌ خطيرٌ تبعه تحولاتٌ انتقلت بالعالمِ كلِّهِ من حالٍ إلى حالٍ.

لذلك، ينبغي الوقوفُ عندها، والتعرفُ على بعضِ تلكم التحولاتِ وحمدِ اللهِ عزَّ وجلَّ عليها، وسؤالِهِ العونَ على دوامِها وترسيخِها على المستويين الخاصِّ والعامِّ.

فالهجرةُ لم تكن حدثاً جغرافيّاً صرفاً، انتقل فيه النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكانٍ إلى مكانٍ، وإنما هي فعلٌ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعارفِ الدينِ، ومقاصدِهِ، وأحكامِهِ.

فلنقف على بعضِ تلك العواملَ.

العامل الأول: حرمةُ المؤمنِ

وهنا يلزم التنبيهُ إلى أن للمؤمنِ عند اللهِ تعالى حرمةً عظيمةً، فقد روى عن إمامِنا الهادي (عليه السلام) أنه قال – في حديثٍ – “.. وحرمةُ النبيِّ والمؤمنِ أعظمُ من حرمةِ البيتِ ..”[1].

وروى الشيخُ الكلينيُّ، بسندِهِ، عن أبي هارون، أن الإمامَ الصادقَ (عليه السلام) قال لنفرٍ وهو حاضرٌ عنده “ما لكم تستخفون بنا؟! قال: فقام إليه رجلٌ من خراسانَ فقال: معاذٌ لوجهِ اللهِ أن نستخفَّ بك أو بشيءٍ من أمرِك! فقال: بلى! إنك أحدُ مَن استخف بي، فقال: معاذٌ لوجهِ اللهِ أن أستخفَّ بك! فقال له: ويحك! ألم تسمع فلاناً – ونحن بقربِ الجحفةِ – وهو يقول لك: احملني قدرَ ميلٍ فقد واللهِ عييتُ! واللهِ ما رفعتَ به رأساً! لقد استخففتَ به، ومَن استخف بمؤمنٍ فبنا استخفَّ، وضيَّع حرمةَ اللهِ عزَّ وجلَّ”[2].

ومن المعلومِ أن مشركي مكةَ بالغوا في إيذاءِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابِهِ المؤمنين إلى الحدِّ الذي لم يعد ممكناً فيه تحملُ الإهاناتِ والأذى، ولم تعد مكةُ المكانَ الصالحَ للعيشِ فيها للمؤمنِ محفوظاً فيها كرامتُهُ، بل ولا نفسُهُ، ولم يُستثنَ من ذلك شخصُ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى حكى اللهُ مكرَهم بقولِهِ {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

وحفظُ نفسِ المؤمنِ، ورعايةُ كرامتِهِ، قاعدةٌ شرعيةٌ مقررةٌ في أصلِ التشريعِ، فإن اللهَ تعالى يقول {.. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ..} [المنافقون: 8].

فمكةُ المكانِ كانت عزيزةً على رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن دينَ اللهِ عنده أعزُّ، وأرواحَ المؤمنين لديه أعزُّ.

فقد كانت الهجرةُ – إذن – من مكانٍ مقدسٍ إلى مكانةٍ أقدسَ.

العامل الثاني: توفيرُ بيئةِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى

لقد ضيق مشركو قريشٍ مكةَ على رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لم يعد قادراً على أن يدعوَ إلى اللهِ تعالى، بل لم يعُد حرّاً في أن يعبدَ اللهَ عزَّ وجلَّ كما أُمِر.

فكان لا بد من السعيِ في توفيرِ بيئةٍ جغرافيةٍ مناسبةٍ للعبادةِ والدعوةِ، فكانت الهجرةُ ضرورةً لازمةً؛ لأن من الواجباتِ الشرعيةِ أن يلتزمَ الناسُ أمرَ اللهِ بعبادتِهِ؛ تحقيقاً لفلسفةِ الخلقةِ حيث يقول سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وتحقيقاً لواجبِ الدعوةِ إليه، حيث يقول {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

فالهجرةُ من مكةَ – آنذاك – كانت تعني التحولَ من المعصيةِ إلى الطاعةِ، والانتقال من الخطأِ إلى الصوابِ، والانتصارَ للحقِّ وهو الإيمانِ من الباطلِ وهو الكفرُ والشركُ.

قال تعالى {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 1 – 6].

لهذا، فإن عنوانَ المهاجرينَ ليس مقدساً على إطلاقِهِ، إلا بقدرِ ما يحقق المهاجرُ الحكمةَ من الهجرةِ، ولعل ما روي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) من قولِهِ – في حديثٍ – “.. المهاجرُ مَن هجَر السيئاتِ، وترَك ما حرَّم اللهُ ..”[3]، يرشد إلى ذلك.

العامل الثالث: تجاوز الأهدافِ الصغيرةِ

قد يكون للإنسانِ مجموعةُ غاياتٍ وأهدافٍ تتفاوت في أهميتِها، ولا ينبغي له أن يغلبَ المهمَّ على الأهمِّ.

وفعلُ الهجرةِ كان تطبيقاً لهذا المبدأِ، فإن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اجتهد قدرَ استطاعتِهِ واهتمامِهِ في دعوةِ مشركي قريشٍ إلى الهدى والصوابِ، لكنهم استكبروا وتمادوا في غيِّهم حتى قال الله تعالى عنهم {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 7 – 10]، ثم إنهم تجاوزوا ذلك إلى الصدِّ عن سبيلِ اللهِ، حتى وصفهم وتوعدهم بقولِهِ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 167 – 169].

فقد اجترح مشركو قريشٍ من الجرائمِ ما جعل الوضعَ لا يطاقُ، حتى لو أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بقي معهم إلى أن يتوفاه اللهُ فلن ينجزَ ما كُلِّف به، فلم يكن أمامه من خيارٍ سوى تقديمِ الأهمِّ، وهو أصلُ الدعوةِ، على المهمِّ وهو دعوةُ هؤلاء.

العامل الرابع: تحقيقُ سنةِ الاستبدالِ

إن للهِ تعالى سنناً ثابتةً تحكم الكونَ والكائناتِ، لا تقبل الاختلافَ ولا التخلفَ، ولا بد من التعرفِ عليها، والتناغمِ معها.

ومن تلك السننِ سنةُ الاستبدالِ.

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 33 – 38].

فدينُ اللهِ هو – أولاً – دعوةٌ للذين آمنوا – وهو دعوة لجميعِ الناسِ – بأن يطيعوا اللهَ عزَّ وجلَّ فهو الخالقُ، والمولى، والعليمُ الحكيمُ، والمثيبُ مَن أطاعه، والمعاقبُ من عصاه، وأن يطيعوا الرسولَ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو الناطقُ باسمِ اللهِ، والعالمِ بأحكامِهِ وحِكَمهِ.

ودينُ اللهِ – ثانياً – دعوةٌ بأن لا يبطلَ الناسُ ما يمكن أن يكونوا قدموه من أعمالٍ صالحةٍ باقترافِ معاصي اللهِ ومخالفةِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم).

وهو – ثالثاً – تحذيرٌ من الكفرِ، والصدِّ عن سبيلِ اللهِ، وتحذيرٌ من الموتِ على الكفرِ، فإن ذلك سدٌّ منيعٌ عن الحظوةِ بمغفرةِ اللهِ تعالى.

وهو – رابعاً – دعوةٌ للمؤمنين بأن يواجهوا عدوَّهم بعزةٍ وقوةٍ، وأن لا يسمحوا للهوانِ أن يتسللَ إلى نفوسِهم فيدعوا إلى السَّلمِ والخنوعِ في حينِ أن أسبابَ الانتصارِ متاحةٌ لهم؛ فإن مَن ينتصر للهِ ينصره اللهُ العزيزُ.

وهو – خامساً – تنبيهٌ إلى مكانةِ الحياةِ الدنيا وأنها لهوٌ ولعبٌ، ولا يجوزُ أن يُشتغلَ بها على حسابِ الإيمانِ والتقوى وأجرِ اللهِ الأخرويِّ.

وهو – سادساً – تنبيهٌ إلى أن إنفاقَ المالِ حسنةٌ مطلوبةٌ، وأن منافعَ ذلك تعودُ إلى المنفقِ لا إلى الداعي إلى الإنفاقِ وهو اللهُ تعالى فأنتم أيها الناسُ ﴿.. أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ‌وَاللَّهُ ‌هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15].

وهو – سابعاً – تنبيهٌ إلى سنةِ الاستبدالِ، وأن أحداً لا يجوز أن يتوهمَ أن غلبةَ دينَ اللهِ متوقفةٌ عليه، فإن مَن يتولى عن اللهِ، ويتعالى عن التدينِ بدينِهِ، والانتصارِ لسبيلِهِ، فإن اللهَ تعالى يستبدله بمن هو خيرٌ وبمَن لا يكون مثلَهُ.

والتاريخُ زاخرٌ بالتحولاتِ والتبدلاتِ، وأن مَن كان عزيزاً في زمانٍ أو أرضٍ صار ذليلاً في زمانٍ آخرَ أو أرضٍ أخرى، وأن مَن كان ذليلاً في زمانٍ أو أرضٍ صار عزيزاً في زمانٍ آخرَ أو أرضٍ أخرى.

قال تعالى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ..} [آل عمران: 140].

إن هذه العواملَ – وعواملَ أخرى – كانت وراءَ أمرِ الله تعالى نبيَّهُ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن يهاجرَ من مكةَ إلى المدينةِ المنورةِ ليؤسسَ قاعدةً اجتماعيةً إيمانيةً، لم تلبث أن صارت منطلقاً لتحولٍ كبيرٍ في أمةِ العربِ أولاً، وفي الأممِ الأخرى لاحقاً، حتى قال اللهُ تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح: 1 – 3]، وقال {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } [النصر: 1 – 3].

جعلنا الله وإياكم مَن يهجر السيئاتِ، ومن الذين اتقوا والذين هم محسنون، وممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

 

 

[1] الكافي 4/ 567. وعنه: وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 14/ 537 – 538، الحديث (19775).

[2] الكافي 8/102. وعنه: وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 12/ 272، الحديث (16286).

[3] أصول الكافي 2/ 184. وعنه وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة (12/ 278، الحديث (16300).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى