مقالات

ومرت القافلة الأربعينية بسلام

وقفة الوفاء

الحمد لله رب العالمين الذي وفق الموالين لإحياء شعيرة زيارة الأربعين الحسينية في كربلاء المقدسة

ومرت القافلة الحسينية بسلام بما تحمله من مشاعر جياشة ومواقف إنسانية رائعة ومواكب وعطايا ومواهب وملكات إيمانية

تفجرت عن درر القوافي الشعرية والأدبيات النثرية والدراسات الأكاديمية والأطروحات الكربلائية

وانتهت المناسبة الأربعينية وقد كشفت القناع عن تلك النفوس المؤمنة المعطاة

وتلك القلوب الحسينية الرحيمة التي قدمت الغالي والنفيس من الأطعمة والأشربة والمساكن والضيافة التي يعجز اللسان عن وصفها

وكيف قامت بهذه الجهود الجبارة واستقبلت بكل أريحية تلك الملايين البشرية القادمة من شتى أنحاء المعمورة .

.. وهذه المناسبة العظيمة تجلى فيها الكرم العراقي بالخصوص.. والذي عاهد سيد الشهداء وبقية المعصومين ( صلوات الله عليهم أجمعين )..على الوقوف معهم

وإحياء ذكرياتهم وإبراز مناقبهم ومواقفهم وكراماتهم

.. فهو شعب أشرقت عليه بركات الحسين وآل الحسين ليقف دائما في الصف الأول في ثباته وعطائه وبذله وسخائه

ولاشك ولا ريب أن لعلمائنا الربانيين ( رحم الله الماضين وأيد الباقين )..

دورهم العظيم في تربية هذه النفوس المؤمنة بالنهضة الحسينية وبآثارها وبركاتها الدائمة طيلة هذه السنين

فقد جمعت هذه المناسبة الملايين من شتى أقطار العالم تحت مظلة الحسين وخيمة الحسين وهي تهتف بكل شجاعة وأريحية ( لبيك يا حسين )

ولا تكاد ترى في العالم كله مناسبة خالدة و معطاة وجامعة مانعة كذكرى أربعينية سيد الشهداء ( عليه السلام )

فكل من قرأ مقتل الحسين أو سمع من العلماء والخطباء واقعة الطف الأليمة

وتأمل في آثار هذه المجزرة المفجعة والتي قتل فيها سبط رسول الله وأهل بيته وأنصاره وما فعلوه بعائلته من بعده من السلب والنهب والضرب والسب والشتم وحرق الخيام والتمثيل بالأجسام

لا يكاد يملك نفسه دون أن ينفجر بالبكاء حزنا وتحسرا على الحسين وآل الحسين

.. فالمصيبة عظيمة والمحنة جدُّ أليمة

.. ولم يرتكب هذه المجزرة الكربلائية أناس من اليهود والنصارى أو غيرهما من الملل الأخرى غير المسلمة

.. بل (ومع كل الأسف) ارتكبتها الطغمة الأموية المحسوبة على الاسلام

وما جرأهم على هذا الفعل الشنيع والفضيع إلا تخاذل الأمة عن نصرة ابن بنت نبيها

ووقوفها مع بني أمية الذين حاربوا رسول الله ووصيه أمير المؤمنين وسبطه الامام الحسن ( صلوات الله عليهم أجمعين ).

ثم توجهوا بكل حقدهم وحنقهم وغيضهم وشراستهم لمحاصرة الامام الحسين

إلا أن ينزل على حكم يزيد ولكنه الامام الأبي الوفي لدينه وعقيدته فأعلنها صراحة ( والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد )..

وانتصر الدم على السيف وخلد الحسين وخلدت مواقفه وتضحياته

وصار اسم الحسين شعارا عالميا يردده الأحرار الذين يرفضون الظلم والظالمين

والمتكبرين والمتغطرسين الذين اتخذوا مال الله دولا ودينه دغلا وعباده خولا ..

فالخلود للحسين ولنهضة الحسين المباركة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى