مقالات

(( وامحمّداه ))

قوموا بنا نحوَ المدينةِ نغْتدي
نرْثي لساكِنها ومنهُ نَزْدَدِ

وتفحّصوا قلبي فإني عاشقٌ
للقبّةِ الخضرا وذاكَ المرْقدِ

أُمّوا بنا صوبَ النبيِّ وطيبةٍ
فصدورُنا جرْحى بغير مُهنّدِ

وقِفوا بنا قبرَ الحبيبِ وسلّموا
فاليومَ فقْدانُ النبيّ محمّدِ

الشمسُ في هذا النهارِ مريضةٌ
وشعاعُها حقٌّ له أنْ يَهْمُدِ

مات النبيُ وأظلمَتْ شمسُ الدّنا
يا ليْتها في يومها لمْ تُولَدِ

خطْبٌ دهى الإسلامَ شرَّ رزيةٍ
أمثالُها في الدّهرِ لا لمْ يوجَدِ

وا حرَّ قلبي للمصابِ فإنهُ
أشْجى النفوسَ بشَجْوِهِ المتوقّدِ

رزءٌ على الإسلامِ صدّعَ ركْنَهُ
فتزلْزلَتْ أوتادُهُ بتَبدُّدِ

وعليهِ ناحَ الطيرُ حزناً في الهوا
وهَوَتْ سجوداً في منازلِ أحمدِ

وبكى عليه الكونُ عند رحيلهِ
والناسُ سَكْرى في مقامِ ومَقْعَدِ

يا صفوةَ الرحمنِ رُزْؤكَ فاجعٌ
هدّ الرواسيْ من جبالٍ جلْمَدِ

لهفي على ذاكَ البشيرِ مُمدّداً
بالرّوحِ نفْديهِ وديناً نفتدي

لهفي لهُ والمرتضى لهُ غاسِلٌ
آهٍ على ذاك الأمينِ مُمدَّدِ

بوجودهِ الدنيا تجلّى ظلامُها
وبفقْدهِ صارتْ كلَوْنِ الإثْمِدِ

سُمَّ النبيُ لَويْلكُمْ منْ طُغْمةٍ
فجزاؤكمْ تلْقَونَهُ يومَ الغدِ

فرِحَ العدوُّ بمكةٍ وقريشُها
لمّا تكفّنَ في الضريحِ المُلْحَدِ

كمْ جاهدَ الكفارَ حتى أسْلموا
لولا محمدُ ربُّنا لمْ يُعْبَدِ

نفسي لنفْسكَ فدْوةً يا سيدي
والخلقُ كلّهُمُ وكلُّ مُوَحّدِ

يا نعْشَ أخْبِرْني فكيفَ حملْتَهُ
وسوى البراقِ لحَمْلهِ لمْ يَصْمُدِ

يا أرضَ كيفَ دفنْتِ أفضلَ كائنٍ
يا لحْدَ كيفَ ضمَمْتَ جثةَ أحمدِ

حرَمُ النبيِ أضاءَ يومَ دخولهِ
ويومَ الرحيلِ كُسِيْ بثوبٍ أسْودِ

ما حالهُ بعدَ الرسولِ مُيتّماً
ما حالُ منبرهِ وذاكَ المسجدِ

اهتزَّ عرشُ الله يومَ فراقهِ
وعليهِ أملاكُ السّما لمْ تَثْمُدِ

طاشتْ عقولُ الخلقِ عندَ وداعهِ
ما حالُ فاطمةٍ بذاكَ المشْهَدِ

يا لهفَ نفسي للبتولِ وحزْنها
صبْري يعزُّ لها و يفْنىْ تجلّدي

ولسانُ حالِ المرْتضى يحْكي لهُ
منْ بعْدهِ لا لذَّ عيشيْ ومرْقدي

هذا بلالٌ في الأذانِ مُلَوَّعاً
إنْ قالَ (أشْهدُ) ناحَ منْ بالمسجدِ

محرابهُ أبدى التأسّفَ حسْرةً
لولا الوصيُ لكانَ جدراناً صَدِي

هذا قرينُ اللهِ عندَ تشهّدٍ
لا يُذْكَرُ المولى بدونِ محمدِ

جبريلُ بالتّنزيلِ أجْهشَ بالبكا
إذْ بعدهُ لا لنْ يروحَ ويغْتدي

مات النبيُ (تقلّبَتْ أعقابُكمْ)
بئسَ النفاقُ وبئسَ منْ لمْ يهْتَدِي

لكنَّ سلْوَتَنا إمامُ زمانِنا
مهديُّنا المنْظورِ نجْلِ المهتدي
——————
نظم الراجي عفو ربه / منصور الحاج جواد المرهون – أبو جواد – ٢٨ صفر ١٤٤٣

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى