جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

هِلالٌ على مَعارجِ الحُزن

أَفرِغْ فُؤادَكَ
واغتَسِلْ بِشَجاكا
والبَسْ – لِتُحرِِمَ لِلحُسينِ – رِداكا

كَبِّرْ
إذا ما هَلَّ شَهرُ مُحرَّمٍ
واعقِدْ بِناعِيةِ الحُسينِ .. بُكاكا

وَشِّحْ وُجودَكَ بِالسّوادِ
مُلبِّيًا
واجعلْ بِصَرخةِ ” يا حُسينُ ” نِداكا

واقرأْ على جَفنَيكَ
سُورةَ كَربلا
واخشَعْ .. كَأنّكَ لا تُطيقُ حِراكا

واسِ النّبيَّ
وقد تَفطَّرَ قَلبُهُ
وامزُجْ بِلَوعةِ خافِقيْهِ أَساكا

والْهَجْ بِحُزنِ أبِي الأئمّةِ
وابتَهِلْ
وأطِلْ بِنُدبتِهِ بَنِيهِ .. عَزاكا

وامسَحْ بِ ” يا زهراءُ ”
قَلبكَ وانتَحِبْ
حتّى تَزيدَ إلى الحُسينِ .. ظَماكا

خُذ من دُموعِكَ
في الزّكيِّ المُجتَبى
وانعَ الحُسينَ لهُ .. ومُدَّ شَجاكا

واقرأْ علَى كَفَّيكَ
حَيرةَ زَينبٍ
واغمُرْ بِمُنهَمِرِ الدُموعِ دُعاكا

واندِبْ بِجَنبِ النَهرِ
مَصرعَ ضَيغَمٍ
قد خَطَّ مَلحمَةَ الفِداءِ .. هُناكا

وارفعْ عَويلَكَ بالرَضيعِ
تَوَسُّلًا
واشدُدْ بِفاجِعةِ الوَريدِ رِثاكا

فإذا عَرجتَ إلى الحُسينِ ..
فإنّما
أولاكَ رَبُّكَ مِنهُ ما أولاكا

واختارَ رُوحَكَ ..
كَي تَطوفَ بِِكربلا
واختارَ قلبَكَ كَي تَنالَ قِراكا

فامْدُدْ خُطاكَ على المَحجّةِ
واتَّئِدْ
حتّى تُشرَّفَ بِالمُثولِ خُطاكا

وامْشِ الهّوينَى
شَطرَ أشرفِ مِنبَرٍ
حتّى تُلامِسَ بالحُسينِ .. رُؤاكا

واصهَرْ فُؤادَكَ بالحُسينِ
مَعارفًا
فإذا فَرَغتَ .. وقدْ بلَغتَ مُناكا

فانصَبْ ..
وخَلِّ الحُزنَ يُوقَدُ في الحَشا
إنّ التّفجُّعَ فيهِ بَعضُ وَفاكا

واعطِفْ بِروحِكَ
صَوبَ خاتِمِ عِترةٍ
واهتِفْ : جَميعُ العالمينَ .. فِداكا

طالَ انتِظارُكَ ..
إنّ أفئدَةَ الوَرَى
ذابَتْ فأَنعِشْ وَجدَها بِلِقاكا

أَدري ..
بأنَّ حَديثَ وقعةِ كَربلا
كالجَمرِ يُوقَدُ في مُذابِ حَشاكا

ما زِلتَ مُذَّخَرًا
ويَومُكَ قادِمٌ
هَيهاتَ أن يَرِثَ الزَمانَ .. سِواكا
————‐————–