مقالات

وقفة الوفاء .. مهدي الأمم وجامع الكلِم

أسمى آيات التهاني والتبريكات أبعثها لكم أيها الأعزاء بمناسبة ذكرى مولد الامام الحجة (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).
وإنها مناسبة جديرة باهتمام الأمة الاسلامية جمعاء.. لأنها تخص هذا الإمام العظيم الذي أعده الله لحفظ العقيدة والشريعة والاخلاق.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا)، ومنها ما رواه أيضا أبو داود في صحيحه يرفعه بسنده إلى أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٥١ – الصفحة ١٠٢…))قوقل
فإن قوى الشر والعدوان في كل زمان ومكان ومنذ بعث الله الرسل والأنبياء كانوا هم العقبة الكؤود في طريق الاصلاح العالمي .. وقد واجه المصلحون وعلى رأسهم الأنبياء والرسل والأئمة صعوبات جمة في طريق تحقيق الاصلاح وبناء الفرد والمجتمع، وتحملوا الكثير في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة.. وغاياتهم الرشيدة..
فحري بنا جميعا أن نجدد العهد مع إمامنا وسيدنا في ذكرى مولده الشريف على أن نكون ممن يعمل جاهدا على حفظ الدين ومبادئه وقيمه وأن نكون أداة بناءة لا هدامة ومصلحة لا مفسدة وناصحة لا غاشة، فعن (الإمام المهدي (عليه السلام) فيما ورد عنه إلى الشيخ المفيد: (فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا، وليتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة).
(أهل البيت في الكتاب والسنة) – محمد الريشهري – الصفحة ٤١٢.
وإن عقيدتنا في مولده الفعلي وظهوره الحتمي راسخ وثابت لا تزلزله العواصف ولا تزيله القواصف، ولا تحرفنا عن عقدتنا المهدوية ما يطرحه الاعداء والمشككون من شبهات واهية والتي تصدى لها علماؤنا الابرار بكل اقتدار ودراية وبينوا زيفها وضعفها بالأدلة والبراهين.
فقضية خروج المصلح وكما قاله العلماء هي قضية عالمية لا تخص المسلمين فقط.. فكل الأمم تنتظر بفارغ الصبر ذلك المصلح العظيم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملأت ظلما وجورا.
وهانحن نرى بأم أعيننا الحملات المسعورة من القوى المعادية للاسلام، وكيف يعملون على زعزعة عقائد المسلمين والعمل جاهدين ليلا ونهارا على تجريدهم من الاخلاق والقيم والمبادىء، بحجة حرية الرأي وحتى يدفعهم حماسهم العدائي على التهجم على الرسول ( صلوات الله عليه وآله) الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وكذا حرقهم للقرآن الكريم والذي هو كتاب مقدس بلا مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين وهو كتاب عظيم يدعو إلى الاخلاق الفاضلة والتعايش السلمي.. قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)، آل عمران..(اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة).. وكل عام وأنتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى