مقالات

عيد الغدير العالمي

أسمى آيات التهاني والتبريكات نبعثهالمقام إمام زماننا ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).

ولمراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام
ولكم أيها الموالون الأعزاء وللأمة الاسلامية الكريمة والعظيمة

التي عشقت البطولة والشجاعة والاستقامة والدفاع عن الحق

والمتمثلة كلها في صاحب هذه الذكرى المجيدة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه وآله ).. وهي ذكرى عيد الغدير السعيد ..

فلقد كمُل بتنصيبه الدين وتمت بتعيينه النعمة. . قال تعالى :-(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))..

فجعله الله على لسان رسوله محمد ( صلوات الله عليه وآله)

إماما شرعيا للأمة الاسلامية وخليفة بعد رسول الله ( صلوات الله عليه ).

وهذا المنصب الجليل والخطير الذي أعطاه الله له واستقلَّ بجعله له ..

إنما يدل على أهميته.. وكونه أمرًا لازما لحفظ الدولة الاسلامية الفتية

والتي أسسها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المدينة المنورة .

والتي تعرضت منذ تأسيسها وقبل ذلك في مكة المكرمة لمآمرات داخلية وخارجية

يراد منها القضاء على الرسول والرسالة أو على الأقل

نشر الفوضى الخلاقة في الوسط الاسلامي كما يعبر عنه في هذا العصر الحاضر

..فكان من الحكمة الربانية أن يكون هناك خليفة بعد الرسول يقود القافلة الاسلامية المحاطة بالمخاطر

ويكون إنسانا له إحاطةٌ تامة بالعقيدة والشريعةٌ وذا بسطة في العلم والجسم

وقد أثبتت المواقف والتجارب إخلاصه للرسول والرسالة وللأمة الاسلامية ،
قولا وعملا وعقيدة وسلوكا وتعاملا ..

ولقد برز مقامُ أمير المؤمنين وشجاعتُه وبطولتُه وتفانيه خلال الفترات المتتابعة منذ بُعث رسول الله ( صلوات الله عليه )

.. ومنها مبيته على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )

..وتعريض نفسه للقتل فداء للرسول

وكذا اختياره لرد الأمانات لأهلها والتي كانت عند رسول الله لأهل مكة ..

وكذا تحديه لطغاة قريش وخروجه بالفواطم على مرأى منهم ومقاومتهم وانتصاره عليهم

ومنها قتله لعمرو بن عبد ود العامري الذي تحدى المسلمين حتى بُح صوته

فلم يخرج له أحد منهم في معركة الخندق إلا بطل الاسلام الخالد ( علي بن أبي طالب )

ومنها اقتحامه لحصون خيبر وقتله لزعيمهم مرحب

وكما قال الأزري ( قدس سره ) :- ( هذه من علاه إحدى المعالي … وعلى هذه فقس ما سواها ).

فاختيار الله له هو عين الصواب والحكمة ..

ومع علمهم بتنصيبه يوم الغدير إلا أن الأحداث بعد انتقال رسول الله( صلوات الله عليه وآله ).. بدت متغيرة ومغايرة لما أراده الرسول للأمة

وصدق الله العلي العظيم حيث يقول 🙁 ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )..

وكما قالت فاطمة الزهراء ( صلوات الله عليها )في خطبتها العصماء :-
( وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه

وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله)..

وعلى كل فالمواقف العصيبة التي حدثت تدل على تخطيط مسبق لقلب الطاولة وتغيير اتجاه البوصلة

.. والذي جرى وصار أحدث في الأمة شرخا واسعا لا زالت آثاره باقية ودامية والوجدان أكبر برهان .
. وكما قال الشاعر 🙁 قالت الضفدع قولا صدقته الحكماء … في فمي ماء…. وهل ينطق من في فيه ماء ) ؟

فلنبق على هذا النهج العلوي المبارك ولنكن ممن تسامت نفسه عن حطام الدنيا الفانية وزبرجها البراق

ولا نكن ممن غرتهم الحياة الدنيا فباعوا دينهم وعقيدتهم بدراهم معدودة

فتعجلوا لذائذ الدنيا وسقطوا بذلك في مستنقعها الموبوء

فلم يبق لهم بعد انقضاء عهودهم إلا الذكر السيء وسوء العاقبة

فتكشفت حقائق نياتهم الموبوءة وانكشفت للناس ما تنطوي عليه نواياهم المشؤومة ..

إننا في هذه الذكرى المجيدة( ذكرى عيد الغدير الأغر )..

نؤكد للعالم تمسكنا بنهج وصي رسول الله وخليفته ومسلكه وعقيدته ومبدئه

مهما طال الانتظار وبعدت الدار حتى ينهض القائم من آل محمد ( صلوات الله عليه )

ليعيد الأمة إلى طريقها الصحيح ومسارها الفصيح ..

وكما قال تعالى :- ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) صدق الله العلي العظيم .

هذا.. وكل عام وأنتم ..( أيها الموالون الكرام )..بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى