مقالات

القصر المشيد ومحرر العبيد

وقفة الوفاء

على رغم المحن والمصائب التي نزلت به (صلوات الله علبه وآله )

ورغم الظروف الصعبة التي عاشها بعد فاجعة كربلاء ..
ورغم متاعب الأسر والتطواف بين القرى والأرياف
لكن تلك المواقف التي تزلزل الجبال الرواسي
لم تقعده ولم تثنه عن القيام بدوره الريادي في رعاية الأمة وهدايتها ورعاية فقرائها ومساكينها

.. فكل إمام منهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) هو أب روحي حقيقي للأمة

ينظر لها بعطف وحنان ومحبة يريد لها الرفعة والعظمة والرقي

.. فالطفل الذي يتجرأ على والده ويتعدى عليه وينسى أو يتناسى فضله ومعروفه وعطفه وحنانه ورعايته

ترى الأبَ الحنون ينظر لولده نظر شفقة ورقة ورحمة
ويأمل أن يُوفق للهداية مهما قست الظروف وتشعبت المشاكل ..فهو أبوه على كل حال ،

فكيف بالامام الهادي والولي المرشد الذي اصطفاه الله واختاره ليقوم بهداية الخلق وإرشادهم وتعليمهم وتثقيفهم

فهو لا ينزوي عنهم ولا يعتزلهم لأنه الأب الحنون وصاحب القلب الكبير ..

فكان مولانا وسيدنا الامام زين العابدين ( صلوات الله عليه وآله ) ذلك القلب الحنون

الذي ينبض شفقة ورقة ورحمة بكل جوانبه على الفقراء والمساكين الذين غدر بهم الزمان ونكبتهم الأيام

.. كان يطوف على منازلهم ليلا ليقدم لهم الطعام والدنانير رعاية لهم وحفظا لكرامتهم ..

ولم يقتصر على العطاء المادي فهذا عطاؤه الروحي والخالد على ممر العصور والأعوام

فقد خلف إرثا ثمينا وراقيا تستقي منه الأمة معارفها العقدية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية ألا وهما ( الصحيفة السجادة ورسالة الحقوق )

فهما كتابان عظيمان في مضامينهما ومحتواهما ..

كما كان صلوات الله عليه وآله هو الذي عمل جاهدا على تحرير العبيد بعد تعليمهم وإرشادهم وتنوير عقولهم

ليتخرجوا من مدرسته العظيمة والمباركة علماء وفقهاء ينشرون الفكر الاسلامي الأصيل في الأمة الاسلامية…

ولقد عرف بزين العابدين وسيد الساجدين فقد كان مضرب المثل في الانقطاع إلى الله والتذلل إليه

فقد 💕روي (( عن رسول الله أنه قال: “إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب يخطر بين الصفوف )).. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصف ١٦٠…💕..من قوقل

ولكن الأمويين الحاقدين لم يرق لهم وجوده بين أظهرهم عَلما بارزًا معطاء مدافعا عن العقيدة والشريعة

مُبرزا مظلومية والده الامام الحسين ( صلوات الله عليه وآله )….

وماجرى عليه وعلى أهل بيته يوم عاشورا من القتل والتشريد والمآسي التي تندك لهولها الجبال الرواسي .. فتآمروا على قتله بالسم فمضى شهيدا مظلوما .

🍁أعظم الله أجورنا وأجوركم أيها الموالون الأعزاء في هذه الذكرى الحزينة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .🍁

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى