مقالات

وقفة الوفاء .. وبقي عليٌّ عليا

إن الأمة الاسلامية لا تنسى ولن تنس تلك الشخصية الاسلامية العظيمة مهما حاول البعض من مناوئيه وحاسديه على طمس تلك الحقائق وتلك المناقب وتلك المواقف وتلك التضحيات، وإن من رفع الله قدره ومنزلته لا يتمكن أحد من النيل منه كائنا من كان..

صحيح أنهم اجتهدوا في تشويه شخصيته وإخفاء مناقبه وفضائله وتضحياته ووقفوا في وجهه محاربين ومكابرين ولكنهم في النهاية فشلوا فشلا ذريعا فهو شمس لن تغيب في سماء المجد والعظمة والخلود، أما أعداؤه فقد كشفت الأيام والأزمان والمحققون والمدققون أنهم واهمون في مزاعمهم وفي تخيلاتهم وفي ادعاءاتهم، وأنهم شخصيات أضفت عليها الظروف كنى وألقابًا مزعومة لا حقيقة لها فالحق ثابت لا يتغير ولا يتبدل.
قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (17) الرعد
وإن الأمة الاسلامية مدينةٌ له تجاه ما قدمه للاسلام والمسلمين من جهاد وتضحيات وفداء وبطولات كانت سببا في انتصار الاسلام وخلوده إنه بطل الاسلام الخالد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه وآله).. ولقد شرفه الله بمزايا ومناقب وكرامات ومواقف كلها شاهدة على علو مكانته وسمو مقامه.. ولقد كان له دوره العظيم في الدفاع عن الاسلام وعن مبادئه وقيمه.
ولقد ذكرت سيدة النساء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)،، ذلك في خطبتها العظيمة للقوم فقالت: (وبعد أن مُني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب)
[كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله] أو نجم قرن للشيطان وفغرت فاغرة من المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، ومجتهدا في أمر الله، قريبا من رسول الله، سيد أولياء الله مشمرا ناصحا، مجدا كادحا)..بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٩ – الصفحة .. من قوقل.
ولم يعهد منه قط تأخرا أو تخلفا أوشكا أو تشكيكا في عقيدته وسلوكه وأخلاقه وعلومه ومعارفه وحلمه وعطفه وحنانه فهو الأب الروحي للأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو المرجع الأعلى للأمة في حل قضاياها ومشاكلها ومسائلها العلمية العويصة والتي عجز الكل عن وضع الحلول لها، فلم يكن لها إلا أبو الحسن علي (صلوات الله عليه وآله).
علي هو ذلك الطود الشامخ الذي ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير ولقد أثبت بمواقفه أنه الشخصية العلمية الوحيدة القادرة على التصدي لكل الشبهات التي توجه للاسلام ولنبي الاسلام.
فهو الإمام المجعول من قبل الله سبحانه وتعالى فإمامته دراية وأما إمامة غيره فرواية..
وكم فرق بين من نصبه اللهَ وبين من نصبه الناس.. (لبس الاسلام أبراد السواد…. يوم أردى المرتضى سيفُ المرادي،،، ليلة ما أصبحت إلا وقد… غلب الغيُ على أهل الرشاد)، للسيد جعفر الحلي (قدس سره).. أعظم الله أجورنا وأجوركم أيها الموالون في ذكرى مصابنا بأمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ..(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى