مقالات

فاجِعةُ المِحراب ١ .. وأريقَت دِماءُ الصَلاة

قامَ في وِردِهِ .. بِطُورِ صَلاتِهْ

غارِقًا بينَ مَوتِهِ وحَياتِهْ
يَتَمَلَّى السَماءَ .. يَرقَبُ وَقتًّا
ويُطيلُ الخُشوعَ في كَلِماتِهْ
ويُصَلِّي على لِقاءِ نَبِيٍّ
غَمَرَ العالمِينَ من بَركاتِهْ
حِينَ أغْفى .. وكانَ وَعدُ عُروجٍ
خَطُّهُ لِلنبيِّ في عَبَراتِهْ
كانَ يَشكُو إليهِ جَورَ الليالي
ويُريقُ الأنينَ في نَفثاتِهْ
– ولقدْ أشبْهَ الوَصِيَّ .. حُسينٌ
يَومَ أبكى النبيَّ منْ كُرُباتِهْ –
هَكذا .. عاشَ لَيلةَ القدرِ حُزنًا
يَقرأُ المَوتَ في دُجَى خُطُواتِهْ
ولَدَى البابِ .. هاجَ صَوتُ أوَزٍّ
فأراعَ المَكانَ من صَرَخاتِهْ
ومَضَى يَطلِبُ الصلاةَ حَثيثًا
حِين غارَ الطَريقُ في ظُلُماتِهْ
كُلُّ شِبرٍ هُناكَ .. قالَ وَداعًا
وتَوارَى يَذوبُ في حَسَراتِهْ
وعليٌّ هَناكَ .. وهْوَ أبُوهُمْ
يُوقِظُ الناسَ في هُدَى لَمساتِهْ
( أما لوشِئتُ قلتُ ما رُحتَ تُخْفي )
منْ شَقاءٍ أُغالُ من سَطَواتِهْ
واعتَلَى صَهوةَ الأذانِ خُشُوعًا
وكأنَّ الأذانَ نَعيُ مَماتِهْ
وبِمِحرابِهِ الذي عاشَ خَوفًا
لمْ يَجِدْ مِثلَهُ طِوالَ حَياتِهْ
عانَقَتْهُ الصَلاةُ .. وهْوَ وَداعٌ
وعليٌّ يَنعَى فِراقَ صَلاتِهْ
والسَماواتُ فَوقَ هَامِ عليٍّ
خَشَعتْ والوُجودُ في سُبُحاتِهْ
والشقِيُّ ابنُ مُلجَمٍ وهْوَ مَسخٌ
قابَ كُفرَينِ مِن رَدَى فَتَكاتِهْ
وهَوى فوقَ هامةِ الدِينِ .. غَدرًا
فتَهاوَى الإمامُ في سَجَداتهِْ
هَكذا أشرَقتْ دِماءُ عليٍّ
حينَ غارَ الوُجودُ في ظُلُماتِهْ
هكذا جَبرئيلُ عادَ يُدَوّي
يَملَأُ الكونَ من شَجَى صَرَخاتِهْ
” قُتِلَ المٌرتَضَى” وخَرَّ شَهيدًا
غارِقًا في دِماهُ .. في رَكعاتِهْ

شهادة أمير المؤمنين علي( ع)
١٩ من شهر رمضان ١٤٤٤ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى