مقالات

ورحل الشماسي عن الحياة بصمت

كنت أظن ان الرجال أصحاب الهمم السامية الرفيعة لا يرحلون هكذا فجأة وبسهولة حتى جاءنا النبأ المؤلم, بغياب الرجل الفاضل أبو فاضل عباس الشماسي, أبيض القلب الذي لم يرد سائلاً ولم يتوان عن درب الخير يوماً. رغم تسابق الكلمات في منحدر غيابكم الكبير ورغم تدافع دموع أحبائكم في ظل الكلمات الهائمة أسىً ولوعة من الجميع, نعم لرجل خدم شعبه يقف اليوم الكثير لرثاء ونعي رجلا غير عاديا بل احد الرموز الوطنية, بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحزن والأسى لرحيله المفاجئ.
وهنا لدي من الجرأة ما يسمح لي بأن أكتب مشاعري الصادقة عن رحيل المهندس الأستاذ عباس الشماسي! حيث إنني لم التقي به شخصيا ولكنني من مواقفه أدركت إنه رجل المواقف, ومااصعب أن تتحدث عنه وهو غائب عن الحياة عن ساحة العطاء عن المجتمع وكان هو الحاضر دوما بأعماله الطيبة, نعم من الصعب أن تنعي قامة كبيرة كقامة الرجل الإنسان ابو فاضل, الذي أفنى حياته في خدمة مجتمعه وناسه, وأعطى القطيف الكثير الكثير, واليوم تفتقد القطيف كثيرا “رجل المواقف” الذي خدم القطيف حينا من الدهر وغاب.
لقد تركت برحيلك أيها الفاضل سمعة طيبة لكل من عرفك أو سمع عن خدماتك، واستحققت التقدير والثناء من الجميع دون استثناء، فقد كنت من الرجال الأفاضل الساعين لأعمال الخير، وكنت تسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة ومن يطلبها منك دون تردد,ما زلت أتذكر واستمع لكلمتك الطيبة عني في يوم تكريمي ورأيت تلك الهالة البيضاء تحيط بك, والتي لا تظهر الا حول القلائل من الرجال ذوي النوايا الطيبة تجاه الجميع, ولا زلت اتذكر إحدى مواقفكم النبيلة وهكذا انتم لحظة بلحظة وموقفا بموقف, رجل متواضع رفيع الأخلاق, وسوف تجد أعمالك الصالحة الخيرة في ميزان حسناتك أيها الرجل الشهم الصالح.
واخيرا رحل أبو فاضل لكنه باقٍ في قلب القطيف! لا يفوتني وأنا أضع قلمي أن أعزي أهل القطيف رجالا ونساء بالأخص الأهل والأقارب، وأسأل الله أن يمد في أعماركم ويرزقكم العمل الصالح.

بنت القطيف: غالية محروس المحروس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى