حديث الجمعة

حديث الجمعة : الحرية الاعتقادية .. سماحة السيد حسن النمر الموسوي

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الحرية الاعتقادية» يوم الجمعة ١٣ ربيع الثاني ١٤٤٣هجري في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين‫،

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي‫،

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله‫،

أن يكون الانسان تقيا يعني أن يعمل ما يجب عليه عمله، وأن يتجنب ما عليه أن يتجنبه، بلحاظ ما أمر الله عز وجل، به أو نهى عنه، وهذا ينبثق من أن هناك إلهاً واحداً أحداً، خلقنا جميعا له حق المولوية علينا وله وحده أن يأمر وأن ينهى، وهذا يعني أن هناك واقعا موضوعيا خارج ذواتنا.

هل نحن البشر أحرار في أن نتعامل مع هذه الحقائق بما شئنا، بحيث نعيش عالم السفسطة الذي يُسمى في الفلسفة، يقول الانسان “أنا لا أعتقد بهذا الوجود ولا أعتقد بهذه الموجودات.؟!!

لو أن أحدا قال مثل هذه المقالة يحكم عليه العقلاء بالجنون، لكن قد يشيع سلوك معين وتفكير معين، حتى يفرض نفسه على الناس، أولئك الذين ابتلوا بما يسمى بالسفسطة في “اليونان” قبل ما يزيد عن ألفي سنة أو دون ذلك بقليل، الناس ما كانوا يسمونهم مجانين، لكن واقع الحال شخص تشير إليه الى جدار ويقول الجدار غير موجود..!

أنت كعاقل كيف تتعامل معه؟ تقول: هذا مخبول، مجنون.

لكن، إذا كان صاحب نفوذ وصاحب قوة وكثر عددهم، يُستضعف العاقل ويشيع منطق المستكبر والمتجبر على هؤلاء، ولذلك نجد العلاقة بين الفرقاء المتخاصمين في الأفكار، يقتحمون عالم الإعلام، كل طرف يروّج ما لديه من أفكار، حتى تكون الساحة محكومة بما يؤمن به هو.

نحن كمؤمنين ننطلق من الاسلام دينا، يقول الله عز وجل فيه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} والاسلام يعني الاقرار بالحقائق التي ذكرناها قبل قليل، الايمان بالله عز وجل، وما يترتب عليه والايمان بعبودية العباد وما يترتب عليه.

الله سبحانه وتعالى، من ضمن ما فرض على الناس الصلاة، حتى ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصف الصلاة بأنها (عمود الدين) أو (عماد الدين).

هل نحن نحتاج -نحن البشر- نحتاج الى أن نصلي؟

الجواب: نعم، أنت تحتاج الى أن تصلي مثل ما تحتاج إلى أن تأكل، بل إن حاجتك الى الصلاة -كإنسان- أشد من حاجتك الى المأكل والمشرب، لأن حاجتك الى المشرب والمأكل تحفظ لك حياتك في عالم الدنيا، تحفظ لك جسدك، لكن إنسانيتك لا تموت، ولذلك نجد الناس يموتون ويبقى ذكرهم الطيّب بين الناس، مضافا إلى ما نعتقده أن الله عز وجل، جعل لهم منازل عالية، لكن أجسادهم تتلف.

حاجتنا إلى الصلاة تأتي في هذا الجانب، الله عز وجل، إنما كلّفنا بالصلاة من أجل أن نستحضر فيها هذه الحقائق حتى لا نضل.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كرر في مواضع كثيرة، وختم حياته الشريفة بهذه المقالة (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي). لماذا هذا الحرص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على دفع الناس إلى أن يؤمنوا بهذين المبدئين ويعتقدوا ويتمسكوا ويعتصموا بهما؟ هو بيّن ذلك في كلامه، حتى يأمنوا من الضلال.

والضلال نوعان: ضلال في الفكر وضلال في السير والسيرة والمسيرة.

الله سبحانه وتعالى، في الصلاة بماذا كلّفنا؟ كلّفنا بأن نقرأ “سورة الفاتحة”.

لو تأملنا “سورة الفاتحة” من أولها إلى آخرها، لوجدناها تثبّت سلسلة من الحقائق يجب أن تكون حاضرة في وعيك، وهذا يعني أنك لست حرا أن تكون سوف “سفسطائيا” يقول: أنا حر أفعل ما أشاء”!، هذه المقالة لا يقولها إلّا المجانين بالطريقة التي يحاول البعض أن يروجها.

ليس هناك حرية بما يساوي التفلّت من كل شيء، الواحد زائد واحد تساوي إثنين، رغما على أنف كل أحد، لا يستطيع العاقل أن يقول: أنا حر أن أؤمن بأن الواحد إذا زدنا عليه واحد صارت ثلاثة!، العاقل لا يقول هذا.

القرآن الكريم والديانات كلها جاءت لتبيّن أن العالم مستويان -عالم الوجود- الوجود نوعان، نوع تراه تستطيع أن تتعامل معه بحواسك، تبصر، تسمع، تلمس، تذوق، المجال في هذا الجانب واسع، الحرية في هذا الجانب واسع، الله سبحانه وتعالى، في القرآن الكريم، لم يأتي لنا بآيات يقول قولوا إن هذا أبيض وقولوا إن هذا أسود وقولوا إن هذا طويل، لأن الله عز وجل، زوّدنا بأدوات حسية نستطيع من خلالها أن نرى الشيء الطويل، فأمرنا أن نصفه بالطويل.

في الرواية ورد، الشيخ “الكليني” رحمه الله عقد في كتابه بابا سماه “باب الشرك” وهناك شرك له مساحات واسعة، وهناك شرك اعتقادي وهناك شرك، الشرك ما هو؟ الشرك هو الحكم على أن لله عز وجل، شريكا، يعني أن تعتقد بذهنك أن الله عز وجل، له شريك، هذا كفر.

لكن أحيانا، الانسان يعتقد في عقله بأن الله عز وجل، وحده لا شريك له، لكن في مقام العمل، حينما تسأله الرازق مَن؟ يقول: الله، هو معتقد بعقله أن الله { هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } لكن في مقام العمل قال ماذا أفعل، فلان يزعل إذا أنا ما فعلت؟ ..!

وإذا زعل فلان؟ قال: ينقطع رزقي!، هنا وقع في الشرك، من حيث لا يشعر.

من مراتب الشرك، كما ورد في الأحاديث الشريفة، أن يعتقد الانسان بحصاة، ثم يتعامل مع الناس وفقا لعقيدته التي هو ابتدعها في هذه الحصاة، يصف هذه الحصاة بانها جميلة ويسعى الى أن يلزم الناس بأن يصف هذه الحصاة بأنها جميلة.

الجمال مسألة نسبية، قد ترى شيئا جميلا، أنت حر في هذا، لكن الآخرين، إذا لم يروه جميلا، حقهم ألّا يروه جميلا، ألا يقولون في المثل الشعبي “كل ما تشتهي والبس ما يشتهي الناس”؟

لان ما تشتهيه، هذا وعاؤك، جسدك، لا يستطيع وليس من حق أحد أن يفرض عليك أن تتذوق الشيء الكريه، بأنه جيد، لا، الشيء الذي لا تستسيغه من حقك ألا تأكله، ومن حق الآخرين أن يشتهوا شيئا آخرا.

لكن اللباس، اللباس هناك نوع من أنواع التجسير في العلاقة بين الناس، أنت لا تلبس لستر عورتك فقط، ولحفظ كرامتك فقط، وإنما من أجل أن تعين الآخرين على أن يكونوا أهل عفة، أهل ذوق.

لذلك، ليس من حقك أن تلبس أي لباس، ألا يوجد في الدول، يقولون: الذوق العام؟

“أنا حر، أريد أن ألبس اللباس الذي أريده”!، ليس من حقك، العقلاء يقولون: ليس من حقك أن ترتدي أي لباس في أي مكان”، العمل له لباس، الشارع له لباس، المسجد له لباس، في بيتك لك لباس، وإذا اختليت بنفسك، إلبس أو لا تلبس، هذا شأنك، لكن حينما تحتك بالآخرين، هناك قيود يراعيها العقلاء.

فإذن، هل هناك حرية أن نعتقد بأي شيء؟ لا، الله سبحانه وتعالى، يقول هناك واقع، يجب أن تتعامل مع الواقع كما هو، الذي تستطيع التعامل معه الله عز وجل، يقول {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} كيف يسأل الله سمعك وبصرك؟ لأن الله عز وجل، آتاك بصرا، ترى به الطويل طويلا، فإذا سميت الطويل قصيرا، يحاسبك الله عز وجل، أو لا يحاسبك؟ بلى، يحاسبك، لأنك حاولت أن تعكس الواقع، حينما تصف الطويل بأنه قصير.

لاحظوا في المعاملات، في المعاملات، في البيع والشراء، لماذا يحرم الغش؟ الغش يحرم، بأن يأتي صاحب الخضرة مثلا -كمثال نموذج- صاحب الخضار يأتي إلى الخضار غير الطازجة، فيرش عليها ماء يسلط عليها أضواءا كاشفة، لتبدو للمشتري بأنها طازجة، تلاعب بوعيه، هذا أمر محرم (من غشنا ليس منا) الغش إذن، هو عملية تدليس.

الانسان، أو المرأة في مقام الخطبة، تُزيّن ليس بما يبدو عليه جمالها العادي الحقيقي، وإنما يُدلس على الرجل، حتى تبدو له على غير الصورة التي هي عليه.

التجميل هو إظهار المحاسن الموجودة، لا بأس بأن نظيف شيئا، لكن التدليس حرام، والتدليس نوع من أنواع التلاعب بالوعي، لأن من حقه [الرجل] أن يرى الواقع كما هو ومن حق الله عز وجل علينا أن نبرز الواقع كما هو.

في القرآن ماذا يقول، في السورة التي فرض علينا أن نصلي بها؟ نقول {اهدنا الصراط المستقيم} الصراط المستقيم ما هو؟ عنوان عريض، يدخل وينتظم تحته الاعتقاد بوحدانية الله عز وجل، ليس من حقك أن تتلاعب بهذه الحقيقة، لأن الله بيّن أدلتها، فقال {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} ما دام لم تفسدا، فإنه لا يوجد في هذا العالم إلّا الله، الإله الواحد سبحانه وتعالى.

فلو أن أحدا قال: أنا لا أريد أن أعتقد لا بالله الواحد ولا بالله الأكثر من واحد؟! هذا يعبث بعالم الوجود، يلحق ضررا بنفسه ويلحق ضررا بالآخرين.

الله يؤدبنا يقول انتبه إلى أن هناك صراطا مستقيما، سل الله عز وجل، أن يهديك إليه، وكرر هذا في اليوم مرارا، حتى لا تضل، لأن الانسان إذا ضل وحكم على الأشياء بغير ما يجب أن يحكم عليه به، ابتدأ الانحراف، في الفكر ثم في المشاعر ثم في السلوك.

لذلك، تجد أن كثيرا من الناس حينما يقع في المعصية، فتش عن المعصية التي وقع فيها، ستجد لها أسبابا في الفكر، تقول له لا تسمع لهذا الشيء المحرّم، قال: ومَن قال إنه محرّم..؟!.

لاحظوا، هو وقع، قد يكون مشتبها، لكن مفتاح وقوعه -وقد يكون مدلسا يكذب، هو يعرف أن هذا حرام، لكن لا يستطيع أن يجاهر بأن هذا محرّم- قال: وما الدليل على أنه محرّم؟ تقول: قال رسول الله قال إئتني بالكتاب الكريم، بالقرآن، ثم إذا جئت له بالآية، قال: ومَن قال إن هذا هو المدلول؟! وهكذا، يلاحقك فقط من أجل ما جاء القرآن به {بَلْ يُرِيدُ الإنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هو يبحث عن المبررات للتفلّت عن القيود الواجب العمل بها.

فلو أن هذا العالم ليس فيه صراط مستقيم، ما كلّفنا الله عز وجل، بأن نسأله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، السؤال دليل على أنه موجود.

ما هو الصراط المستقيم؟

يتشعب الى شعب، منها اعتقاداتك، الاعتقادات تختلف عن الفقه في أي جانب؟ الاعتقادات -المعتقدات يعني التي يجب أن نعتقدها- هي ليست أمرا يُفرض علينا، وإنما نبّهنا الله عز وجل، على أن هذا العالم هذا هو تكوينه وهذا هو تركيبه، لا تتلاعبوا به، مثل مسألة التوحيد.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في سيرته الشريفة، يقال، إن أول ما أعلن قال (قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا) لماذا قولوا (لا إله الا الله تفلحوا)؟ لأنه لا يوجد إلّا الله، هذه الأصنام التي وضعتموها -أيها المشركون- في الكعبة وحول الكعبة وفوق الكعبة، هذه ليست آلهة، هذه يفترض بها أن تعبدكم أنتم لأن من صنعها هو أنتم، فكيف يعبد الصانعُ المصنوعَ؟! المفروض أن يعبد المصنوعُ صانعه وخالقه وهو الله {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} هذا كشف لحقيقة، هذا هو العقائد، العقائد إذن، هي إخبار عن موجود، لكن عن أي موجود، الجانب الحسي أمره سهل، قد لا يختلف فيه المؤمن والكافر.

لكن إذا تجاوزنا عالم المحسوسات وصرنا في عالم الغيب، هنا نحتاج الى الأنبياء، الأنبياء هم الذين يتصلون بالله عز وجل، ويطلعهم على عالم الغيب، فينبئوننا بأن الله كلّفنا بصلاة ذات أربع ركعات، لا نستطيع نحن، مهما بلغنا من العقل والعبقرية والذكاء، أن نقول إن مصلحة الناس أن يصلّوا في الظهر أربع ركعات أو ثلاث ركعات، نحن لا نستطيع.

لاحظوا “إبراهيم” عليه أفضل الصلاة والسلام، ما الذي أخبر اللهُ عز وجل، عنه حتى صار “إبراهيم” “إبراهيم شيخ الأنبياء”؟

يخاطب ولده {إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ورؤيا الانبياء ليست مثل رؤانا، رؤانا لا قيمة لها، لكن النبي إذا رأى؟ رؤيا الانبياء في المنام مثل الرؤيا في اليقظة، هو يرى الواقع.

“إسماعيل” على صغر سنه أدرك أن ما يقوله “إبراهيم” هو أمر الله إليه، {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} منام، لكن من منام الأنبياء أمر.

يجيء الآن واحد: لو أن الله عز وجل، لم يسق لنا هذا المثال في القرآن الكريم وقيل لنا إن الله أمر نبيا أن يذبح ولده، نصدّق؟ لا، لا نصدق، يقول هذا أمر غير معقول..! الآن تأتي على أحد يقول: العقوبات التي تنفّذ في حق من يستحقون العقوبة الشرعية هذه وحشية! والسبب؟ قال: أنا لا أؤمن بالرواية…!

الله عز وجل، ساق لنا في قوم لوط، أن الله عز وجل، أفنى هذه البلدة عن بكرة أبيها، لأنهم ارتكبوا هذا الفعل، ومع ذلك يجي بعض الناس يقول: هذه وحشية..!

هنا يأتي الفارق، نحن نرى أن هذا العالم ملك الله، والله عز وجل، أولا من حقه أن يتصرف فيه تصرفا مطلقا ولا يتصرف فيه إلّا وفقا بما يتناسب وكماله وحكمته وعدله، سواء بان لنا ذلك أو لم يبن.

أنت إذا اطلعت على الطبيب دون أن يخبروك بأن الطبيب يجري عملية، وليس في غرفة العمليات، وجدت طبيبا أو رجلا في الشارع، عنده مشرط ويفتح بطن انسان، إن لم يكن عندك خلفية، مباشرة ستقول: هذا تعذيب، هذه وحشية، هذا عدوان، يأخذك واحد من العقلاء، يقول: انتظر ولا تستعجل، هذا طبيب وهذا الانسان في حالة حرجة، لا نستطيع أن ننقله إلى المستشفى والطبيب يطمئننا أن حالته لن تتضرر ولن يلحقها ضرر وأن هذا ممكن، تبرد أعصابك، لأي شيء تبرد أعصابك؟ لأنك كنت جاهلا فعلمت.

الله سبحانه وتعالى، يقول {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} هنا فائدة العلم.

فالإسلام، لما فرض على الناس أن يتعلموا، حتى ينتقلوا من دائرة التعامل بجهل، إلى التعامل بعلم، وكلما زاد الانسان علما، اتسع عقله واتسعت مداركه، حتى يبلغ الأنبياء ما بلغوا.

“إبراهيم” عليه أفضل الصلاة والسلام، لما أمره الله بما أمر به، أن يذبح ولده {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} ماذا تقول الآية؟ {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} صحيح أن هناك من يضحك على المتديّنة إذا تحجّبت، ما الذي يفرض عليك الحجاب؟! المؤمنة تقول: الله فرض عليّ الحجاب، أنت تريدين أن تكوني حرة، هذا شأنك، لكن أنا، الله سبحانه وتعالى، كلّفني بأن أستر شعري، بأن أستر بدني والرجل بأن يستر عورته، بالمقدار الذي حدده الله عز وجل، قنعنا ما قنعنا، الله مالكنا وخالقنا وله أن يفعل بنا ما يشاء ولن يشاء إلّا ما يصب في مصلحتنا”.

فإذن، الحرية الاعتقادية لا تعني التفلّت -نأتي إن شاء الله- في الأسبوع الآتي -إذا أبقى الله لنا حياة- أن نذكر بعض النماذج في مسألة الاعتقاد، في أي حدود يجب أن نتعامل تتمة لهذا الحديث.

نسأل الله عز لله عز وجل أن نكون وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اللهم صل على محمد وال محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا،

اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضا عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى