حديث الجمعة

«الإمام الرضا (ع) والأمن الفكري- ١»

نص الخطبة التي ألقاها سماحة العلاّمة السيد حسن النمر الموسوي بعنوان «الإمام الرضا (ع) والأمن الفكري (1)» يوم الجمعة ٨ ذوالقعدة ١٤٤٢هجري في جامع الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
إن الله عز وجل { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ}
الخطابات القرآنية متفرقة ومجتمعة تنتهي بنا إلى شيء واحد، أراده الله عز وجل لنا ومنا، وهو أن تكون من المهتدين، حيث يقول عز وجل { ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} وقد تكفل الله عز وجل تلطفا منه وتفضلا أن يعين طالب هذا الطريق، فقال عز وجل { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.
ومن تطبيقات وأشكال الهداية للإنسان هو أن يحقق الإنسان لنفسه الأمن الفكري، وقد منّ الله عز وجل، علينا وعليكم بكل أسباب تحصيل وتحقيق هذا الأمن الفكري والمحافظة عليه.
لكن يجب أولا أن نلفت النظر إلى أن الأمن الفكري لا يعني به الانعزال والعصبية بأن لا ينفتح الانسان على الفكر الآخر ولا أن يكون الانسان جامدا بحيث لا يقبل التغيّر والتغيير والتطوير، لكن الأمن الفكري في الوقت نفسه أولا يُحرص فيه على تلقي المعلومة بشكل صحيح، ثم تنمّى هذه المعلومة وترسخ في نفس متلقيها وتُغيّر حيث يقتضي التغيير ويحافظ عليها من الشوائب التي يمكن أن تفد عليها من الخارج. هذه الأمور مجتمعة، نسمّيها الأمن الفكري.
ومن أسباب الأمن الفكري التي منّ الله عزوجل، علينا بها، القرآن الكريم وشخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، باعتباره الواسطة بين الخالق والمخلوق ومع القرآن الكريم والرسول، مَن يشكّلون الامتداد الشرعي والطبيعي له وهم أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما سيتبين لنا إن شاء الله خلال الحديث.
نستقبل وإياكم في هذا الاسبوع ذكرى عزيزة على المؤمنين، هي ذكرى مولد “الإمام الرضا” عليه أفضل الصلاة والسلام، ونسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق لزيارته وشفاعته، ثامن أئمة أهل البيت الذين ادّخرهم الله عز وجل، ونصبهم للناس “مصابيح هدىً وسفن نجاة”.
نريد أن نقرأ بعض ما جاء عن “الإمام الرضا” عليه أفضل الصلاة والسلام، فيما يتعلق بالأمن الفكري، لكن لأن الحديث الطويل لن نقف أو نقصر الحديث على هذا الأسبوع، وإنما سنؤجل شيئا منه إلى الاسبوع القادم، ولو اقتضى لأسبوع آخر.
لاحظوا، الأمن الفكري أهميته من أين تنشأ؟
الأمن الفكري [أهميته] تنشأ، يمكن أن نذكر له ثلاثة أسباب ومبررات تجعله مهما جدا، والانسان كلما عرف أهمية الشيء اهتم به وشغل نفسه به، أما إذا لم يتعرف عليه، لا يجد في نفسه حرصا على تحصيله ولا المحافظة عليه.
“الأمن الفكري” يعني لنا أولا أن ننجو في يوم القيامة، حيث أن الله عز وجل، يقول ويؤكد إن في يوم القيامة هناك فريقان من الناس، فريق ينجو وفريق يهلك، ألم يقل {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} مَن الناجون في يوم القيامة ومن هم الأخسرون؟ القرآن يحدد لنا صفات وسمات لهؤلاء وهؤلاء، وبشكل مستفيض.
فإذن، نحن كعقلاء، نحرص على أن ننجو في عالم الآخرة كما يحرص كل واحد منا على أن ينجو في عالم الدنيا، حتى من مخاطر بسيطة، عقل الانسان، عقلانيته تفرض عليه هذا المعنى.
المبرر الثاني هي أن الانسان إذا عاش في عالم الدنيا، يقوم ويقعد ويتحرك ويصمت ويسكت، يقدم، يحجم، هذه الأفعال كلها، ما لم ينظمها نظام وما لم تحكم بضوابط تؤدي به الى الوصول الى الهدف، فسينحرف عن الصراط المستقيم، ومن أراد أن يستقيم في حياة الدنيا، حتى ينجو في الآخرة، عليه أن يحقق أسباب “الأمن الفكري” وإلّا فلن يتحقق له شيء من هذا.
يقول الله عز وجل { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} ما خلقنا الله عز وجل، سدا وعبثا في عالم الدنيا، هذا لا يتناسب مع كماله عز وجل، ولا مع حكمته.
لذلك، كلما زادت معرفة الانسان بربه كلما استقام سلوكه، وإذا وجدنا في أنفسنا ضعفا أو قصورا وتقصيرا حتى نقع في معاصي الله عز وجل، فلنبحث عن جوانب الجهل فينا بالله عز وجل، لأن الانسان إذا عرف الله عز وجل، أحبه وإذا أحبه أطاعه، أما إذا لم يطع الله عز وجل، فإن هذا يعني أنه لم يحبه وإن هذا يعني أنه لم يعرفه حق المعرفة.
السبب الثالث هي أن الله عز وجل، بيّن لنا في الكتاب الكريم والسنة المطهرة أن نجاتك في الآخرة، المتوقفة على استقامتك في عالم الدنيا، تتوقف على شيء أساسي واحد، هي عمرك، ساعاتك، أيامك، شهورك، دقائقك، بل ثوانيك، هي التي يمكن أن تنجو بسببها إن أحسنت استثمارها، وإلّا -فنعوذ بالله- سيعرض الانسان نفسه الى الخطر (الليل والنهار يعملان فيك…) كما جاء في الخبر (…فاعمل فيهما) و يقول الله عز وجل {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} يأمرنا بالعمل من جهة ويحذرنا أن عملكم هذا سيعرض بين يدي الله عز وجل، طبعا يُعرض عليهم لا من أجل أن يتفرجوا وإنما يجب أن يحاسب هذا الانسان، فإن أحسن أثابه الله عز وجل، وإن أساء كان في معرض العقوبة.
بعد هذا، إذا أردنا لأنفسنا أمانا فكريا، يجب أن نبحث عن صمامات الأمان الفكري، لأنه لا يحصل عبثا، كل الناس في عالم الدنيا قديما وحديثا، كل الناس ينشدون “الأمن الفكري” ويتحدثون عن الأمن الفكري وأطروحاتهم متعددة بتعدد البشر عن الأمن الفكري، لكن كل هؤلاء يصلون الى الأمن الفكري الصحيح.؟!
كل واحد منا، من البشر يقيّم الأمن الفكري والثقافي وفقا لمنطلقاته هو، ولذلك نحتاج الى علم العقائد، حتى نتعرف أن الذي يجب علينا أن نختطه من المعارف والأفكار، فنؤمن بها، هذا الطريق أو ذاك الطريق، لأن الطرق متضادة، لا تجتمع، والقرآن يبيّن لنا أنك ستصل إلى نقطه حاسمة، تعلم فيها ما قاله الله عز وجل، لنا عبر مخاطبة النبي صلى الله عليه وآله { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} هذه القاطعة، هذا الحسم في الفرق بين هذين الفريقين السبب ما هو؟ قد تبدو بعض المناطق -كما يقال- رمادية، قد تكون مقبولة عند هذا ويمكن أن تكون مقبولة عند ذاك، لكن إذا ضاقت السبل وانتهينا الى زوايا حرجة، ليس لك إلّا أن تذهب إلى هذا الاتجاه أو تذهب الى الاتجاه الآخر.
صاحب الاتجاه الآخر، يريد أن يجرّك إليه وفقا لقناعاته، ويُفترض بك أن تسعى إلى تجرّه إليك وفقا لقناعاتك، ولن يفعل هذا إلّا الذين يعيشون حالة من “الأمن الفكري”. النبي صلى الله عليه واله كما يحكي الله عز وجل، لنا في القرآن الكريم ماذا يقول {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} الانسان إذا لم يكن على بصيرة، لن يكون مهتديا وبطبيعة الحال لن يكون هاديا للآخرين، ولذلك، إذا ميّز الناس بين هادي مهتدي، وبين من لا يكون هاديا ولا مهتديا، يتبع من؟ نتبع الذي يهدينا والذي قامت البينات على أنه صالح لأداء هذا الدور.

صمام الأمان الأول: القرآن الكريم.
إذا كنا مسلمين -ونحن بحمد الله كذلك- وإذا كنا مؤمنين -ونحن بحمد الله كذلك- فإن القرآن الكريم هو صمام الأمان الأول، المسلم والمؤمن لا يراهن على شيء جاء في في كتاب الله عز وجل، بحيث يزاحمه غيره، لذلك تجدون الذين في قلوبهم مرض، ماذا يحاولون فيما إذا طرحت مسألة حصل فيها شيء من النقاش؟ لا يقبل منك أن تأتي بآية من كتاب الله، لأنه يعرف أن الآية من كتاب الله ما دامت ليست من عندياتك، وإنما من عند الله، يفترض بها أن الحق معها وأن الحق الذي فيها ملزم، لذلك هو ينأى بنفسه عن القرآن الكريم، ويقول دعنا من هذا..!
كيف دعنا من هذا؟! إن كنت مسلما لا تستطيع أن تقول هذا، المسلم يؤمن بما جاء في كتاب الله عز وجل، وما وصف الله عز وجل، القرآن به {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} فإذن، هذا هو صمام الأمان الأول.

صمام الأمان الثاني: النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما جاء من عنده.
لأننا نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله، معصوم من الله، مسدد من الله {مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (*) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ولذلك كما جاء عن النبي وصح عنه وثبت، حجّيته واعتباره وإلزاميته على غرار ما جاء في القرآن الكريم، ولو أن أذهاننا توصلت إلى معنى في القرآن الكريم ثم جاء النبي وقال لا يُراد هذا وإنما معنى القرآن هذا، تفسير القرآن هو هذا، كلامه صلى الله عليه وآله وسلم، مقدّم على كلامنا.
يعني مثلا، في اللغة العربية كلمة “أهل البيت” نموذج، كلمة “أهل البيت” في اللغة العربية لها معنى، قد تشمل الزوجة والأولاد والأقارب، “آل فرعون” حتى جنودهم مشمول بكلمه “آل فرعون” لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أراد أن يقول للناس {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} هذه الجملة، هذه المفردة، هذا التركيب، لا يُراد به ما تعارفتم عليه أنتم أيها الناس، وإنما يُراد به هذه المجموعة، جلل أصحاب الكساء بردائه الشريف قال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) فالذين لم يدخلوا معه في الكساء ممن كانوا موجودين، لا يدخلون تحت عنوان “أهل البيت” القرآني، “أهل البيت” في اللغة العربية هذا أمره شأن آخر، لكن في هذه الآية، النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حدد ما هو المعنى المراد.
كذلك كلمة الصلاة، الصلاة في اللغة العربية تعني الدعاء، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شرح لنا الصلاة التي كلّفنا الله بها، فرُوي عنه قوله (صلوا كما رأيتموني أصلي) ضيّق معنى الصلاة، الواسع في اللغة، إلى هذا المعنى الخاص، فإذن، النبي هذا هو دوره، ثبيان إيصال الوحي فيما يعرف بالسنة وتبيان القرآن الكريم، يقول عز وجل {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

هناك صمام ثالث:
ليس بعيدا عن القرآن ولا هو بعيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يضعه البشر وليس من حق البشر أن يضعوه، وإنما بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أن النبي في زمنه، هو المتكفل بشرح القرآن الكريم وبيانه وبيان مصاديقه، تأويلا وتنزيلا، لكن من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تُترك الأمة هملا؟!
يعني تنحرف الأمة قبل رسول الله، ثم يدخر الله عز وجل، لهم هذا النبي الكريم، بكل هذه الرعاية، ثم يأتي دور النبي، يتوفاه الله وتنتهي الأمور؟!
المؤمنون والمسلمون في زمن النبي لو خالفوه بمقدار تنزل بهم الانتكاسات، فكيف سيكون الأمر عليه، لو أن النبي ذهب عنهم ولم يضع لهم معالم الهدى وسبل الهدى بشكل دقيق وكامل؟
النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بما رواه الفريقان، بشكل متفق عليه، لا خلاف فيه، أعطانا الضمان لهذا الأمن الفكري، فقال فيما يرويه عنه عدد من الصحابة، منهم “زيد بن ثابت” فيما يرويه “ابن أبي شيبه” في مصنّفه المعروف، قال -والرواية صحيحه بمعاييرهم كلهم، يعني هذا المضمون لا خلاف فيه- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
هذا المضمون الذي جاء عن النبي، في روايات أخرى، يبيّن أنكم “لن تضلوا” يعني لو أن الناس التزموا هذين الخليفتين “القرآن” مشفوعا ومصحوبا بـ “العترة الطاهرة” لأن الله عز وجل، كلّف نبيّه الكريم، أن يودع العلم الشامل والكامل الذي أكمل الله عز وجل، به هذا الدين، إلى هذه العترة، فصاروا حملة هذه الأمانة.
في الرواية أيضا، مروي عن “ابن ابي شيبه” نفسه يرويه في كتاب “فضائل علي بن أبي طالب” عليه السلام، في هذا الكتاب المصنف، عن “أبي سعيد الخدري” قال كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -وآله مني- فجلس إلينا، ولكأن على رؤوسنا الطير….” من الهدوء والسكوت، كان مجلس النبي مجلس وقار “لا يتكلم أحد منا فقال…” النبي ابتدأ صلى الله عليه وآله “(إن منكم رجل يقاتل الناس على تأويل القران كما قوتلتم على تنزيله…) فقام “أبوبكر” فقال أنا هو يا رسول الله؟ قال (لا) فقام عمر فقال أنا هو يا رسول الله” قال (لا، ولكنه له خاصف النعل في الحُجرة) قال فخرج علينا “عليٌ” ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يصلح منها”.
فإذن هذا هو دور “أمير المؤمنين” الذي هو دور رأس العترة الذي أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الأمةَ أن تتمسك بهم إلى جانب تمسكهم بالقرآن وقد شهد رسول الله، لا يمكن التفكيك بين “القرآن والعترة” شخص يقول أنا أعمل بالقرآن دون العترة أو بالعترة دون القرآن، هذا لم يعمل بكلام رسول الله، وبالتالي لم يعمل بكلام الله، هل يحصل له “الأمن الفكري” سيتبين لنا لاحقا -إن شاء الله- كيف أن الناس لو تركوا هذين الأمرين معا أو واحدا من هذين الأمرين سيتيهون في متاهة عجيبة غريبه، مع أن الأمور كما سيبيّنها لنا “الإمام الرضا” عليه أفضل الصلاة والسلام، مع بعض الشواهد منه، ما هي المخاطر التي ذكرها في حوار مطول بينه وبين “أبي قرة” القاضي المعروف الذي يعرف أحيانا بـ”المحدّث” مع أنه قاضي ومع أنه محدّث ومع أنه من أهل العلم، لكنه لم يأخذ علمه من “أهل البيت” وقع في تخبطات كثيرة، لم يحصل له “الأمن الفكري” الذي ينشده كل واحد منا.
نسأل الله عز وجل، أن نكون وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم كن لوليك الحجةِ بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفار والمنافقين اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وأغن فقرائنا وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضا عنا يا كريم، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى