مقالات

الأربَعين .. قُم جَدِّدِ الحّزن !

مَناهِلُ الظَّمَأ

الطَّفُّ أَذَّنَ ..
فاتّخذهُ مآبا
واقصُدْ بِكُلِّكَ مَشهَدًا .. وقِبابا

واحمِلْ بِرُوحِكَ
رايةً خَفّاقةً
واندِبْ حُسينًا مَصرعًا وَمّصابا

وازحفْ ..
كزَحفِ العاشقِينَ .. لِكَربلا
حتى تُعانقَ بالحَنينِ .. تُرابا

وأَفِضْ ..
إذا شَعَّتْ مَعالِمُ قُبّةٍ
واخلعْ عنِ الدَمعِ اللَهوفِ .. حِجابا

واخشَعْ
فَثَمَّ هُناكَ أعظمُ بُقعةٍ
ضَمَّتْ لِ ” أحمدَ ” عِترةً وكِتابا

وامْشِ الهُوَيْنَى
شَطرَ أشرَفِ مرقَدٍ
ما زالَ – وهْوَ أبو الوُجودِ – مُهابا

قُلْ يا ” حُسينُ ” :
فِداكَ مَن فَوقَ الثَرَى
أشرِعْ لِزائِرِكَ المُوَلَّهِ .. بَابا

مَولايَ ..
زرتُكَ مثلَ زَورةِ ” جابِرٍ ”
وأتاكَ زَحفُ الوالِهينَ .. عُبابا

إلّا القطيفُ ..
فلمْ تزلْ مَحرومَةّ
تَحياكَ شوقًا بالحَنينِ مُذابا

وتَمُدُّ لِلأحساءِ ..
لَوعةَ شائِقٍ
لمّا استماتا في الولاءِ .. وشَابا

مَولايَ لُطْفَكَ ..
كم يُؤرِّقُنا النَوَى !
عن مَشهدَيكَ .. فهلْ نَرومُ جَوابا ؟

ما ذَنبُنا
حتى نُذادَ عن اللِقا ؟
وتَعودُ آمالّ النفوسِ .. سَرابا !

وإليكَ أَسرَعَتِ الجِهاتُ ..
مَواكِبًا
تَمشي إليكَ تَقَرُّبًا ورِغابا

لَكَأنَّها تَمشي لِظَعنِكَ
مُقبِلًا
يَطوي القِفارَ مَفاوِزًا .. وصِعابا

ظَعنٌ
تَجرَّعَ مِن عِداهُ .. مَذلَّةً
وأُذيقَ مِن جَورِ الطُغاةِ عِقابا

من بَعدِ “عاشُوراءَ ” ..
وهوَ على المِطَى
فكأنّما اتّخذَ الضَنَى .. جِلبابا !

والشامُ ..
يا لَلشامِ ! أيُّ شَماتةٍ
كانتَ على آلِ النبيِّ .. عَذابا

حَتى إذا انتصَفَ الطريقُ
وهاجَ بالوَجدِ النِساءُ
وما بَرِحنَ سِغابا ..

قولوا لِحادي الركْبِ
يَعطِفُ بالسُرَى
ويؤُمُّ تُربةَ كَربلاءَ .. ذَهابا

بِأبي الذي أَورَى
بِقلبيَ لَوعَةً
” لَو مَسَّتِ الصَخرَ الأصَمَّ .. لَذابا ”

بِأبي الذي
مُذ خَرَّ يَعتنِقُ الدِما
أهْوَتْ عليهِ المُرهفاتُ غِضابا

وَدَّعتُ مَنحَرَهُ
على حَرِّ الثَرَى
وودَدْتْ لو رُوحي تكونُ .. تُرابا !

..

مولايَ
هذا الظعنُ شارَفَ كَربلا
وإليكَ من بعدِ المَذلَّةِ آبا

قُم من ثَراكَ ..
وسَلِّ خافِقَ حُرّةٍ
قد عادَ من فَرْطِ الهُمومِ ..يَبابا

وامسَحْ جَوَى الأطفالِ
من عَنَتِ السّرَى
واسمَعْ – فَديتُكَ – لِلصِغارِ عِتابا

أدري
بأنّكَ في انتِظارِ ” رُقيَّةٍ ”
لكنَّ وَهجَكَ في ” الخَرابةِ ” غابا !

في أربعين أبي الأحرار ١٤٤٣ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى