مقالات

مَناهِلُ الظَمَأ .. ظَعنُ النُبُوّة : رَحِيلٌ في وِثاقِ السِبا

كانَ لَيلًا منَ الشَقاءِ ..
دَجِيَّا
يَستُرُ ” الطّفَّ ” مَسرَحًا دَمَوِيَّا

في “خِباءٍ ” ..
تَناهَبَتْهُ الرَزايا
يَجرَعُ الرُعبَ .. بُكرةً وعَشِيّا

واسَتَوَى
يُسدِلُ الظلامُ .. سُكُونًا
بعدَ أن أوجَعُوا المَكانَ .. دَوِيَّا

ثُمَّ لاحَ الضِياءُ
يَنشُرُ وَجْهًا
كانَ في حِلكَةِ الدُجَى .. مَطوِيّا

وإذا ” الطّفُّ ”
في وِثاقِ الضَحايا
يُلبِسُ الروحَ حُزنَهُ الأبَدِيّا

تِلكَ أجسادُهُمْ ..
على الأرضِ .. صَرعَى
يَندِبُ الرَملُ نَزفَها القُدُسِيّا

وأطَلَّتْ على الرِماحِ ..
رُؤّوسٌ
لَمْ تَجدْ قبلَها الرِماحُ .. سَمِيّا !

والصَغيراتُ .. والنساءُ
ضَجِيجٌ
يَومَ خَرُّوا على التُرابِ .. جِثِيّا

كُلُّ ما في الطُّفوفِ ..
يَنزِفُ حُزنًا
والسمَا تَرقَبُ المكانَ .. مَلِيّا

يا ابنةَ الوَحْيِ ..
يا جَلالَ “حُسَينٍ ”
أفرِغِي الآنَ صَبرَكِ العلَوِيّا

فَ ” نِياقُ السِبا ” الطَويلِ
عِجافٌ
والسُرَى .. سَوفَ لن يَكونَ رَخِيّا

وغِلاظٌ منَ العُتاةِ ..
شِدادٌ
أُشرِبُوا في الدِماءِ حِقدًا شقِيّا

والسِياطُ التي عَليكِ
تَلَوَّتْ
– هلْ تَذكّرْتِ أصلَها المَطْوِيّا ؟ –

هيَ ذاتُ السِياطِ
تُلهِبُ مَتنًا
لِلصَغيراتِ .. غُدوةً وعَشِيّا

وهْيَ والقَيْدُ ..
يُوجِعانِ ” عَليًّا “..
طالما أرهقَ الطُغاةُ .. عَليَّا !

وَدِّعي كَربلا
فَثَمَّ مَسيرٌ ..
شَطرَ كُوفانَ .. لنْ يَكونَ سَوِيّا !

وأشيري
إلى الحُسينِ .. بِطَرفٍ
قبلَ أن يُصبِحَ الوَداعُ قَصِيّا

وارمُقي النَهرَ ..
في أعزِّ فِراقٍ
وانْدِبي إن أردتِ .. نَدبًا خَفِيّا

واملَأي العَينَ ..
منْ بقايا بُدُورٍ
خَسفَ القومُ وَهجَها النَبَوِيّا

بأبي أنتِ
من عَقيلَةِ قَومٍ
قَلّبَتْها الخُطوبُ .. نَشرًا وطَيّا

سَتَعودينَ ..
بعدَ طُووولِ فِراقٍ
والأسَى لم يَدَعْ بِعُمرِكِ شَيّا

وتَزورينَ ..
ثُمّ تُصبِحُ ” حَشْرًا ”
يَرقُبُ الناسُ يَومَهُ الأزَلِيّا !

مَسير السبايا إلى الكوفة ١٤٤٣ هـ
حسين بن ملّا حسن آل جامع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى