مقالات

الإمامُ الرضا : شهيدُ على بُعد مَدَى

انا من جِواركَ
قد نَصبتٌ عَزائي
أنعَى لِقلبِكَ ثامنَ الأُمناءِ

وأعيشُ حُزنَكَ
يا بنَ بنتِ مٌحمّدٍ
حتّى تَعودَ ظَعينةَ ” الحَوراءِ ”

مَولايَ
قد فُجِعتْ بِسيّدِها الرٍضا
طُوسٌ .. بِسُمِّ عَداوةٍ وشَقاءِ

أفديهِ مُضطّهدًا
يُفارِقُ جَدَّهُ
ويَلوذُ فوقَ شَجاهٌ .. بِالزهراءِ

وتكادُ تُزهَقُ
يَومَ فارَقَ .. رُوحُهُ
إذ ليسَ بعدَ نَواهُ .. يَومَ لِقاءِ

وهُناكَ
تَحتَشِدُ النوائبُ .. حَولَهُ
وَيَضيقُ من كُرَبٍ .. وطُولِ عَناء

ويُذيقُهُ المأمونُ
مُرَّ وِلايةٍ
حتّى يُدبِّرَ غَدرَهُ بَخفاءِ

ولقد سَقاهُ السُمَّ
في عِنِبِ الرَدَى
والغَدرُ بعضُ شَمائِلِ الجُبَناءِ

فقضَى
غريبَ الدارِ .. ملتَهبَ الحَشا
أفدي المُطَهَّرَ من غرِيبٍ .. ناءِ

بِأبي الجواد
غلى الجَنازةِ يَرتَمي
ما بَينَ نُدبةِ فاقدٍ .. وبُكاءِ

نفسي فِداهُ
على نَضارةِ عُمْرِهِ
ما انفَكَّ منْ أَلَمٍ ومنْ لَأواءِ

مَولايَ
يَومُكَ فَوقَ رَزيّةٍ
إذ ليسَ يُقرَنُ قطُّ بالأرزاءِ

يَومٌ
قَضيتَ بهِ غَريبًا .. مُفرَدًا
ظَمآنَ .. قد حَرمُوكَ وِردَ الماءِ

ومَضَوا بِرأسكَ
فوقَ شاهِقةِ القَنا
فَغدوتَ تُخرسُ ألسُنَ البُلغاءِ

وعلى العِجافِ
يُقادُ ظَعنُكَ .. والفَلا
تلقاهُ في عَنَتٍ .. وطولِ عناءِ

حتى يَعودَ إلى الطُفوفِ ..
مُرَوَّعُا
ويُعيدَ ذِكْرَ مَصارِعٍِ ودِماءِ

قُم وارمُقِ الأرواحَ تَزحفً
والخُطَى
تَبكي عليكَ بِلوعةٍ .. وعَزاءِ

من كُلِّ أبواب الجِهاتِ
مِواكِبًا
هَبّتْ إليكَ على دُروبِ وَفاءِ

شَوقًا إليكَ ..
تَؤُمُّ قُدسَكَ .. والدُنى
أرختْ لديكَ أعِنّةَ الأنحاءِ

ما عاشتِ الدنيا
كَيومِكَ .. مَحشرًا
لكأنَّ حَشرَكَ فوقَ كلِّ سَماءِ
———-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى