مقالات

مَناهِلُ الظَمَأ * طوافٌ علَى نِياقِ الغُربة 

تَجَلَّى ..
فَناداهُ ” الأمينُ ” .. ونَاجاهُ
وحَلَّ .. وقد جَالَتْ علَى البَيتِ أعداهُ

وعادَ يَخُطُّ ” الطَّفَّ ..
فَتْحُا مُظَفَّرًا
ويٌنبِئُ عمّا كانَ أوْحَى لهُ اللهُ

عُرُوجًا بِ ” خُطَّ المَوتُ ” ..
يَستشرِفُ المَدَى
ويَقرأُ خلفَ الغَيبِ .. حَتْمًا رَزاياهْ

” كأنّي بِأَوصالي .. ”
بِها استفتَحَ الأسَى
وما سَوفَ يَلقَى من كُروبٍ .. وبَلْواهُ

ويَتلُو على الأَرواحِ ..
أِلواحَ مَصرَعٍ
بِهِ حُزنُ هَذا الكَونِ .. يَبلُغُ أَقصاهُ

كأنَّ المَدَى يُطوَى ..
بِكَفَّيْ ” حُسَيْنِهِ ”
فَيَرسُمُ يومُ الطَّفِّ أدْهَى مَناياهُ !

هُناكَ يَطوفُ المَوتُ ..
في حَومَةِ الوَغَى
ويَنشُرُ فَوقَ الرَملِ رُعْبًا ضَحاياهُ

وتَشربُ من أوْداجِنا البِيضُ ..
والقَنا
قِتالًا .. فما أَظمَى الترابَ وأَرواهُ

وأَهوِي ..
كما يَهوِي الشِهابُ .. مُضَرَّجًا
وعَزَّ على ” الزْهراءِ ” ما سَوفَ ألقاهُ

وتَزحَفُ للخَيماتِ ..
خَيلٌ شَقِيَّةٌ
تُغِيرُ على خِدرٍ إلى العَرشِ مَرقاهُ

وتَسْبَى على عُجفِ المَطايا
حَرائِرٌ
تَشُقُّ طَريقُا .. ما أَشَقَّ وأقساهُ

فمنْ شاءَ فَليلحَقْ ..
وإني لَعازِمٌ ..
لأُنفِذَ أمرًا .. كانَ قَدّرَهْ اللهُ ..

وما هِي الّا الحَربُ
والقَتلُ والسِبا
وفي الطَّفِّ ما شاءَ الإلهُ .. وأرضاهُ
…..
أبا الطَّفِّ .. لولا الطَّفُّ
ما اندَكَّ حالِكٌ
وما بَرِحتْ بالدِينِ تَعبَثُ أعداهُ

ولَولاكَ ..
لم يَنهضْ منَ الناسِ ناهِضٌ
وقد رَوّعَ الدُنيا عُتاةٌ .. وأشباهُ

ولولاكَ ما كُنّا ..
ولا ضَجَّ هاتِفٌ
بِذكْرِ ” رَسولِ اللهِ ” فَخرًا .. وأعلاهُ

ولولاكَ
عاشَ الناسُ قَهرًا .. وذِلّةً
وكانوا بما شاءَ المُضِلّونَ قد تاهُوا

بِقتلِكَ ..
عاشَ الدِينُ عِزًّا .. ومِنعةً
وباسمِكَ ما زالتْ تُدَوّي سَراياهُ

وما الزحفُ في ” العِشرِين ”
إلّا دلالةٌ
وهلْ حَيّرَ الألبابَ في الطَّفِّ إلّاهُ ؟!

وهلْ كَربلا ..
إلّا ابتِهالٌ .. وكَعبةٌ
شَأوتَ بها من ذِروةِ المَجدِ .. أقصاااااه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى