مقالات

الإمام عليُّ الرِّضا :رَؤُوفٌ علَى بُعدِ مَدَى

تَبَلَّجَ
منْ أفُقِ البَهاءِ.. مُحيّاهُ
وأسفرَ نُورًا.. جَلَّ ما أَبدَعَ اللهُ !

وَجاءَ على اسمِ اللهِ بَدرًا
وإنّما
تَوَهّجُ منْ عَرشِ النُبُوّاتِ أَضواهُ

فكانَ “*عَلِيًّا*”
والكمالاتُ .. مَصحَفٌ
ومنْ وَحيِ ” *مُوسَى*” كانَ يَتلُو سَجاياهُ

تَغَنَّتْ بهِ
في مَحفَلِ الأُنسِ .. طَيبةٌ
وراحتْ على الأرواحِ تَزهُو عَطاياهُ

تَبارَكَ مَولُودًا يُفَدَّى
وَمَولِدًا
وَقد أنزِلتْ منْ حَضرةِ القُدسِ أسماهُ

علَى رَفرَفٍ خُضْرٍ
وأكنافِ جَنّةٍ
تَقلَّبَ في أهْنا نَعيمٍ وأَُحلاهُ

*عليُّ بنُ مُوسَى*
وَهْو يَستَشرِفُ الدُنَى
لقدْ بارَكتُ شَوقَ الوُجوداتٌ يُمناهُ

هُوَ *الثامنُ الهادي*
وناهِيكَ بِالرِضا
مَقامًا .. فما أعلاهُ وصفٌا وأبهاهُ

وَحينَ تَجَلّى
في مَراقِي إمامةٍ
بهِ عاشتِ الدُنيا كَما كانَ آباهُ

إمامَ هُدًى
مِنْ عترةِ الوَحيٍ .. مُصطَفًى
تَسنَّمَ من مَرقَى الكمالاتِ أعلاهُ

أفاضَ علَى الألبابِِ
عِلمًا وحِكمةً
وأفلجَ بِالبُرهانِ مَن كانَ ناواهُ

وكانَ كَصَوبِ الغيثِ
إنْ أجدبَ الوَرَى
وكمْ أنعشَ المَكروبَ رُوحًا وأغناهُ

وَهاهُوَ في طُوسٍ
كما تَشتهي العُلا
جَمالٌ علَى الآفاقِ يُبهِرُ مَرآهُ

تَهُشُّ لَهُ الدُنيا
ويَشتاقُهُ المَدَى
تَودُّ الدَراري أنّها مِنْ رَعاياهُ

*رَؤوفٌ علَى بُعدٍ*
*عَطوفٌ* عَلى جَوًى
*لَطيفٌ* على رُوحٍ تَشظَّتْ لِتلقاهُ

*حَفِيٌّ* بِمنْ ناجاهُ
في حَالكِ الدُجَى
قدِ اغرورَقتُ مِن شدةِ الشوقِ عَيناهُ

حَملْنا لهُ الأرواحَ
في مَجمَرِ النَوَى
فَهلْ يُدرِكُ المشتاقُ ما قد تَمناهُ !

وَهل نَلتقي يَومًا
وقدْ أشرَقَ *الرِّضا*
يُبلسِمُ هذا الشَوقَ لُطفًا.. ويَرعاهُ

لَعَمرُكَ
ما الجَنّاتُ إلّا مَشاهِدٌ
بِأنوارِ أهلِ البيتِ شَرَّفها اللهُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى