مقالات

أنشودة السماء

نُشعلُ الأنجمَ منّا فرَحَا
يوم ميلاد الإمامِ الثامنِ
فبهِ النورُ ابتدا وانقدحا

يابن موسى عالمَ الآلِ اختفَتْ
ظُلَمٌ تُسْقى بماءٍ آجنٍ
وبكَ العلمُ انتشى وانْشَرَحا

كُتِبتْ من نورهِ أُنشودةٌ
لحَّنتها الشمسُ فالصبحُ هني
وهنئٌ من بها قد صبّحا

وبهِ طوسٌ تلَقّتْ قدسَها
سَرَّتِ الكونَ بخدٍّ فاتنِ
لو أتاها مُكْلَمُ القلبِ صحا

افتَخَرَتْ حيثُ بها اختَطَّ الندى
موئلاً مامثلُهُ فخرٌ جُني
تجتني منه السماءُ المِنَحا

فهنيئاً مَنْ بها قد عرّسوا
سرَّحوا الأنفسَ في الجنائنِ
بالرضا هاموا وفيهم سرَحا

 

فإذا الأنفسُ في رقّتِها
طَهُرتْ من كلّ غلٍّ شائنِ
ثمَّ كانت للهدى قُطبَ الرحى

 

كيف لا يطهرُ مَنْ يقصدُ مَنْ
مدَّهُ اللهُ بعهدٍ ضامنِ
لم يخبْ مَنْ في هداهُ اتّشحا

 

لا تحدْ يا صاحبي عن نهجِهِ
لا تقلْ ذا جبلٌ يعصمني
هوَ نوحٌ تابعوه الصُّلَحا

ليس مأموناً على دين الهدى
من قلى النورَ بخبْثٍ باطنِ
فاحْذَرنْ يا صاحَ ما تحت اللُحى

إنّما المأمونُ من في علمهِ
شتّتَ الباطلَ بالقرائنِ
مثل موسى حينما كان الضُّحى

جمّعَ المأمونُ أعلامَ الورى
من ملاحيدٍ وسحرِ الكاهنِ
ليكيدوا للرضا ما طرحا

 

مثل موسى قبلهُ في صولةٍ
واجهَ السحرَ مع الفراعنِ
فهو موسى وعليٌّ قد دحَا

قد دحا أبوابَ شكٍّ قاتلٍ
وحمى الدينَ من المطاعنِ
هل نُسوّي قدْرَهُ بالطُّلَحا

هل نسوّي الليل بالصبحِ وهلْ
يقنعُ العالَمُ بالقَدْر الدّني
أين مَن قرآنُ ربي مدَحا ?

إيه أهلُ البيت أنوارُ الدُّجى
هل يعودون إلى المَوَاطِنِ
ويزيلون الردى والتّرَحَا

أبن علمٌ بالرضا منهمرٌ
يُظهرُ اللمعةَ في المعادنِ
بعد عهدٍ سابحٍ في البُرَحا

إنّنا في مولدِ الطُّهرِ الرّضا
نعلنُ الفرحةَ بالنور السّني
والسّنا من نورهِ قد مَلُحا

عشقُنا قد فَرَّ من أرواحنا
نحو طوسٍ وهْوَ في البُعْدِ فُني
فالوحا يا عالمَ الآلِ الوحا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى