مقالات

دِماءٌ في مِحرابِ الشَهادة

لمْ تَكنْ تَألَفُ الكَرَى.. عَيناهُ
كَيفَ يَغفُو مَن قَد أَطلَّ رَداهُ
يَقرأُ الوقتَ والسَماءَ.. مَلِيًّا
ولِغَيبِ اللِّقا تُشِيرُ يَداهُ
إنّها الليلةُ التي لَيسَ تَخفَى
هِيَ وَعدٌ وَقد تَدَلَّى شَجاهُ
أيُّ رُؤيًا قد أَفزعتْهُ فَولَّى
شَطرَ مَحزونةٍ يَقُصُّ رُؤاهُ
ومَضَى يَطلِبُ الطريقَ وَئيدًا
وكأنّ الثَرَى يَلُمُّ خُطاهُ
فَتصايَحنَ حِينذاكَ إوزٌّ
رُبّما أخبرتْهُ عنْ بَلواهُ
وعلى دَربِهِ.. تدَلّى سُكونٌ
مِثلما أوحشَ الطريقَ دُجاهُ
سَلْ بهِ وَهو يُوقِظُ الناسَ لُطفًا
وغَويٌّ هُناكَ يُخفَى شَقاهُ
واستَوى يَرفعُ الأذانَ فَراحتْ
كلُّ دارٍ تَموجُ في أصداهُ
ومَضَى والصلاةُ تَرقبُ وَجهًا
سَوفَ تَغشاهُ في السجُودِ دِماهُ
وبِمحرابِهِ الحزينِ.. تَجَلّى
فَتَوارتْ خلفَ السُيوفِ عٍداهُ
بِأبي الخاشعَ المُنيبَ خُضُوعًا
كَيفَ قَرّتْ علَى الثَرَى قَدمَاهُ
وهَوى للسُجودِ أقدسُ وَجهٍ
رَيثَما يُشهِرُ الشقِيُّ شَباهُ
وعلَى هامةِ الوُجودِ تَهاوَتْ
ضَربَةٌ أفقدَتْ عليًّا قِواهُ
فَهَوَى يَخضِبُ المُصَلَّى دِماءً
وَمنَ الذِكرِ ما خَبَتْ شَفتاهُ
جَدَّلوا في الصلاةِ أشرفَ هادٍ
طالَما ظَلّلَ الأنامَ هُداهُ
فَلَقُوا هامَهُ بِسيفِ شَقٍيٍّ
قُربُهُ من قُطامِهِ أَعماهُ
يا بِنفسي فَديتُ قلبَ حُسينٍ
وهْو في لوعةٍ يضمُّ أباهُ
عاشَ والمُجتبَى أمضَّ مُصابٍ
ولقد طالَ من شَجاهْ بُكاهُ
وَلدَى البابِ كانَ صَوتُ نشيجٍ
عاشَهُ المُرتضى فطالَ عَناهُ
كانَ صُبحًا علَى الهُداةِ مَرُوعًا
حَجبتْ ظُلمةُ الرزايا ضِياهُ
_____________________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى